عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 05 / 2009, 10 : 02 AM   رقم المشاركة : [3]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد

[align=justify]
المقامة في أدبنا العربي :
أول من اوجد المقامة في أدبنا العربي ، بديع الزمان الهمذاني ، الذي أعطى المقامة نكهة خاصة بقيت مميزة لمقاماته عن أي مقامة كتبت بعده ، مثل مقامات الحريري ، ومقامات الزمخشري .. ومن أشهر مقامات الهمذاني المقامة البغدادية ..
طبعا المجال لا يتسع هنا للحديث عن فن المقامة بشكل كامل ، لكن يمكن الاختصار بالقول إن المقامة حكاية تتصل بحياة الناس وتقوم في الأغلب الأعم على شخصيتين ، ويأخذ موضوعها حياة الناس بشكل طريف فيه اللقطات البلاغية والمحسنات البديعية ، وأكثر ما يأتي في المقامة السجع حتى ليكاد يكون احد أركانها وهو تكرار الحرف بين المقاطع ، أي اخذ الكلمات التي تنتهي بحرف واحد .. وكثيرا ما تورد المقامة الأمثال والشعر والحكم وما إلى ذلك ..وعلى من يكتب المقامة أن يكون بارعا ذا قدرات أدبية عالية ، لأن السجع يسرق الأذن فيضيع المعنى إن لم يحسن الأديب الكتابة .. ولأن المقامة فن صعب القياد ، وقد يجر إلى التكلف أحيانا ، فقد قلت كتابته في الأدب العربي ..
نورد المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمذاني لتكون نموذجا :
حدثنا عِيسى بْن ُ هِشامٍ قال :اِشتهيتُ الأزاذ، وأنا ببغداد، وليس معي عَقْدٌ،على نَقْدٍ، فَخَرَجْتُ أنتهِزُ مَحالَّهُ حَتَّى أحَلَّني الكَرْخَ، فإذا أنابِسَّوادِيٍّ يَسوقُ بالجَهْدِ حِمارهُ، وَيُطَرِّفُ بالعَقْدِ إزارَهُ، فَقُلْتُ : ظَفِرْنا والَّلهِ بصَيْدٍ، وَحَياكَ اللَّهُ أبا زَيْدٍ، مِنْ أيْنَ أقْبَلْتَ؟وأَيْنَ نَزَلْتَ ؟ ومتى وافَيْتَ ؟ وَهَلُمَّ إلى البَيْتِ، فَقالَ السَّوَاديُّ : لَسْتُ بأبي زَيْدٍ، ولكنِّي أبُو عُبَيْدٍ، فقُلتُ : نَعَمْ ، لَعَنَ اللَّهُالشيطان، وأبْعَدَ النِّسْيانَ، أنْسانيكَ طُولُ العَهْدِ، واِتِّصالُ البُعْدِ،فكَيْفَ حالُ أَبيكَ ؟ أَشابٌّ كَعَهْدي، أَمْ شابَ بَعْدي ؟ فقال : لقدْ نَبَتَ الرَّبيعُ على دِمْنَتِهِ، وأَرجو أَنْ يُصَيِّرَه اللَّهُ إلى جَنَّتِهِ، فَقُلتُ : إِنَّا لله وإنَّا إِليهِ راجِعون، ولا حَوْلَ ولا قُوَةَ إلا بالله العلي العظيم، ومَدَدْتٌ يَدَ البِدارِ، إليَّ الصِّدار، أريدُ تَمزيقَهُ، فَقَبَضَ السَّواديُّ على خَصْري بِجُمْعِهِ، وقال : نَشَدْتُكَ الَّله لا مَزَّقْتُهُ،فَقُلْتُ : هِلُمَّ إِلى البيتِ نُصِب غَذاءً، أو