13 / 04 / 2010, 53 : 03 AM
|
رقم المشاركة : [14]
|
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
|
رد: (حين جاؤوا كالذئاب الجائعة) للقاصة هدى الخطيب في الميزان على بساط النقد
[align=justify]
السلام عليكم و رحمة الله ..
كتبت تعليقي هذا للوهلة الأولى و مباشرة بعد ظهور نص الأديبة هدى في الميزان .. لكن عملية النسخ وظهور بعض المشاكل التقنية ومن بينها ظهور أسماء الأعضاء في أعلى التعليق جعلني أحذفه لأنشره من جديد .. وقد تأخرت قليلا ، وهأنذا أنسخه للمرة الثانية .
أشكر لكم تفهمكم ..
==================================================
أود كملاحظة أولى أن ابدي سعادتي لعودة هذا الركن إلى التفعيل و النشاط بعد أن ظل راكدا لمدة طويلة ..
لدى قراءتي الأولية للنص ، بدا لي تصميمه واضحا .. أي أنني لم أجد عناء في الإحاطة بأقسامه الثلاثة .. وفيما كان القسمان الأول و الثاني ينتميان إلى عالم الواقع ، كان القسم الثاني عبارة عن حلم أو تخيل ..
و أول ما يثير الاهتمام هو هذا المحور الثلاثي الذي تشكل أضلاعه أمكنة لن نجد عناء في معرفة سبب ذكرها .. وإذا كان المكان الأول لم يشر إليه بالتحديد إلا لاحقا ، و اكتفت الكاتبة بذكر بعض معالمه ، فإن المكانين الآخرين جاء ذكرهما صريحا رغم أن أحدهما لم ينل حظه من الحنين و الشوق و أعني به حيفا التي ذكرت اقتضابا على خلاف لبنان الذي جاء محاطا بتلك الحميمية و الشوق الكبيرين .. هل معنى هذا أن حيفا ليس لها نصيب من كل تلك المشاعر المتأججة ؟ .. لا أعتقد ذلك و أرجع سبب الاقتضاب إلى أن حيفا تحتفظ بمكانتها في قلب الأديبة مثلها مثل لبنان ، سوى أنها – اي الكاتبة – لا تريد أن ترينا ولو جانبا من هذا المشاعر التي تضطرم نارها داخلها .. وربما تحتفظ بإعلان ذلك إلى يوم تتطلع إليه مع إشراقة كل يوم .. أي إلى يوم عودة حيفا ، أو على الأصح عودة الكاتبة إلى حيفا ..
لا أشك في إيمان هدى الخطيب في العودة .. لكن اقتصارها على هذه الجملة : " ذلك القبر الذي من المفترض أن يضمني معه كما أوصيت إن لم تعد حيفا ." يجعلنا نتساءل : هل نفسر هذه المقولة بمدى اليأس الذي تغلغل إلى نفس الكاتبة ؟ لا أظن ذلك .. و أنا أقرأ بعد كلمة حيفا عبارة مخفية في لا وعي الكاتبة :".... وأنا على قيد الحياة".. بمعنى أن الإيمان بعودة حيفا هو أمر لا نقاش فيه .. إلا ان هذه العودة قد تتأخر وربما لن تشهدها الكاتبة ، بل ستعيش الأمل دائما بعودتها ..
في وصف حالة الشرود الذي انتاب الكاتبة و هي تسير إلى الضفة الأخرى حيث يخف الضجيج .. نلاحظ استعمال كلمة هدى .." أكنت أسير على هدى أم على غير هدى ؟" .. و أنا أفسر ذلك بحديث لاوعي الكاتبة عن نفسها متسائلة .."هل أنا هي التي تسير أم شخص آخر غيري ؟"
ثم تبدأ رحلة الحلم – الخيال – اللاوعي .. وهنا تبدأ الرمزية في توضيح ما لن نجد عناء في إدراك مغزاه .. ابتداء من ذكر الكوكب الغريب ، ومرورا بما حصل فيه ، وانتهاء بما آلت إليه الأوضاع بعد استفحال الشر و تسلط الغاصبين ..
طبعا لابد لكل حلم من يقظة تليه .. و اليقظة توحي لنا بتمازج الشخصيتين .. شخصية الكاتب وشخصية الزائر الغريب لتتركنا نتساءل أو - لم لا- نؤكد هل الشخصيتين هما في آخر المطاف شخصية واحدة رغم محاولة الكاتبة إضفاء طابع الغرابة على الزائر بوصف رأسه الكبير و جثته الضخمة ..
استيقظت من غيبوبتي و وجدت نفسي على أرضكم و تنقلت في بقاع الأرض و عشت بين الناس فأعمارنا حسب زمانكم تمتدّلأكثر من ألف سنة، و حين بدأ الظلم يشتدّ على هذه الأرض أيضاً بصورة مشابهة حاولت أن أبتعد قدر المستطاع و كلّما امتد العمران ابتعدت حتى لا أسمع و لا أرى المزيد منالظلم ريثما ينتهي عمري.
ألمس هنا مونولوجا يحكي عن حالة الإحباط التي شملت النفس وهي ترى الدنيا تغوص في أتون الظلم ..
من الأكيد أن هناك الكثير مما يمكن ان يقال عن النص الرمزي الرائع .. لكنها تبقى محاولة متواضعة لإبداء وجهة نظر شخصية ..
أحييك أختي الأديبة هدى و أتمنى قراءة المزيد من أعمالك المميزة .
[/align]
|
|
|
|