الموضوع
:
الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
عرض مشاركة واحدة
11 / 02 / 2025, 33 : 12 AM
رقم المشاركة : [
37
]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: المغرب
رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
انفرد في صمت يخطط للمستقبل، كيف يهرب من هناك، وكيف يخلق الثورة الملتهبة في نفوس المعتقلين معه.. وكيف ينتقم من الأنذال المختلين المحتلين لأرضه.
تذكر دروس التاريخ والجغرافيا التي تلقاها بالمدارس، تذكر ذلك والألم يعتصر قلبه، وفجأة أيقظه من الذكريات أحد رفاقه قائلا:
" أعرف أنك متعلم، وأريدك أن تعلمني دروس النحو، فإني عازم على شيء أريد تحقيقه، أخبرك به لاحقا"
لم يكن من السهل أن يأمن لأي كان، فهو يدرك جيدا أن هناك أشخاص قد دسهم المحتل بينهم، ليتجسسوا عليهم، ويذهبوا بأخبارهم إلى حيث مصدر الأذى والألم، لذلك فقد أطرق محمد صامتا،لعل عينيه تتحدثان بما لم ينطق لسانه، لكن رفيق السجن فجأة تابع:
"لدي خطة للهروب من هنا، لكني لا أجرؤ على ذلك وحدي، وأعرف من يقدر على ذلك أيضا، إذا أردت المساعدة، أرى في عينيك القدرة على ذلك، هل ننفذ؟ لكن.. احذر أن تهرب وحدك!"
ابتسم السنوار؛ نظر في عيني الرجل، وقهقه، استغرب من ذلك رفيقه ذاك، فسألهعن عن سبب الضحك، وقد راوده الشك فيما إذا كانت ضحكة السنوار سخرية منه..
اقترب توفيق، وهمس لهما:
" هل لي بأن أعرف فيما حديثكما، الشبهات تحيطكما، والأصابع تشير إليكما منذ دقائق، ما الخطب ؟ "
نظر محمد إلى توفيق نظرة حادة قال له من خلالها ما تفهمه الصداقة التي بينهما، ثم تظاهر بالتفاجئ فقال:
"هذا الأخ يفكر لنا في خطة للهروب، وإن كان بداية يريد تأجيل الفكرة حتى أعلمه بعض دروس النحو "
فهم توفيق من خلال نظرة صديقه محمد وكلماته، أن محمدا يشك في أمر رفيق السجن ذاك، فقال:
" الأكيد أننا قريبا سنخرج لكن خروجنا بإذن الله، فلا حيلة لنا مع المحتل"
حينها قرر محمد وتوفيق توقيف العمل بحفر النفق مدة تريثا حتى ينظروا في أمر الرجل
خولة السعيد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات خولة السعيد