[كنان سقيرق]

يتجسد ذاك الطفل المثقل بالجراح والعذاب والاهات داخل إطار صورة توجد في كل بيت ... لا تتحرك ولا تستيقظ وهذا طبيعي جداً لأن الضمير الميت داخلنا يبقى هو المتسبب بثبات الاطار وجمود الصورة .... تعودنا مشاهدة المجازر... أصبحت مشاهد الدم والبكاء جزء لا ينفصل عن حياتنا اليومية... تعودنا على مشاهد الموت... قلوبنا تحجرت ... ومع كل هذا نجد صورة من الصور الكثيرة المؤلمة والمعذبة... تصرخ في وجه الحال العربي ...في وجه الواقع المتردي ... تمزق الاطار تطلق صرخة ألم تعبر عن حالها يستيقظ الجميع من نومهم ... يحاولون إيقاف نزيف الجرح الفلسطيني من خلال المواساة ومشاركة الحزن ... من خلال المسح على الجرح بقطعة منشفة... تمتلأ كل المناشف بالدماء... ويكون الجرح أكبر بكثير من المناشف التي نمسح فيها الدموع حزناً وتعاطفاً مع أخواننا في فلسطين... يبرر الجميع تصرفاتهم ويقولون نحن نفعل مابوسعنا... وكأن البكاء هو مساعدة أو الغصة والحزن ينصر المقاومين.... يقول لن تستيطعون مساعدتنا ...يركض الطفل والجميع يتبعونه على مهل .... لقد سبقنا بأشواط ....يلملم جراحه براحتيه... يكتشف أنه جاء إلى المكان الخاطئ في الزمن الخاطئ ... أخيراً أدرك أنه مخطأ فنحن شعب ميت لا يستطيع فعل شيء...يرسل إشارة ملوحاً بيده يرمز من خلالها إلى الأحداث الدامية التي تجري هناك... يقرر الرحيل ويدخل في شاشة التلفاز.....يعاود الناس نومهم...
مؤثرة جداً في النفس هذه القصة.... شكراً لك يا أستاذي طلعت سقيرق... ياصاحب القلم المبدع...وشكراً للأديبة هدى الخطيب على نشرها فوق جدران هذا المنتدى لأنها بالفعل ثمثل واقعنا الحالي... مودتي وتقديري