[سلوى حماد]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق [align=justify] كل واحد منا يقول إنني سأتوقف عن الكتابة لشعور ما ينتابه ..لكن فجأة يتابع الكتابة وكان قراره الذي اتخذه لا يعني أي شيء .. تستمر الحياة ..تسمر الكتابة .. يستمر السير نحو الدرب المرسوم .. تدب فينا الحياة مطالبة باستمرار الحياة لن علينا أن نعمل ..أجمل ما في الفراشة أنها رغم احتراقها تهوى النار .. هل الكتابة نوع من الاحتراق ؟؟.. [/align]

أخي وأستاذي العزيز طلعت،

في زمن كالذي نعيشه والذي تخيم عليه الكأبة والشعور بالعجز عن فعل اي شيئ يرضي انسانيتنا نخرج عن سياق المألوف في تصرفاتنا ، حصل خلل ما في بوصلتنا الأدمية من جراء ما يحدث من انتهاكات صارخة للإنسانية .
على مدى ثلاث اسابيع من الحرب على غزة كنت أتابع بغضب كل ما أراه، انتابتني حالة من الغضب المغلف بالصمت ، فاعتصمت عن كل الأشياء التى احبها ومنها الكتابة ، كان لدي شعور بوجوب تعذيب نفسي لإنني عاجزة عن القيام بأي دور، وتسائلت من المسؤول عن عجزي؟؟؟؟.

توقفت عن الكتابة لفترة فازداد فيها منسوب البوح حتى كدت أختنق ، فركضت الى قلمي لأهذي بكل ما يجول بخاطري ، تواطأ قلمي معي وطاوعني في كسر حاجز الصمت الذي لفني لفترة.

الشعور بالظلم وازدواجية المعايير افقدنا ثلثي نفسنا ، صرت اشعر بإنني على سطح كوكب اخر لا تلمس فيه قدماي الأرض كرواد الفضاء،

منذ اسبوع كنت في محضر للإستماع لأقوال طالب في لجنة الإنضباط في الكلية التى اعمل بها، معروف عني انني أستمع أكثر مما أتكلم وانني افضل ان أقول كلمتي في أخر الجلسة ، لاحظت في هذه الجلسة انني قمت بمقاطعة المتحدثين اكثر من مرة كنوع من أحداث تغيير في اسلوبي ، ربما نوع من الثورة على الرتابة في تصرفاتنا التى تكلست،
ومن عادتي ايضاً ان امسك قلماً وورقة وأرسم اشكالاً زخرفية وانا على الهاتف ،ولكنني لاحظت انني أصبحت ارسم عيوناً دامعة وفيها ملامح غضب.

استاذي طلعت ، أشعر بإنه لزاماً علينا ان نحدث تغيير فينا ومن ثم سيطرأ تغيير على كل ما يحيطنا ،

الكتابة سيدي هي بمثابة الأكسجين الذي يمدنا بالطاقة ويشعرنا بإننا مازلنا نملك زمام شيئاً لا يستطيع أحد مصادرته منا، ولذلك لن نستطيع ان نغتال هذه النعمة مهما كلفنا ذلك.

اشكرك بصدق لإنك تحفزني على الكتابة ،

تقبل مني جورية بيضاء بلون قلبك الكبير النابض بحب الوطن تعبيراً عن امتناني وإعجابي بحروفك.


مودتي وتقديري،


سلوى حماد