11 / 04 / 2009, 34 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [19]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: الأستاذ مازن شما في حوار دافىء لمنتدى فنجان قهوة ومساحة من البوح
[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بك أختي الغالية بوران..
شكرا على حفاوة الترحيب وهو من شيم الكرام،
بعون الله سنبدأ بالاجابة على الاسئلة..
[align=justify]بالعودة إلى سرد سيرتك مع التاريخ الوطني الفلسطيني , لا شك أن فترة زمنية طويلة من هذا التاريخ قد قضيته في سوريا , فهل حدثتناعن هذه الفترة وعن أجمل ذكرياتك في مدينة دمشق , وأقصد هنا ذكريات العمل الوطني وذكريات أخرى خاصة غيرالعمل الوطني .إن أمكن ذلك.[/align]
[align=justify]لايمكن فصل العمل الوطني عن الذكريات الخاصة، فكل منها مرتبط بالآخر، خاصة وأن حياتي النضالية بدأت في سن مبكرة، والتزمت بالعمل التنظيمي رسميا وعمري أربعة عشر عاما.[/align]
[align=justify]من ذكرياتي قبل التفرغ كاملا للعمل الوطني، عندما كنت معلما في مدارس دمشق بعد تخرجي من دار المعلمين العامة، أني كنت أمارس عملي الوطني جنبا الى جنب مع وظيفتي. لم تكن لي في تلك المرحلة مهمة محددة، بل اينما يتطلب العمل أكون..وكان مدير المدرسة – وهو أخ مسيحي – يقوم أثناء قيامي بواجبي الوطني بالتغطية على غيابي عن أداء واجبي كمعلم. في إحدى المرات، توجّب علي الغياب لعدة أيام للمشاركة في عملية عسكرية داخل الارض المحتلة عام 1969. وبعد أن تدارست الأمر مع مدير المدرسة، تطوّع أن يستلم هو مكاني في متابعة التلاميذ أثناء غيابي - على أن لايبلغ عن اجازة لي ويبقى الأمر سرا بيني وبينه - انطلقت مع بقية الفدائيين نحو هدفنا، وعبرنا الحدود بتنسيق مع الجيش السوري المتواجد في تلك المنطقة. وبدأنا بتنفيذ الخطة التي استمرت عدة ايام داخل الارض المحتلة. شعر العدو بتواجدنا عندما بدأ بتلقي الضربات من هنا وهناك، وأصيب بالارتباك، وبدأت عمليات البحث والتمشيط بكل الوسائل على الأرض ومن الجو. استدرجنا العدو يومها الى مناطق بعيدة الى أن وجدنا أنفسنا – أنا واثنين من المقاتلين - محاصرين في منطقة بعيدة عن الحدود، واصبح طريق العودة المفترض مستحيلا! قررنا نحن الثلاثة تغيير خطة العودة، وكان قد انقطع كل اتصال بيننا وبين باقي المجموعات. ولكنّنا - بفضل الله وبتعاون الاهالي معنا - استطعنا أن نصل الى منطقة سكنية وأن نختفي لمدة ثلاثة ايام كاملة، الى ان تمكّنا - وأيضا بمساعدة الاهالي وهم من اخواننا الدروز في الجولان المحتل - من الانسحاب والعودة سالمين.
خلال هذه الفترة عممت القيادة بيانا داخليا سرّيا - حتى لايعلم العدو بذلك - أنها فقدت ثلاثة مقاتلين وأنها تجهل مصيرهم. علم مديري بالأمر من خلال صديقي، وكان عليه التصرف بسرعة حتى لايقع تحت مسؤولية عدم الإبلاغ عن معلم غائب..[/align]
وتدارك الأمر فعلا الى أن عدت من جديد الى عملي واستقبلني هو والزملاء وتلاميذ المدرسة وقصصت عليهم ماجرى..
السؤال الثاني :هل تفكر بالعودة إلى وطنك الثاني سوريا والاستقرار مع الأهل, ومتى سيكون ذلك؟ اشتاق لكم الأهل ..
[align=justify]
سوريا أرض العزة والفخار، نشأت وترعرت فيها، نعمت بخيراتها ولها دين في عنقي الى يوم الدين.
لكل شيء ثمن، وثمن الغربة ندفعه بحرماننا من وجودنا بين أهلنا وربعنا. في الذاكرة نختزن كل الشوق والحنين، ولا شك انه لو اتيحت لنا الفرصة في أي لحظة لا نتوانى لحظة واحدة عن اتخاذ قرار العودة فورا وبلا تردد. عوامل كثيرة تحول دون ذلك الآن.
[/align]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/align]
|
|
|
|