رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
قبل أن يلتحق يحيى بالثانوية كان قد حفظ ما تيسر من القرآن الكريم، والحديث، وكذا الشعر. كان يحب سماع الخطب، فقد أثاره ذات مرة تجمع ثلة من الشباب، ثم سيرهم جميعا نحو مكان واحد، وقد عزم على أن يتابعهم، لمعرفة سر تجمهرهم، وإلى أين هم متجهون، ولم يكن قصدهم إلا المسجد، لقد سعد كثيرا لأنه طالما تمنى أن يجد الفرصة التي تسمح له بأن يكون قريبا من هذا الشيخ الذي يكاد يحفظ بعض خطبه، وهاهو الآن يجلس مع الشباب القادمين للتعلم على يديه، يسأله الشيخ عن اسمه فيجيبه وقد امتزج لديه الحياء بالفرح والثقة بالنفس، وهي أمور لا تخفى عن هذا الشيخ الجليل، الذي سأله بعد ذلك كيف وصل إلى المسجد، وما الهدف من وجوده لسماع الخطبة، وسؤال يدفع لسؤال آخر، ويحيى يعبر بعفوية وصدق، معبرا عن إعجابه بالشيخ قبل لقاء المسجد هذا، ثم كان درس الشيخ وخطبته، وخرج يحيى بنهاية الحصة كأسعد فتى على أرض تستحق الحياة.
حين عاد إلى البيت وجد الحاجة هناك تطمئن أمه، مؤكدة أنها لا يجب أن تخشى شيئا على يحيى لأنه رجل، ومع ذلك حين رأته أمه عاتبته على تأخره، لكنها سريعا ما هدأت وفرحت عندما علمت أن ابنها كان حاضرا بدرس للشيخ أحمد سعدة، وقد قالت إنها توافق على تأخر ابنها، مادام يحضر حلقات الشيخ أحمد سعدة، الذي حضر بعد حين معه أخويه زكرياء ومحمد.
لقد أخبرته أمه أن الشيخ أحمد سعدة هو نفسه أحمد ياسين...
|