العمة خيرداـــ طون هرمانس. ترجمة: نصيرة تختوخ
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px ridge burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]كانت قدرات العمة خيردا قد أصبحت محدودة . ومع ذلك بقيت رغبتها في تقشير البطاطس بنفسها تلازمها. تمسك السكين الصغير تحمله حتى يصبح قريبا جدا من أنفها فيحدث أن أخاف أن تقشر من أنفها القليل أيضا.
تجلس كدمية رمادية في ركن مظلم من الغرفة.
ورقة قديمة منكمشة من الحزن تتظاهر بالضحك في بعض الأحيان.
لكنها كانت متعبة . تريد أن تذهب للموت.
تريد النوم وأن لا تقول أي شيء آخر.
'لماذا أنا هنا؟'' هكذا كانت تسأل نفسها.
'لاأحد يسألني شيئا' وتبدأ الحديث مع البطاطس. تقول لها: 'أريد أن أكون تحت الأرض مثلكم، لكني أتمناهم أن يدفنوني ولايصنعوا مني بطاطس مقلية كما يفعلون بكم'.
كانت تتبادر إلى دماغها الرمادية أشياء حمقاء كهذه وترفرف فيها أيضا أعلام ذكريات.
ترى كييس ابن صاحب الطاحونة، الذي توفي منذ سنوات، واقفا أمام النافذة وإذا نظرت إلى الأعلى أثناء إنجازها لتمارينها يفتح زمام سرواله. كان عمر كييس عشر سنوات وعمر خيردا تسعة.
تفكر : ''الآن عمري عشرة في تسعة ولاأحد يقف أمام النافذة فقط المطر المبلل والمقرف. يقول الطبيب أنه من الأفضل في جو كهذا أن أبقى في الداخل ولكني أريد أن أبقى إلى الأبد في الداخل.''
وتتساءل: ''هل من جنة هناك خلف تلك الباب التي أراها أحيانا عندما أنظر إلى الغيوم ؟ ''
في أحد الأيام سقط سكين البطاطس الصغير من يدها.
نادى الأطفال :'' مابها خيردا؟ ''.
كانت خيردا قد وقفت أمام باب السماء لكن الأطفال لم يروا ذلك.
دفنت خيردا ونُسِيَتْ بسرعة.
فقط عندما كانوا يتناولون البطاطس المقلية، كان أحدهم يقول:'' العمة خيردا بقيت حتى آخر لحظة من حياتها تقشر البطاطس ''.
Nassira [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|