08 / 04 / 2009, 07 : 05 PM
|
رقم المشاركة : [15]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: الأستاذ مازن شما في حوار دافىء لمنتدى فنجان قهوة ومساحة من البوح
[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بك أختي الغالية ناهد..
شكرا على حفاوة الترحيب وهو من شيم الكرام،
بعون الله سنبدأ بالاجابة على الاسئلة..
السؤال الأول:
هل لك ان تصف نفسك في بيتين من الشعر؟
لاأجد أبلغ من قول الإمام الشافعي في وصف من يصبر على ايذاء الناس له:
يخاطبني السفيه بكل قبـح........... فأكـره أن أكون له مجيبا
يزيد ســفاهة فأزيـد حلـما........... كعود زاده الإحراق طيبا
السؤال الثاني:
ضع لنا تجربة من حياتك يكون طابعها العبرة والنصيحة للجميع وعرض سلبيات وإيجابيات هذه التجربة.
يمر الانسان بتجارب كثيرة، قد تترك بعضها أثرها عليه، وبعضها قد تبقى عبرة لأجيال.
كانت لي تجربة من خلال عملي كمعلم في مدارس ريف دمشق، في نهاية كل عام دراسي يتم تقييم عمل المنطقة التعليمية، ودراسة أوضاع المدارس والمعلمين لوضع خطة للعام القادم.
من خلال استعراض أحداث احدى المدارس وفشل كل المحاولات لحل مشاكلها، الناتجة عن عدم الضبط والسيطرة على اعمال شغب التلاميذ اليومية (داخل وخارج المدرسة) من قبل الادارة واولياء الامور، تقرر اغلاق المدرسة وتوزيع التلاميذ على المدارس الأخرى.
تدارسنا الوضع - وكنا أربعة معلمين - وتقدمنا باقتراح أن نُمنح فرصة عام دراسي واحد لتقويم وحل هذه المشكلة قبل إغلاق المدرسة.. بعد نقاش طويل أخذنا المسألة على عاتقنا الشخصي على أن نتحمل مسؤولية مايقع. تدارسنا الوضع مع كل الاطراف والتقينا بالمعنيين بالأمر من ادارة سابقة واولياء أمور وبعض التلاميذ وحتى سكان المنطقة المجاورة، اتفقنا على خطة عمل لعام دراسي كامل. وبدأنا العمل.. كان يتتطلب منا أحيانا التواجد في المدرسة بعد الدوام عدة ساعات لمتابعة البرنامج.. كان تركيزنا على رؤوس الشغب في المدرسة، في البداية ظن التلاميذ باننا سنأتي وكل واحد منا مزودا بالعصي والهراوات وإنزال العقوبات واصدار القوانين الشبيهة باحكام الطوارئ، ولكنهم فوجئوا ان هذا لم يحدث، وهم يعلمون اننا امام تجربة ومواجهة معهم..
باختصار.. طبقنا قاعدة تعلمناها وهي: إما أن تُشْغل التلاميذ وإما سيُشغّلونك.. وضعنا المشاغبين في مركز القيادة كعرفاء للفصول وفي باحة المدرسة لحفظ النظام، وكان لهم دور قيادي أيضا في تشكيل فرق فنية ورياضية وأدبية كل حسب ميوله واختياره، ولأول مرة أقمنا دورة تدريبة على الكمبيوتر لبعض المعلمين والتلاميذ، كنا معهم لحظة بلحظة، أقمنا علاقة طيبة معهم سادها الحب والاحترام، ووصلنا الى غايتنا وحققنا هدفنا.
وفي نهاية العام الدراسي أقمنا مهرجانا خاصا للمدرسة تضمن عروضا رياضية وفنية ومعرضا للأعمال اليدوية من صنع التلاميذ، وكان ترتيب المدرسة في نهاية العام الأول على مدارس المنطقة! وحضر يومها مدير التربية وكبار المسؤولين ووجهاء وأهل المنطقة، وأصبحت تلك التجربة نموذجا يدرس في دور المعلمين كتجربة رائدة للعمل التربوي في مدارس ريف دمشق.
3 صور في المرفقات للمعرض الذي أقيم في نهاية العام
الصورة الاولى مع مجموعة من التلاميذ الذين شاركوا في المعرض.
الصورة الثانية مع المعروضات.
والصورة الثالثة يوم الافتتاح الرسمي للمعرض بوجود عدد من المسؤولين.
السؤال الثالث:
ما هي الغربة من وجهة نظرك ؟ هل هي فقط غربة مكان أم غربة روح أيضاً ؟
الغربة هي البعد أو الإبعاد عن أرض الوطن، البعد عن الوطن جرح غائر وألم لايفارق القلب مادام القلب ينبض. الغربة بالنسبة لنا
نحن شعب فلسطين إجبارية لاخيار لنا فيها، ويراد بها محو العلاقة الأزلية مع الوطن بكل ماتمثله هذه الروابط من تاريخ و تراث.
وهناك أيضا البعد أو الإبعاد النفسي (الروحي) الذي يجعل الانسان غريبا حتى ولو كان في وطنه وبين أهله.
لوعشت ُ في أدنى الخيامِ بموطني ...... لـَيَفوقُ عنــدي أرفــعَ البنــيانِ
مُتـَغَرِّب ٌبالجســم أحــيا غـُــــرْبتي ......وهناك في وطنِ الجدودِ جَناني
السؤال الرابع:
لماذا سميت فلسطين بهذا الإسم بعد أن كانت تُعْرَفْ بأرض كنعان ؟ سؤال الكثير يجهل الإجابة عليه !!
