رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
في غمرة الوجع ووجه مروان المدمى معلقاً في سماء ذاكرته كالقمر في كبد السماء، استرجع ذكريات ابتسم لها حين كان مع أطفال الحي يزورون الحاجة ببيتها، وهي تستقبلهم برحابة صدر، تقدم لهم الحلوى، وهي تقول:
"هذه حلوى النصر".
أخبره ياسين مرة أنها تملك أسرارا كثيرة، فبيتها فيه غرفة سرية..
لم ينم ليلتها، وهو يفكر بأسرار الحاجة، كما يلقبها أطفال الحي، وجل شبابه، ويتساءل ماذا يمكن أن يكون بالغرفة السرية.
في صباح اليوم التالي، سأل أمه:
* هل تعرفين أن للحاجة أسرارا؟
_ قصدك ست ميسون؟ إنها تملك حكايات فلسطين كلها، اعتقلها المحتل مرتين، وفي كل مرة تعود أقوى من السابق، ست ميسون لا يقهرها المحتل، تقف أمام جندي العدو بثقة وتحد، لقد فقدت خمسة من أبنائها، والسادس أسير منذ سبع سنين، أما السابع فلا أحد يعلم أين هو، يقول البعض إنه مات، وآخرون يقولون إنه لم يشبه أمه وإخوانه في شيء وغادر الوطن بعيدا عن الحرب، والمستمر، والاحتلال..
حين تذكر كلمات أمه ابتسم، فقد صار يعلم الآن أن ابنها السابع واحد من المقاومين بالضفة، وهي التي كانت تأخذ له البنادق والبارود خفية، كأنها عجوز ذاهبة لغرض يخصها، فلا يشك بها الجنود الإسرائليون..
ست ميسون حكت له كيف دمرت إسرائيل قرى ومدنا، وكيف احتلت أخرى..
كان دائما يقول لنفسه إنه سيسترجع من المحتل أرض الوطن ويستردها، فأرض فلسطين لفلسطين
|