رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
[frame="9 98"]
قالوا قبل العبور :
إن تحرير الأرض هى المهمة الأولى الرئيسية أمامنا ، وبعون الله تعالى سوف ننجزها ، وسوف نحققها ، وسوف نصل إليها ، هذه إرادة شعبنا ، وهذه إرادة أمتنا بل هى إرادة الله الحق والعدل والسلام .
الرئيس " محمد أنور السادات "
إن القتال أمر غير محتمل إلى درجة أنه ليس هناك فرصة تسمح به
" هنرى كيسنجر "
وزير خارجية أمريكا
لقد كلفنا خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات ، ووضعنا فيه خبرة ثلاثين خبيراً عسكرياً من إسرائيل وأمريكا وألمانيا ، وصنعناه ليكون حاجز أمن وخطاً دفاعياً دائماً ورادعاً لمصر .
" حاييم بارليف "
صاحب فكرة خط بارليف
يلزم مصر كى تحقق عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف ، يلزمها سلاح المهندسين الأمريكى والروسى معاً .
إن خط بارليف سيكون الصخرة التى تتحطم عليها عظام المصريين ، وسيكون مقبرة الجيش المصرى .
القناة أفضل خندق مضاد للدبابات فى العالم .. هى الفيصل الاستراتيجى الذى سيتحول إلى قناة من الدماء إذا حاول المصريون عبورها .. الوجود الإسرائيلى على الضفة الشرقية للقناة يمثل تطبيقا عملياً لنظرية الحدود الآمنة لإسرائيل فهى تشكل التزاماً عسكرياً محدداً على الجيش الإسرائيلى .. وهو رفض أى نجاح للقوات المصرية لعبور القناة أو حتى الحصول على موطئ قدم فى سيناء .
" موشى ديان "
وزير الدفاع الإسرائيلى
خط بارليف غير قابل للتدمير حتى بالقنبلة الذرية .
"خبراء العالم العسكريين"
لن يكون من المنطقى من جانب المصريين أن يبدأوا بفتح النيران لأن اندلاع الحرب سوف يعود بأخطار جسيمة عليهم .
ينبغى على الدول العربية التى تحشد قواتها على خطوط وقف إطلاق النار أن تعرف أن لدى إسرائيل أيدى طويلة تستطيع الوصول إلى أعماق هذه الدول وخطوطها الخلفية وإنزال الضربات بها .
إن سلاح الطيران الإسرائيلى أداة البطش والردع ، إن هذه المعركة ستكون حرب الساعات الست لا حرب الأيام الستة.
"دافيد إيليا عازر"
رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلى
يمكن لإسرائيل أن تكتسح طول مصر وعرضها دون أى مقاومة أو مواجهة من قوات الدفاع الجوى المصرى ، كما يمكنها تدمير عناصر الدفاع الجوى المصرى بالسرعة نفسها .
جريدة " النزويك "
وقبل اندلاع معارك السادس من أكتوبر 1973م بساعات كانت " جولدا مائير " فى مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكى " نيكسون " فقال لها : الجيش المصرى فى حالة مناورات على خط قناة السويس ، فقالت : " سوف نساهم فى حل المشكلة السكانية وأزمة المرور فى مصر "
النوتة الزرقاء :
كان المشير ( محمد عبد الغني الجمسي ) رئيس هيئة العمليات خلال الأعداد للمعركة يحتفظ بنوتة زرقاء يدون فيها العديد من البيانات و الأرقام قبل و بعد المعركة ، ومما سجله في هذه النوتة الشهيرة مايلي :
- طول خط المواجهة علي قناة السويس 175 كيلو متراً .
- أتجاه التيار في قناة السويس يتغير كل 6 ساعات لإختيار التوقيت المناسب للمعديات وإنشاء الكباري .
- شهر أكتوبر يضم كثيرا من الأعياد الإسرائيلية .
- الإذاعة والتليفزيون في إسرائيل تتوقف في يوم عيد ( كيبور ) .
- حالة الطقس في شهر أكتوبر مناسبة في مصر وسوريا .
- كان الإسرائيل قبل بدء العبور المجموعة 252 بقيادة الجنرال ( مندلر ) وهي تضم 3 لواءات دبابات ، ولواء ميكانيكي ، ولواء مشاه ، وفي الجنوب كانت هناك قوة أخرى تتكون من لواء دبابات ، ولواء مظلات .
