رد: قاضي المدينة : المقامة البغلية للأستاذ حسن الحاجبي في ميزان النقد
جاءت ملاحظات الأستاذ طلعت واضحة ودقيقة و من باب الصدفة كنت قرأت مقالا للكاتب أحمد أمين يتحد ث فيه عن التجديد في الأدب العربي ويطرح فيه عدة إنتقادات و ملاحظات مقارنا الأدب العربي الحديث (في عصره) و الأدب الغربي الحديث.
يقول الأستاذ طلعت عن مقامة الأستاذ الحاجبي:'هناك انقلاب تام عند الأديب الحاجبي الذي إن اطلع فاستفاد من التراث ، فقد أجاد وغير بالتأكيد مسار القصة لتناسب العصر..روح العصر طاغية وإن كنا أمام صورة الإيهام " يحكى يا سيدي " و" العهدة على الراوي " فشخصية القاضي شخصية معاصرة بكل أطرها ...وباعتقادي أن فن المقامة قابل لمثل هذا التطوير ..."
بالنظر إلى ملاحظات الأستاذ طلعت يمكن القول أن التجديد في أسلوب ومحتوى مقامة أ. الحاجبي ساهما في إنجاحها وأن مراعاة ظروف العصر و متطلباته مع النهل من التراث أمر محمود ومرغوب فيه ,هنا سأعود لأشرككم ببعض ما أورد أحمد أمين من انتقادات للتجديد في الأدب العربي من باب التشارك و الإفادة و الإستفادة من مداخلاتكم أيضا.
يقول أحمد أمين عن الأدب العربي الحديث( في عصره):"أما الأدب العربي فيحارب ميترليوزا بقوس و سهم و يضيء أدبه بسراج و زيت والناس قادرون على أن يغيروا المصباح الكهربائي بخير منه, ويبكي الأطلال ولا أطلال, ويحن إلى سلع ولا سلع و يستطيب الخزامى والعرار ولا خزامى لدينا ولا عرار.
من الحق أن نحب الجميل القديم ونحفظه و نتعلم منه ونعجب بما فيه ولكن لا ننشئه.
وإذا وجب أن نقوله نقول معه مانحياه و نعيشه.
إذا أنت لم تحم القديم بحادث***من المجد لم ينفعك ماقبل.
ومن بين الإنتقادات التي وجهها أحمد أمين الاختلاف بين اللغة العامية و اللغة العربية فقال:'وليست أمة من الأمم الحية الآن بين لغتها اليومية ولغتها الأدبية من الفروق مابين اللغة العربية و اللغة العامية.نتج من هذه الظاهرة نقص كبير في الأدب العربي الحديث لأن استعمال الكلمات والعبارات في البيت و على المائدة وفي الشارع يكسبها حياة قوية ويزيده صقلا ومرونة .ولو اقتصر استعمالها في الكتب تكون حياتها ناقصة لايهذبها الاستعمال ولا يرقيها الصقل اليومي...
هنا وقبل أن أختم سأقول أن بلداننا زاخرة بالتراث لكن هل استخدم في الأدب بشكل كاف وهل السعي للتقارب بين العامية و العربية بات ضروريا أم أننا نبتعد كل يوم بعاميتنا عن اللغة العربية و عن الأدب ونخزن التراث وبإمكاننا فعل غير ذلك ...
أشجع الأستاذ الحاجبي على استغلال معرفته بالتراث الشعبي المغربي و توظيف لغته العربية لصقل مزيد من النصوص الجميلة و لما لا لكتابة مقامات جديدة.
تحياتيللجميع أرحب بالدكتور ناصر في هذا الركن وفي إنتظار قراءاتكم و مداخلاتكم دمتم و سلمتم
|