[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:85%;background-color:black;border:6px solid blue;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
من الذي قتل أبي ؟
من الأدب الساخر ..بقلم د. ناصر شافعي

يصرخ النص الأدبي قائلاً :
من الذي قتل أبي ؟
من الذي شرد أمي ؟
من الذي جعلني يتيماً .. بل لقيطاً ؟
من المجرم الذي إقتلعني من جذوري ..و قطع أصولي ؟
من السفاح ،المجرد من أي إحساس أو ضمير .. الذي جعلني أهيم على وجهي تائهاً بين صفحات المنتديات و خطابات " الإيميلات " بلا صاحب أو أصل أو أب حقيقي .. فقط أنا " المنقول " ..
ثم عبارات التشجيع و التأييد تتوالى و تتسابق و تتلاحق .. أحسنت .. و أبرعت .. و أبدعت أيها الناقل .. و ننسى المضمون .. و البحث عن صاحب المنقول !!
إستشعرت هذه الصرخة النصية ، و أنا أنظر لأحد نصوصي الأدبية تتناقلها المنتديات الأدبية و غير الأدبية ، بتوقيع " منقول " .. ولم يرد أي ذكر للعبد لله صاحب هذه الكلمات .. ثم تزداد مشاعر الضيق و الحسرة عندما يرد إلىّ النص الأدبي الذي أرسلته بالبريد الالكتروني بتوقيعي و مكان نشره ، يعود إلىّ محذوف الصاحب ، معلوم الفاعل . . فجأة أصبح النص لقيطاً .. و أصبحت أنا - و لا أحد يدري - فاعل المنقول .. ومفعول به المقتول .
ومازال النص يصرخ و يصيح : من الذي جعلني لقيطاً ؟
و تزداد الأمور تعقيداً .. وتتوالى صرخات الحسرة و الندم ..و الحيرة و الألم .. عندما يشوه " المنقول " بأيدي تتدعي الأدب .. و الخفة .. المصحوبة بإدعاء الوقار والعفة .. و يعاد إرساله في البريد الالكتروني مشوهاً..
و يصرخ النص الأدبي في حسرة : من الذي قتل أبي ؟ .. و من الذي قتلني ؟
د. ناصر شافعي . القاهرة 16 مايو 2010 م. [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
الصورة من تصميم الفنان : عبد الرحمن ناصر شافعي .