- الضربة الجوية الأولى شاركت فيها 227 طائرة وهاجمت المواقع الإسرائيلية في سيناء بقيادة ( محمد حسني مبارك ) قائد القوات الجوية ، وفقدنا 5 طائرات فقط ، بينما شاركت القوات الجوية السورية علي جبهة الجولان بمائة طائرة .
- ألفان من المدافع على طول الجبهة بمختلف الأعيرة وبعض الصواريخ التكتيكية أرض / أرض انطلقت ضد الأهداف الإسرائيلية ، وفي عملية التمهيد النيراني للعبور و إستمرت اعمال القصف لمدة 53 دقيقة .
- خلال الدقائق الأولى وصل عدد الأبطال الذين عبروا القناة ( 8000 ) مقاتل وإستخدموا 1500 سلم من الحبال للصعود فوق الساتر الترابي و النقاط الحصينة لخط بارليف ، وتقدموا إلى عمق 3 إلى 4 كيلو مترات ، و في الخامسة و النصف كان لنا 33000 مقاتل ظلوا يواجهون الدبابات الإسرائيلية لمدة 6 إلى 8 ساعات في قتال غير تقليدي حيث واجهوا 300 دبابة و تم تدمير 100 منها .
- قوات من الصاعقة المصرية هبطت في عمق سيناء لقطع خطوط الإمدادات بين القوات الإسرائيلية ، وتمسكت إحدى هذه الوحدات بمضيق سدر لمدة 16 يوما .
- المهندسون المصريون استخدموا 350 مضخة لفتح الثغرات فى الساتر الترابي ، وفتحوا 30 ممرا خلال ساعات بعد ان احالوا 1500 متر مكعب من الرمال ثم وصلت بعد ذلك إلى 60 ممرا بعد ان جرفوا 90000 متر مكعب ، وتم إنشاء 8 كباري ثقيلة ، 4 كباري خفيفة فى القطاع .
والرئيس ( محمد أنور السادات )أطلق على هذه النوتة الزرقاء اسم ( كشكول الجمسي ) .
مفاجآت العبور :
6 أكتوبر 1973م – 10 رمضان 1393هـ
كان وراء اختيار يوم السادس من أكتوبر 1973م ، العاشر من رمضان 1393هـ لاقتحام قناة السويس ومواجهة إسرائيل دراسات علمية دقيقة ، فقد اختير شهر أكتوبر بسبب جو الخريف الصافى ، ولطول فترة الليل به حتى يبلغ اثنتى عشرة ساعة بما يسمح بمواصلة العمل بعد عبور قناة السويس واقتحامها طوال الليل ، كما اختير يوم السادس من أكتوبر ليوافق يوم العاشر من رمضان حيث يكون الليل مقمراً ، وليوافق السبت وهو يوم عيد " الغفران " لدى اليهود ، وفى مثل هذا اليوم يكون الفرق بين منسوب مياه القناة أثناء المد والجزر غير كبير ، وفى شهر أكتوبر تجرى الانتخابات الإسرئيلية وبه ثلاثة أعياد إسرائيلية هى : المظال ، والتوراة ، والغفران " يوم كيبور " ، وقد أطلق الإسرائيليون على السادس من أكتوبر " يوم كيبور " لأنه خلال الـ 2500 سنة الماضية كان أقدس أيام اليهود حيث يصوم فيه الجميع ، وفى الساعة الثانية ظهراً لليوم السابق ليوم " كيبور " يتوقف فى إسرائيل كل شئ عن الحياة حيث تغلق المدارس والمتاجر والمصانع ، وكل يهودى يسارع للعودة إلى منزله ليعد نفسه بدنياً وروحياً لهذا اليوم المقدس ، والذى يستمر نحو 25 ساعة من ظهر اليوم السابق ليوم " كيبور " حتى غروب شمس يوم " كيبور " نفسه ، وخلال هذه الفترة لا يتناول اليهودى الطعام والشراب ، ولا يستعمل العطور ، وتحرم المتعة الجسدية بكل أنواعها حتى ارتداء الأحذية تعتبر حراماً ، ويرتدى المتزمتون فى هذا اليوم عباءات بيضاء ، هى نفسها الكفن الذى سيدفنون به عند مماتهم ، ووافق حلول شهر رمضان مع شهر أكتوبر وإسرائيل تعتقد أن المصريين ينشغلون عن العمل فى شهر رمضان .
