رد: قضية للنقاش / لا تحرقوا الأصابع العشر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل شيء في هذه الدنيا له دلالات تدل عليه وما يحصل على الساحة الفلسطينية
دلالات وإمارات أن القضية الفلسطينية ضاعت وفي طريقها إلى النهاية الأكيدة
الخلافات التي تنشب بين الفينة والأخرى وعدا عن الخلافات التي وجدت فبل فترة من
الزمن تدل على أن نعيش في سيرك .. مهرجان .. وليس في وطن غلبت مصلحته على
مصالح من يسمون برعاة الوطن .. الوطن في واد وهم في واد آخر تماما وكأن الهدف
من هذه الإيقاعات العشوائية هو صرف النظر عما يحصل في القدس الآن .. لا أستطيع أن
أصدق أن القدس والمسجد الأقصى يتعرضان ويهددان بالهدم والجرف وعمليات البيع والشراء
والإغتصاب والتهجير والترحيل وهدم المنازل على رؤوس أصحابها وفي المقابل على الطرف الأخر
من القضية نعيد نحن ترتيب صفوفنا من هو الأول ومن هو الثاني ونضع الأوسمة والنياشين
ونثني على جهود البعض ونصفق ونحيي ونضحك والبعض يجر أذيال خيبته من قرية صغيرة
ملت من العبث وشبعت من شرب دمائها ليعلن بكل غباوة أنها إمارة .. وما هي إلا إمارة
من إمارات التخلف والإنهزام والرجعية ..
حتى نكون صادقين مع بعضنا بهؤلاء المهرجين لن نستطيع فعل شيء .. وأن ننقسم نحن
لنحيي فريقين كلاهما على كل الخطأ فهذا غباء أيضا ً وأن نرتع في مستنقعات الجهل تنحصر
وظيفتنا ووطنيتنا ومقاومتنا إما بالتصفيق وإما بالتفجير فهذا أمر يدعو للخجل وأن نرتب صفوفنا
صعب لأنه هذه صفوف مهرجة لا ترتب أبدا ً .. فلسطين أصبحت مشكلة داخلية بحتة لن يحرك
عربي واحد ساكنا ً فيها والفلسطينيون هم من أصبح يضرب ركلات في الهواء لا فائدة منها
نحتاج توعية سريعة وجدية للأجيال القادمة .. نحتاج فكر جديد خال من الصراعات الحزبية
التي لا تعكس إلا جاهلية مفرطة .. علينا التركيز على التعليم والثقافة والأدب وتنشئة الأجيال
على الدين الإسلامي بالشكل السليم .. علينا وأد الطائفية وعدم التصفيق لأحد حتى يقدم لنا
التحرير .. مللنا التصفيق والتهريج والركل الهواء وملت تلك القرى الصغير من دفن فلذات
أكبادها ومن الشرب من دمائها .. مللنا الإنغماس في مستنقعات الجهل والطائفية .. مللنا التحجر
الفكري والإنحياز والتبعية العمياء .. مللنا الدوران حول انفسنا وفي كل دورة نخسر أنفسنا
شيئا ً فشيئا ً .. علينا نحن أن نحمي أنفسنا من الجهل والتخلف وتبعاتهما وعندها سنفهم ماذا
يحصل حولنا .. سنميز من هو عدونا الحقيقي .. سنعرف إلى صدر من نوجه رصاصنا الدامي
ولا حول ولا قوة إلا بالله وفي هذه الأيام الفضيلة ادعو الله أن يصلح حال اباءنا واخوتنا وأهلنا وأحبتنا
في فلسطين وأن يوسع أفقهم ومداركهم ويهديهم طريق الصواب والحق ... آمين يا رب العالمين .
|