عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 04 / 2010, 37 : 08 PM   رقم المشاركة : [10]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

:more61: رد: جدار الزمن / هدى الخطيب

سيدتي الغالية هدى الخطيب مساؤك الزهر وأحلى
لا اعرف لماذا استولى علي انفعال لا يعرفه إلا مثلك أنت شاعرة \ رسامة \ مصورة
استطاعت وصف ما لا يمكن تخيله بإتقان وفن ورقه وجمال .........

أراني أيتها السيدة الرائعة استغرقت هنا في التأملات فوجدت نفسي متكأ على جدار المخيلة
أستعيد بعض الحكايات الجميلة \ الحزينة \ التي تنحدر من ذلك الزمن الذي كان فيه أبي يبحث
عن مهر يرضي فيه أمي ؛ قام مبكرا ذات يوم وأخذ طريق الشرق من حيفا باتجاه الناصرة
وعلى يمينه يمتد سهل فسيح متراميّ الأطراف قُيّد اسمه لأبن عامر فاستراح قليلا في
طبريا وأخذ قهوته الصباحية على ضفاف بحيرتها الجميلة ثم ارتقى نحو صفد فالمناظر
الطبيعية من هناك تخلب الألباب على طول الطريق حتى وصل القنيطرة ، ومن قلبها يا سبحان الله
شاهد أكاليل من الغيوم تحيط بجبل مهيب تظهر من وسطها قمة بياضها البياض ،
تُطل منها على نصف الدنيا القديمة وترين منها عاصمة التاريخ حيث وصلها ؛
ومن أسواقها استزاد بأشياء سوف تقربه من قلب أمي العروس ؛
وفي أحد أسواقها سمع صوتا جميلا ينشد قائلا :
" لئن أضحت محلتنا عراقا ..... مشرقه وحلتها الشام
فلم أحدث لها إلا ودادا ....ولم أزدد بها إلا غراما "
فسأل قالوا له : إنها حلب والبحتري غناها .. ففيها بزغت شمس المتنبي وقاد
دولتها الحمداني والصنوبري حياها ... فأكمل أبي الطريق إليها ومنها عاد
غربا وما جمُل في عينه منها ثم أخذ طريق المشقّة ’ طريق الغزوات التي
حملت صلبانها زورا وبهتانا .. فمرّ بمدن البحر اللاذقية طرابلس الشام إلى
بيروت بعد أن مرّ بالجبل ولم يصدق أن تلك الأرض لوعورتها يسكنها إنسان ..!
ومن بيروت الجميلة الحلوة عاد مع مرتحلون نحو الجنوب في قطار الشرق
يحمل المسافرين من أهلها / الذين يرتحلون سويا كعائلة واحدة /على متن عرباته
الجميلة / فيتوقفون في صيدا وصور وعكا حتى المحطة الكبرى محطة حيفا /
المدينة التي تُسحر كل من شاهدها ؛ فيتوقفون لإلقاء نظرة عليها من فوق " كرملها "
- الجبل الأخضر الجميل الذي يمد قدماه في البحر ورأسه يناطح السحاب
ثم يغادرون باتجاه يافا ثم يشق القطار رحلته باتجاه مدينة المعجزات غزة
فيشير البعض إلى قبس من نور يقول أحدهم وهو يشير إليه : انه قبر جدّ نبينا هاشم ولا عجب .

ثم ينطلق القطار عابرا صحراء سيناء / مارّاً بجبل الطور المقدس / فينظر الناس بعيدا
بعيدا في عمق الصحراء / نحو تلك الجبال الصخرية الصلدة ، رافعين وجوههم نحو السماء ،
حيث إنقشعت غمامة وردية اللون تداخلت مع الزرقّة قال أحدهم : أن موسى النبي استوقد
النار هناك .. وفي ذاك الوادي صدح صوت السماء ...! فقال آخر .. يا ليت الطريق قد مرّ بالقدس ..!
فرد عليه أحدهم وقال : إن طريق القدس ليست بطريق نزهة . إنها بوابة الأرض إلى السماء ..
ولها طريق آخر لا يسلكه إلا المتطهرون !

ويسير القطار عابرا البحيرات ولا يتوقف إلا بالإسكندرية ليكتمل الفرح الآتي إليها من الشرق .؛
وقد نسيّ أبي أمي ، ولم تقنع منه إلا بعد أن أغراها بهدية بقيت سرا ولكني سمعتهم يقولون
إنها من مكتبتها التاريخية والله أعلم ! أرأيت سيدتي ماذا حلّ بي عندما تتبعت آثارك في في
ذلك البيت السريّ لكنني لم أدخله مثلك فكم أنت محظوظة . ما قرأته لك رائع بحق ومُلهم بحق .

سلم الفكر وسلمت يداك ايتها القديرة
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس