لاشك أن الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي .. شاعرة متميزة و تملك مفاتيح الكلمة .. وهى كشاعرة نثرية أفضل بكثير منها ككاتبة نصوص فكرية نثرية .
وهي أيضا ( كما سبق و قلت ) امرأة ذكية .. بصرف النظر عن كونها أديبة أو شاعرة .. و دلائل الذكاء مايلي :إستطاعت بكلماتها الطلقائية الصادقة أحياناً .. و المستفزة أحياناً .. و المداعبة للعلاقات الحميمة أحياناً أخري .. استطاعت أن تفرض نفسها و كلماتها في المدونات فتتناقل المواقع نصوصها و كلماتها .
إختارت جانباً عاطفياً و نفسياً يخص المرأة .. وهو علاقتها بالرجل .. واستمرت في قرع الطبول على نفس النغمة و بقوة .. فاستطاعت فرض شخصيتها الأدبية على الجنس اللطيف .. و كل محبي و أعداء النساء من الرجال.
تصدرت الصفحة الأولى من الكتاب و الغلاف هذه العبارة " يحظر بيع هذا الكتاب للرّجال !! " و التي إخترتها لتكون عنوان الموضوع .. وهى بذلك ترسل رسالة واضحة للرجل ، تقول فيها : " يتحتم شراء هذا الكتاب من قبل الرجال " .. فالعنوان باعث على الفضول .. والانسان بطبيعته باحث عن الأسرار و الخبايا ، خاصة تلك المتعلقة بالمرأة .
بيع اسطوانات مدمجة لأشعارها و قصائدها مغناة .. وأحيانا مقروءة فقط ، مع الكتاب .. وهذا ذكاء تسويقي لم يتعود العرب عليه .
إثارة قضايا فكرية جدلية أدبية .. فتزيد المناقشات و الجدل .. ولكنها لا تصيب القارئ بالملل .
إختيارها لصوت نسائي جميل ليتغني بقصائدها ( المطربة و الملحنة جاهدة وهبة ) ،و يساعد على إنتشار أعمالها .
يتزامن الحفل الغنائي الكبير للمطربة السابقة مع حفل توقيع نسخ بيع الكتاب .. وهذا أيضاً أضاف تقليداً تسويقياً و بيعياً جديداً .
إختيارها لأقوال و حكم عربية و عالمية عن المرأة قالها بعض المشهورين .. في بداية كل فصل من الكتاب و علقت عليه بكلماتها .
إختارت عنواناً جذاباً عصرياً شبابياً للكتاب .. " نسيان .com "وهو ما يدعو القراء الشباب لقراءة و شراء الكتاب .
أدخلت في النصوص النثرية لها بعض من الكلمات و العبارات الغرائزية الإيحائية ( وليست الإباحية ) ..
لم تتجاوز في جميع نصوصها العقائد و الأديان .. فقط تجاوز للمعتقدات العاطفية ، فكان في رأيي تجاوزاً مسموحاً .
لم تستعمل الكلمات الغربية و الأعجمية إلا في أضيق الحدود .. لإثبات محافظتها على الهوية العربية للأديب .
استغلت الأديبة قدراتها الشعرية في فرض النص الأدبي على القارئ .. فقدمت الكتابات النثرية على القصائد الشعرية .
استغلت الأديبة مواهبها في الطلاقة الكلامية أحسن إستغلال ( وأحياناً أسوأ إستغلال ) .. فالكلمات متلاحقة سريعة مثل طلقات المدفع الرشاش الذي لا يمكن تفادي رصاصاته .. و في إعتقادي أنها تسجل الكلمات و المواضيع صوتياً .. وهناك من يكتب ويدون هذه الكلمات إلكترونياً .. فتخرج أحياناً بعض الكلمات طائشة .. وتجعل الفكرة أو العبارة معيبة منطقياً أو وجدانياً . الذكاء في الكم الكلامي و الكتابي الهائل .. وهذه موهبة و مقدرة ليست عند كل أديب .
قصدت الأديبة إستفزاز الرجل لمزيداً من الشهرة .. ووضح ذلك في الكثير من العبارات النثرية ، التي اختلفت مع النصوص الشعرية .. وهذا الاستفزاز الأنثوي للرجل جاء في مصلحة شهرة الأديبة و سعة إنتشار مبيعات كتبها .
في النهاية ..
الأديبة أحلام مستغانمي لها بصمتها الأدبية المتميزة سواء رضينا عنها أم لا .. سواء وافقنا عليها أو إختلفنا معها ..
و التميز جاء نتيجة الذكاء التسويقي الأدبي لأعمالها .. و هو من العوامل الأساسية لانتشار و شهرة الأديب ..
د. ناصر شافعي