رد: (حين جاؤوا كالذئاب الجائعة) للقاصة هدى الخطيب في الميزان على بساط النقد
تحياتي استاذة هدى
أعتقد ان ما يميز هذا القص أنه بعيد عن المباشرة في الطرح وهذا ما يحسب للنص ..
فالبعد عن المباشرة والتلقائية تعكس مقدرات الكاتب الحقيقية وقدرته على الإبحار في عالم
الكتابة دون أن يخل بالمضمون الذي أنشأ لأجله النص عدا عن التشويق بالسرد كذلك طرح
الشخصيات الخيالية التي تسمح لفكر القارىء بالتمعن والتفكير ومحاولة اسقاط هذه الشخصيات
على شخصيات من الواقع ..
أنا شخصيا ً استمتعت بالطرح .. الأسلوب كان قويا ً والمعنى عميقا ً والسرد مشوقا ً .. طبعا نستطيع أن نسقط
هذا النص على واقعنا بكل بساطة ولكننا أيضا ً يمكن أن نسقطه على الخير والشر والصراع القائم بينهما
منذ الأزل .. ممكن أن نسقط هذا النص على النفوس الضعيفة التي بواسطتها وبمعونتها يتمكن أي عدو بالعالم
مهما كان ضعيفا ً أو جاهلا ً بماهية وجغرافية أي بلد ينوي احتلالها أن يحقق نصرا ً أكيدا ً بفعل هذه النفسيات
المريضة والتي هي أيضا ليست وليدة العصر بل شاهدنا وسمعنا عنها على مر العصور ..
مأخذي على القصة ولو أنه ليس بالمأخذ الكبير بل هو امل لو تركت القصة في نفوسنا بصيص أمل .. فالكاتب
يستطيع أن يوجه دفة الحوار كما يريد وكما يشاء وفي النهاية الحديث عن النصر أو الأمل بالنصر يعزز فكرة
الخير الذي يجب أن ينتصر بالآخر لذلك نحن نمسك القلم ونكتب لأجل أن يبقى الخير مبتغانا وأملنا وطريقنا
إلى النصر واسترداد الحقوق .. كما أنني كنت أفضل لو تناولت القصة طرح أي فكرة جديدة للخلاص فهذه
تجعل للقصة بعدا ً .. ومنحى آخرا ً نسلكه في طريقنا إلى الأمل بالنصر .. ومع ذلك اقول وبصراحة
أن القصة رائعة جدا ً وأنها بصمة مميزة في عالم القصة واقول للكاتبة أستاذة هدى من تملك قلما ً
بهذا الجمال .. بهذا الخيال العلمي الخصب .. تملك جميع مقومات النجاح مهما اعترضتها صعاب
كل التوفيق لك غاليتي استاذة هدى وبقي أن أقول أنه بمجرد أن ألمح اسم هدى الخطيب أكون
على يقين أنني أمام نتاج أدبي مميز..
شكرا لك ودمت متميزة دوما
|