واختير أيضا شهر رمضان المعظم لأنه كان موعدا ووعداً للمسلمين مع الانتصارات والفتوحات الإسلامية
الساعة الثانية ظهراً :
اختيرت الساعة الثانية ظهراً لبدء المعارك يوم السادس من أكتوبر 1973 لتكون قمة المفاجآت فى عدم تعود الجيوش على ذلك حيث يشاع بدء المعارك فى أول ضوء أو آخر ضوء ، ولعلنا نذكر أن إسرائيل عندما قامت بضرب مطاراتنا فى الخامس من يونيو عام 1967م فى الساعة التاسعة صباحاً اعتبرت ذلك مفاجأة لأن المتحاربين تعودوا على بدء الحرب فى أعقاب الفجر ، واختيرت الساعة الثانية ظهراً أيضاً لإتاحة مدة تقرب من أربع ساعات قبل غروب الشمس لتحقيق ضربات الإحباط التى يقوم بها الطيران والمدفعية وأفواج العبور الأولى ، وتكون كافية لنقاط المراقبة وطائرات الاستطلاع لتصوير نتائج هذه الضربات ، وليبدأوا بعد حلول الظلام فى مد كبارى العبور وخلال هذه المدة الوجيزة يصعب على إسرائيل الرد قبل حلول الظلام حيث تكون مطاراتها معطلة ، ويلزمها على الأقل ست ساعات لإصلاح الممرات ولذلك فلن تستطيع القيام بهجوم مضاد ، ولن تتمكن طائرتها من العمل بحرية إلا فى صباح اليوم التالى ، وأيضاً تكون الشمس فى هذا الوقت كما يقول العامة " فى عين العدو " مائلة عن السحب وتميل نحو الغروب حيث يصعب على إسرائيل متابعة الحركة فى هذا الاتجاه .
الضربة الجوية :
فى الثانى والعشرين من شهر يونيو عام 1969م قام الرئيس " جمال عبد الناصر" بتعيين البطل " محمد حسنى مبارك " قائداً للقوات الجوية .. فعمل على إعادة تنظيم سلاح الطيران المصرى وخطط ونفذ الضربة الجوية الأولى فى السادس من أكتوبر عام 1973م والتى أفقدت الجيش الإسرائيلى توازنه وهيأت الظروف المناسبة أمام القوات المصرية لاقتحام قناة السويس ، ففى الساعة الثانية ظهراً قامت 227 طائرة مصرية من أكثر من20 مطار مصرى بصب نيرانها على مراكز القيادة الإسرائيلية فتعطلت بطاريات الهوك وممرات المطارات والقواعد الجوية الإسرائيلية كما تعطلت مراكز الشوشرة والإرسال والورش الميدانية وتعطل مطار " المليز " ومطار " بير تمادا " وحققت الضربة الجوية المركزة أكثر من 95% من أهدافها ، ولم تزد نسبة الخسائر المصرية على 2% رغم توقعات الخبراء الروس بأن أى ضربة جوية لو تمت لن تقل خسائر مصر عن 25% .
وبعد نجاح الضربة الجوية وقف اللواء طيار " محمد حسنى مبارك" قائد القوات الجوية يردد " الله أكبر .. الحمد لله " .. جهدنا جاب نتيجة واتصل بالرئيس " محمد أنور السادات " فى مركز القيادة وقال له : " الحمد لله .. دمرنا كل الأهداف بدقة والصور الجوية توضح ذلك تماماً وخسائرنا محدودة جداً ، ونحن جاهزون خلال ساعتين من الآن لتنفيذ الضربة الثانية ومضت دقائق وجاءت تعليمات من مركز العمليات الرئيسى تقول :" لا داعى لضربة جوية ثانية فقد نجحت الأولى فى تحقيق كل الأهداف " .
