[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي وعميق تقديري أستاذ حسن وبارك الله لنا بك وبوالدك وجدك على هذه الشهادة التي أعتز بها وبكل السادة الأخيار الذين حفظوا الرجل وتاريخه المشرف والحمد لله رب العالمين

بالطبع تلكلخ أو " تَلْ كَلَخْ " كانت تابعة للواء طرابلس وكما تعرف هذا اللواء قبل تقسيم بلاد الشام كان يصل حتى اللاذقية ولهذا نجد في طرابلس وطرطوس واللاذقية وما يتبعهم ، الكثير من العائلات الموزعة بعض منها يحمل الجنسية السورية والبعض الآخر يحمل الجنسية اللبنانية ، مثل آل اليمق الكرام في طرطوس وجزيرة أرواد وطرابلس " عائلة الأستاذة زاهية " ومثل أيضاً آل المُقَدِّم في طرابلس وطرطوس إلخ.. على سبيل المثال أيضاً في نور الأدب الشاعرة السورية الأستاذة هلا عكاري تحمل الجنسية السورية مع أن العائلة كما هو واضح من اسمها تعود أصولها لمنطقة عكار التابعة للبنان حالياً ولدينا عدد من العائلات الطرابلسية من تل كلخ يحملون الجنسية اللبنانية ولهم أقارب فيها يحملون الجنسية السورية ، ولعل أكبر مشكلة بعد سايكس بيكو في الشمال عانى منها أهل وادي عرب خالد فهم داخل الحدود اللبنانية ومع هذا كانت الحكومة اللبنانية لعقود طويلة ترفض منحهم الجنسية اللبنانية
وهذا موجود في غير الشمال عندنا فكثير من البلدات والقرى الحدودية أيضاً في الجنوب والبقاع تجد جزء من البلدة في لبنان وجزء في سورية والأخوين الشقيقين واحد لبناني وواحد سوري.
وكل استعمار مر علينا ويلاته لا تحصى ولا تعد، الغرب قسم سورية التاريخية ومنح فلسطين هدية لأكبر وأحط عصابات التزوير وقطع جبل لبنان وضم له أقضية فجعل منها لبنان الكبير إلى الشمال من سيئة الذكر " إسرائيل اليهودية " لكن العثمانيين لم يقصروا والحكم التركي له ويلاته التي لا تحصى أيضاً يكفي سورية التاريخية ما مرت به من مجاعات وما فقدت من أبناء في السخرة وسفر برلك وغيرها ثم عدم فتح المدارس وإشاعة الجهل والأميّة (لقوم كانوا منارة للعالم ) وكان الأتراك ربما أول من استخدم مخطط التغيير الديمغرافي القسري لضم جزء من بلادنا ( جزيرة قبرص ومن ثم لواء الاسكندرونة ) والأخطر كان الكيل بمكاييل عديدة وزرع بزور الفتن بين المذاهب والطوائف و بدعة " طَوْرِقْ " وظلم مذاهب وطوائف بعينها وتعرض أهلها للتنكيل، مثل ما حصل مع الطائفة العلوية الكريمة خصوصاً أيام محمد علي باشا، فقد تسبب التنكيل أيضاً بتغيير ديمغرافي فقضاء جبال الضنية شرقي طرابلس أيام حملة محمد علي باشا كان معظم سكانه من الطائفة العلوية وبين قتيل وهارب وتغيير من بقي لمذهبهم والدخول في المذهب السني و قلة تحولوا مسيحيين أرذثوذوكس ( هذا أنا أجريت عنه أيام الجامعة بحث طويل ودراسة متعمقة ونشرتها على حلقات في عدد من الصحف اللبنانية) وما زالت بلدة المِنْية شمال طرابلس شاهدة على المشانق وغرف التعذيب والإعدام موجودة بالبلدة وسبق لي زيارتها وتصويرها والتي يعود سبب تسميتها لما كان يجري فيها فأصل اسمها " المِّنِية "
أما حاكم قضاء طرابلس " مصطفى القرق " المعروف بـ " بربر آغا " من بلدة إيعال قضاء زغرتا والذي ما زال قصره في البلدة قائماً ( آل القرق عائلة كثيرة العدد في طرابلس) ، فكثر تعرضوا لسيرته وشخصيته الجدلية حتى التلفزيون اللبناني قديماً قدم مسلسلا بأكثر من جزء عن حياته ومثل دوره الممثل المعروف " أنطوان كرباج " والذي كان رأي النقاد به أنه استطاع تقمص هذه الشخصية المركبة بمهارة شديدة، ولعله برأي البعض جعلها محببة كما لا تستحق وهو ما عرف في المبالغة كما حدث مع شخصيات الأمير فخر الدين المعني الملقب بالكبير وكذلك مع الأمير بشير الشهابي الثاني أيضاً الملقب بالكبير ( وكبير هنا لأنه غير ديانته ودخل في الطائفة المارونية) وأصبح بالتالي من أبطال لبنان الماروني والذي اقتطع من سورية لهذا الغرض ( أحد أحفاده طبعاً رئيس الجمهورية الأسبق فؤاد شهاب ).

تاريخ لبنان الذي درسناه صغارا كان يقزّم التاريخ إلى ثلاثة محاور فقط الأول معظمه من الأساطير عن هنيبعل وأدونيس والثور القاتل وعشتروت وكلبها وأليسار وجلد الثور والملك حيرام وجواهره وخشب الأرز و "فينيقيا" التي كانت فقط بحدود لبنان الحالي ولا ذكر فيها لأشهر المدن والجزر الفينيقية خارج حدود لبنان، والمحور الثاني الأمراء المعنيين والشهابيين والثالث رجال الإستقلال.

نعم فكل من احتلونا فرضوا علينا تقسيمات طائفية لم تكن يوماً من طبيعة وفطرة أبناء بلاد الشام عبر آلاف السنين من الاسكندرونة شمالا إلى فلسطين جنوبا...
ولي عودة الليلة لأكمل باقي المحاور أيها الإنسان النبيل الرائع
[/align][/cell][/table1][/align]