عرفت فلسطين منذ القدم بأرض كنعان، حيث سكنتها القبائل الكنعانية العربية القادمة من الجزيرة العربية، أما أصل التسمية فلسطين فيرجع إلى "فلستا" التي وردت في السجلات الآشورية، وقد أطلق هيرودوت أبو التاريخ اسم فلسطين على الأرض الساحلية للجزء الجنوبي من سوريا الممتدة من سيناء جنوباً وغور الأردن شرقاً، وفي العهد الروماني أصبح اسم فلسطين يطلق على كل الأرض المقدسة.
وللباحث محمد بغدادي رأي لم يسبقه أحد فيه, في تفسيره لمعنى كلمة (فلسطين), ألخصه فيما يلي:
«إن تسمية فلسطين خرجت من قاموس القرشاي, الذين هم أحد الشعوب السورية. فإن فلسطين, أو بلستين, أوبلسط + ياء النسبة. كل هذه الصيغ والتحولات في اسم فلسطين, إنما تمت ضمن إطارالقواعد الصارمة ولا شواذ في الأمر. وكما نعلم أن اللغات القديمة كانت تكتب بالمقاطع الصامتة, وقد جرى تحريكها فيما بعد. فالاسم (بلسطي) يكتب هكذا:
بل+سط+ي
بل: بكسرة منخفضة على الباء واللام تعني (معروف, مشهور)
سط: بفتحة على السين, وضمة على الطاء, تعني (تجارة)
ي: بهمزة مضمومة, تعني (بيت)
بل سط ي= بيت التجارة المشهور
أما إذا كانت الباء مشددة فإن معناها يصبح (صاحب), بدلاً من (بي) , واعتماداً على ذلك فإن بل+سط+بي= صاحب التجارة المشهورة.
وإذا اعتبرنا الياء ياء مشددة, فإن معناها يصبح (صاحب) , بدلاً من (بيت) , واعتماداً على ذلك فإن بل+سط+بي= صاحب التجارة المشهورة.
وإذا اعتبرنا الياء, ياء النسبة ولا علاقة لها بمعنى فلسطين فالأمر لا يتغير (بل +سط) وهي الصيغة التي دونت في الكتابات المصرية, فذلك يعني (التجارة المشهورة).
وإذا كانت (بلشتي), لا يتغير المعنى لأن الشين والسين بنوب أحدهما عن الآخر.
وإذا كانت بلستي (بالتاء) وليس بالطاء, فالأمر سيان, لأن الطاء تفخيم التاء. فأي حرف استعملناه في الكلمة, فإن المعنى يبقى يدور في فلك واحد, ويدل على شيء واحد, وهذا الشيء متعلق بالشهرة والتجارة, وهي صفة سكان أرض كنعان الأساسية.
بقي علينا أن نفسر الآن كيف تحولت (بلسطي) إلى فلسطين:
فلسطين: في اللغة العربية تتبادل الفاء والباء مواقعهما, ولا يغير ذلك في معنى الكلمة شيئاً. مثل (وقف ـ وقب), (وجف ـ وجب). إذا, لا تترتب أية استحالة على انقلاب الباء في (بلسطين), إلى فاء في (فلسطين). بقيت النون, وهي من أحرف الزيادة التي تضيفها اللغة العربية الحديثة, إلى أواخر الكلمات لتحسين السمع الموسيقي للكلمة.
إذا, فالتسمية لم تطلق عبثاً.. بل أطلقت عليه لتعبر عن مهنتهم تماماً, وهي مطابقة للصفة الأساسية التي يمتاز بهاالسكان الأصليون, ألا وهي التجارة. «( محمد بغدادي, فلسطين والقرشاي, ص 36ـ4- بتصرف).
ويلخص زياد منى الحديث عن الاسم (فلسطين) بقوله:
« نلخص ما توصلنا إليه حتى الآن من معارف, بالقول إن التقصي العلمي بمكوناته اللغوية و الآثارية والتاريخية أظهر أن المشرق العربي عرف منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد على الأقل إقليماً باسم فلسط ـ وبصيغة الجمع الكنعانية (فلسطيم) الذي عرب لاحقاً إلى فلسطين. « زياد منى, مقدمة في تاريخ فلسطين القديم, ص 89).
السؤال الخامس:
ماذا تُعني قضية فلسطين اليوم؟
قضية فلسطين هي قضية مصيرية، قضية صراع بين الحق والباطل، منها يتقرر مصير ووجود الأمة الاسلامية والعربية.
كانت قضية فلسطين تعني لنا تحرير الارض من المغتصب الصهيوني ودحرالاحتلال وعودة الشعب الى أرضه.. أما اليوم وقد تقزمت قضيتنا (وهذا عائد لعدة اسباب لامجال لذكرها الآن ) أصبحت تعني الإستجداء في سبيل أمور يفرضها في الأساس العدوعلينا من حصار وتجويع واعتقال والقائمة طويلة.. فصار همنا فك الحصار وفتح المعابر واطلاق سراح المعتقلين والأسرى ووقف الاستيطان ووقف مصادرة الاراضي والاعتداء على المقدسات وحماية المواطنين من بطش المستوطنين وغير ذلك..
ولا مجال للخروج من هذه المتاهة إلا بالوحدة الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج على أرضية الاعتماد على الذات وتفعيل دور المقاومة بشقيها العسكري والسياسي واعتبار هدف تحرير فلسطين هدفا استراتيجيا.
فالشعب الفلسطيني بصبره وصلابته وتجربته قادر على الصمود والتصدي والنهوض بالقضية لتعود قضية مركزية في ضمير الامة العربية والاسلامية.
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته.
[/align]
|
|
|
|