وقامت الطائرات الهليكوبتر بتنفيذ عمليات إبرار قوات الصاعقة ، وطلب اللواء طيار " محمد حسنى مبارك " من قادة التشكيلات الاستعداد لصد ضربات القوات الجوية الإسرائيلية المحتملة والتعامل مع احتياطياتها المدرعة المتوقع تدفقها لدعم قواتها فى الخطوط الأمامية والاستمرار فى الاستطلاع الجوى لتحركات القوات الإسرائيلية فى سيناء ، وظل اللواء طيار " محمد حسنى مبارك " مقيما فى مركز العلميات يقود القوات الجوية فى معاركها ، وبعد 24 ساعة من اندلاع المعارك تلقى الإسرائيليون إشارة مفتوحة على أجهزة اللاسلكى من الجنرال " بنيامين بيليد " قائد سلاح الجو الإسرائيلى تقول : " لا تقتربوا من شاطئ القناة لمسافة لا تقل عن 15 كيلو متراً حتى لا تتعرضوا لنيران الصواريخ المصرية " ، وأعلن " أبا إيبان " وزير الخارجية : " أن القوات الجوية الإسرائيلية تتآكل " .
وبعد تطوير الهجوم قامت القوات الجوية المصرية بالتركيز على حماية رؤوس الكبارى والمعابر بالإضافة إلى تشكيل الغطاء الجوى فوق القوات المصرية التى عبرت إلى الضفة الشرقية ، وحماية المنشآت الحيوية والمدن المصرية ، وقد ذكر اللواء أركان حرب " حسن القرمانى " : " أن خسائر إسرائيل نتيجة لأعمال القوات الجوية المصرية فى معارك أكتوبر 1973م كانت ما يلى :
تدمير 307 دبابة إسرائيلية .
تدمير 123 مدرعة إسرائيلية .
شل 10 ممرات فرعية لإسرائيل فى مطارات سيناء .
إسكات 16 موقع هوك .
شل 7 مواقع ردار لإسرائيل .
شل 7 مراكز قيادة ومركز إعاقة لإسرائيل .
إسكات 3 مواقع إسرائيلية خاصة بالمدفعية .
تدمير 76 طائرة إسرائيلية خلال الاشتباكات الجوية
ضرب 56 هدفا إسرائيلياً وإصابتها بنسبة 95 % .
وقدمت القوات الجوية المصرية للعالم والعسكرية العديد من المقاييس الجديدة فى حروب القوات الجوية التى أبهرت وأذهلت العالم فعلى سبيل المثال : حقق الكثير من الطيارين المصريين 6 طلعات ، وأيضاً 7 طلعات فى اليوم الواحد ضاربين بذلك الرقم القياسى العالمى وهو4 طلعات ، والزمن التقليدى لأى اشتباك جوى لا يزيد على 7 إلى 10 دقائق ، ولكن فى معارك أكتوبر 1973 دامت بعض المعارك الجوية إلى ما يقرب من 55 دقيقة وخاصة التى تركزت حول بورسعيد ، وبعض المدن وذلك يرجع إلى تعدد الطائرات الإسرائيلية والتى بلغت فى بعض الأحيان 60 طائرة ، هذا فضلا عن توفر الوقود لدى الطائرات المصرية لأن المعارك الجوية كانت تتم فوق مناطق غير بعيدة عن مطاراتها ، وتدمير الدبابة الواحدة فى جداول التدمير النظرية يستلزم من 2 إلى 3 هجمات طيران ، ولكن نسور مصر الأبطال تمكنوا فى معارك أكتوبر 1973 من تدمير أكثر من دبابة فى هجمة واحدة ، وخلال معارك أكتوبر لم يتعطل مطار مصرى واحد ، أو قاعدة جوية واحدة أكثر من 6 إلى 8 ساعات ، وذلك لسرعة مهندسى المطارات فى إصلاح المطارات ، وفى عام 1967م تباهت إسرائيل بالرقم القياسى للمدة اللازمة لإعادة تزويد الطائرات بالوقود والذخيرة وهو 8 دقائق ، ولكن فى أكتوبر 1973م سجل أبطال مصر الرقم القياسى وهو 6 دقائق ، وقد أثبت طيارونا الأبطال ما قاله المشير " أحمد إسماعيل " : " السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح " فقد قامت طائرة ميج 17 بإسقاط طائرة فانتوم ، والتى كانت تتباهى بها إسرائيل .
وقد قال الفريق " محمد عبد الغنى الجمسى " : " إن القوات الجوية هى التى بدأت الحرب ، وهى التى أنهتها " .
وأمام مجلس الشعب قال وزير الحربية : " قامت القوات الجوية بقيادة اللواء طيار " محمد حسنى مبارك " بأداء مهامها بأروع وأقوى ما يكون الأداء ، وإنى لا أنسى ما قدمه طياروا مصر من تضحيات وجهد ، حتى بلغ عدد الطلعات اليومية لبعض الطيارين 7 طلعات فى اليوم الواحد محطمين الرقم القياسى الذى وصل إليه أكفأ وأقوى الطيارين فى جيوش العالم ، لقد كانوا – بحق – النسور الذين حموا أجواءنا ، وقصفوا مواقع العدو فى كل مكان فى جبهة القتال ، وفى الأعماق البعيدة فقضوا على أسطورة الطيران الإسرائيلى الذى طالما تغنت به إسرائيل " .
وقال الرئيس " محمد أنور السادات " صاحب قرار العبور .. إلى أبطال القوات الجوية : " إن ما قمتم به وما أنجزتموه خلال معارك أكتوبر من أروع ما قامت به أية قوة جوية عبر التاريخ منذ أن عرف العالم القوات الجوية وحروب القوات الجوية "
إبطال مفعول خزانات المواد الملتهبة :
توصل العقل المصرى إلى مادة تتجمد فى مياه قناة السويس ، وتم التكتم على هذه المادة ، وفى الليلة التى سبقت العبور مباشرة قامت الضفادع البشرية المصرية بسد فتحات مواسير خزانات المواد الملتهبة المنتهية إلى الماء والبالغ عددها 360 فتحة وذلك بواسطة حقن الفتحات بالأسمنت سريع الشك فأصبحت مئات الأطنان من هذه المواد حبيسة داخل خزاناتها ، ولم تفلح إسرائيل فى إشعال حريق واحد .
التمهيد النيرانى :
بعد دخول الطيران المصرى يوم السادس من أكتوبر 1973م – العاشر من رمضان 1393هـ فى الجانب الشرقى بدأ هدير المدافع المصرية .. يقول اللواء أركان حرب " أحمد عبد الغفار حجازى " :
" قام 2000 مدفع فى الساعة الثانية ظهراً بإطلاق 175 طلقة فى الثانية الواحدة ، أى : فى الدقيقة الأولى تم إطلاق 10500 دانة على خط بارليف واستمر هذا القصف لمدة 53 دقيقة متواصلة ، وكان هذا غطاء للمشاة والمدرعات التى عبرت قناة السويس " ، وقال أحد القادة الإسرائيليين والذى كان مسئولا عن خط بارليف : " أن المدفعية المصرية صبت على خط بارليف كمية غزيرة من النيران بصورة لم يشهدها من قبل .
التغلب على الساتر الترابى :
العبقرية المصرية ابتكرت طريقة حديثة لفتح الثغرات فى الساتر الترابى ، وهى طريقة اقترحها ضابط مهندس من شباب مصر ، وأثبتت فعاليتها فى فتح الثغرة الواحدة فى الساتر الترابى خلال 3 – 5 ساعات وسميت هذه الطريقة باسم " التجريف " أو " مدافع المياه " وتعتمد على ضخ المياه من القناة نفسها بواسطة طلمبات تحت الضغط العالى ، وخلال ساعات من يوم السادس من أكتوبر 1973م كانت عشرات الثغرات قد فتحت فى السد الترابى وأزالت 90000 متر مكعب من الأتربة التى كدستها إسرائيل خلال سنوات ، وذلك بالمياه المضخوخة عبر 60 ثغرة مختلفة ، ولم تكد جماعات الاقتحام تتدفق وتؤمن رؤوس الجسور فى الضفة الشرقية حتى بدأت وحدات المهندسين فى تمهيد الأرض اللازمة لرأس كل جسر ، وخلال ساعات أقيم 12 جسراً عائماً وتدفقت عليها جموع الدبابات والمضخات والمدافع الثقيلة فى سيناء .
عبور القناة بالقوارب :
قبل المعارك أجريت دراسات دقيقة لاتجاهات التيار فى قناة السويس ، وكانت من نتيجتها أن مئات القوارب التى أخذ الجنود يعبرون بها القناة تبحر وهى فوق الريح ليبلغوا إلى الجانب الآخر من القناة ويتسلقوا الساتر الترابى فوق سلالم ذات عوارض خشبية تربطها الحبال وزلاقات من الصاج بعد أن كانت آلاف المدافع قد دكت الحصون بمقذوفاتها ومهدت لمقدمهم .
اقتحام خط بارليف :
خلال الاثنتى عشرة دقيقة الأولى من بدء العبور يوم السادس من أكتوبر تهاوت النقطة الحصينة الأولى من خط بارليف ، وخلال اليوم الأول قامت القوات المصرية بتدمير 12 موقعاً من خط بارليف ، وفى اليوم التالى تهاوت 9 مواقع أخرى ، وفى اليوم الثامن من أكتوبر استولت القوات المصرية تماما على خط بارليف على طول القناة ، وتم تحرير مدينة القنطرة شرق ووصلت القوات المصرية المدرعة إلى مسافات متقدمة داخل سيناء .
باب المندب والبحر الأحمر والنقل البحرى :
قبل معارك أكتوبر 1973م أخذ فى الحسبان دور القوات البحرية ، وبالفعل قامت بدور رائع وهام أثناء المعارك ، وكان باب المندب حلقة وسلسلة فى منظومة القوات البحرية المصرية للتعرض للنقل البحرى الإسرائيلى فى البحرين الأحمر والمتوسط ، ففى البحر الأحمر كان يصل إلى إسرائيل 18 مليون برميل سنوياً من آبار البترول فى إيران إلى ميناء " إيلات " ويضخ عبر أنابيب إلى ميناء " عسقلان " فى البحر المتوسط ثم يكرر ويصدر إلى أوروبا ، وعلاوة على ذلك فإن إسرائيل عندما احتلت شبه جزيرة سيناء عام 1967م استولت على آبار البترول المصرية فى الضفة الشرقية لخليج السويس ، وكانت تستخرج منها 6 مليون برميل سنوياً وترسل إلى إسرائيل عبر ناقلات البترول .
وكانت مهمة القوات البحرية المصرية فى أكتوبر 1973م التعرض للنقل البحرى الإسرائيلى فى البحر الأحمر وخاصة ناقلات البترول ، ولذلك كانت المجنزرات المصرية موجودة عند منطقة باب المندب ، وفى وسط البحر الأحمر تواجدت الغواصات فى المنطقة ما بين جدة وبور سودان ، أما زوارق الصواريخ المصرية فكانت موجودة فى شمال البحر الأحمر عند ميناء سفاجا وميناء الغردقة ، أما آبار البترول الموجودة بالسويس فقد قامت القوات البحرية بزرع الألغام فى طريق ناقلات البترول التى تأخذ البترول من هذه المنطقة إلى ميناء " إيلات " ، وفى السادس من أكتوبر 1973م تعرضت المدمرات المصرية الموجودة فى جنوب البحر الأحمر للسفن التجارية وحذرتها بأنها إذا كانت متجهة إلى ميناء " إيلات " فعليها العودة من حيث أتت ، وخلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 31 أكتوبر 1973م أعترضت حوالى 200 سفينة وكانت مهمة المدمرات المصرية تحذير قباطنة السفن التجارية وناقلات البترول بأن المنطقة شمال خط العرض الذى يمر ما بين جدة وبور سودان منطقة عمليات حربية ومن يدخل فيها يتعرض للمخاطر ، ولكن سفينة إسرائيلية لم تمتثل لذلك واخترقت هذا الحصار ومرت على المنطقة التى بها الغواصات المصرية فأطلقت الغواصات المصرية توربيداتها عليها فأخطرت السفينة الإسرائيلية ميناء " إيلات " والحكومة الإسرائيلية فانعقدت الحكومة برئاسة " جولدا مائير " وأوقفت الملاحة نهائياً فى البحر الأحمر ، كما تم وضع الألغام البحرية المصرية فى خليج السويس ، وتسببت فى إغراق ناقلتى بترول لإسرائيل كانتا تحملان البترول من آبار بلاعيم إلى آبار إيلات .
________
ابراهيم خليل ابراهيم
[/frame]
|