إلى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً،والسُوق أَقْرَبُ، وطعامُهُ أطْيَبُ، فاسْتَفَزَّتْهُ حُمَّةُ القَرَمِ،وعَطَفَتْهُ عاطِفَةُ اللَّقَمِ، وطَمِعَ، ولم يَعْلَمْ أنَّهُ وَقَعَ، ثُمَّأَتَيْنا شَوَّاءً يَتَقاطَرُ شِواؤهُ عَرَقاً، وَتَتَسايَلُ جَوذاباتُهُ مَرَقاً، فَقُلْتُ : افْرِز لأَبي زَيْدٍ مِنْ هذا الشِّواءِ، ثُمَّ زِنْ لَهُ مِنْ تِلكَ الحَلواءِ، واخْتَرْ لَهُ مِنْ تِلكَ الأَطْباقِ، وانْضِد عليها أَوراقَ الزُّقاقِ،ورُشَّ عليه شَيئاً مِنْ ماءِ السُّمَّاقِ، لِيأْكُلَهُ أَبو زَيْدٍ هَنيَّا،فأَنْخى الشِّواءٍّ بِساطورِهِ، على زُبْدَةِ تَنُّورِهِ، فَجَعَلَها كالكُحْلِ سَحْقاً وَكالطِّحْنِ دَقَّاً، ثُمَّ جَلَسَ وَجَلَسْتُ، ولا يَئِسَ ولا يَئِسْتُ،حتَّى اِسْتَوْفَيْنا، وقُلْتُ لِصاحِبِ الحَلْوى، زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللوزينج رِطْلَيْنِ فَهوَ أَجْرى في الحُلوقِ، وأمْضَى في العُروقِ، ولْيَكُن لَيْليَّ العُمْرِ، يَوْميَّ النَشْرِ، رَقيقَ القِشْرِ، كَثيفِ الحَشْو، لُؤلُؤيَّ الدُّهْنِ، كَوكَبيَّ اللَّونٍِّ، يَذوبُ كالصَّمْغِ، قَبْلَ المَضْغِ، لِيأْكُلَهُ أَبو زَيْدٍ هَنِيّاً، قالَ : فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وقَعَدْتُ، وجَرَّدَ وجَرَّدْتُ، حتَّى اُسْتَوْفَيْناهُ، ثُمَّ قُلتُ : يا أَ با زَيْدٍ ما أَحْوَجَناإِلى ماء يشعشع بالثلج لِيَقْمَعَ هذهِ الصَّارَّةَ، ويَفْثَأَ هذه اللُّقَمَ الحارَّةَ، ، اِجْلِسْ يا أبا زَيْدٍ حتَّى نَأتيكَ بِسِقاءٍ، يأتيكَ بِشُرْبَةِ ماءٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ وجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَراهُ ولا يَراني أَنْظُرُ ما يَصْنَعُ، فَلَمَّا أَبْطأتُ عليه قامَ السَّواديُّ إلى حِمارِهِ، فاعْتَلَقَ الشَوَّاءُ بإذارِهِ، وقالَ : أيْنَ ثَمَنُ ما أكَلْتَ ؟فَقالَ أَبو زَيْدٍ : أَكَلْتُهُ ضَيْفاً، فَلَكَمَهُ لكْمَةً، وثَنَّى عليه بلَطْمَةٍ، ثُمَّ قال الشَوَّاءُ : هاكَ، ومَتى دَعَوْناكَ ؟ زِنْ يا أخا القِحَةِ عِشرينَ، فَجَعَلَ السَّواديُّ يَبْكي وَيَحُلُّ عُقَدَهُ بأسْنانِهِ ويقولُ : كَمْ قُلْتُ لِذاكَ القُرَيْدِ، أنا أبو عُبَيْدٍ، وهو يقول : أَنْتَ أَبو زَيْدٍ، فَأَنْشَدْت :
لا تَقْعُدُنَّ بِكُلِّ حالِهْ........ أَعْمِلْ لِرِزْقِكَ كُلَّ آلَه
فالمَرْءُ يَعْجِزُ لا مَحالَهْ...... وانْهَضْ بِكُلِّ عَظيمَةٍ


[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس