تداعيات مؤتمر لندن
*تداعيات مؤتمر لندن* “إسرائيل بعد 7 أكتوبر: حليفة أم وحيدة؟”
على مستقبل الكيان الصهيوني
انعقد مؤتمر لندن بتاريخ 27 أكتوبر 2024 تحت عنوان “إسرائيل بعد 7 أكتوبر: حليفة أم وحيدة؟”، برعاية صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، وبمشاركة منظمات يسارية مثل “الصندوق الجديد لإسرائيل”، “ياحد”، “أرض للجميع”، و”معًا واقفين”.
هدف المؤتمر إلى مناقشة مس غاتقبل إسرائيل في ضوء أحداث 7 أكتوبر 2023، والتي شهدت تصاعدًا كبيرًا في العنف بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية.
خلال المؤتمر، أطلق ناشر “هآرتس” عاموس شوكن تصريحات حول تأسيس دولة "إسرائيل" عام 1948 ووصفها بأنها “نكبة” للفلسطينيين، وهو ما أثار موجة من ردود الفعل الرسمية الصهيونية، ومن ضمنها قطع وزارة الداخلية علاقتها بالصحيفة.
الموضوعات المطروحة وأبرز الشخصيات:
ركز المؤتمر على قضايا استراتيجية تتعلق بمستقبل الكيان الصهيوني ودورها في المنطقة وعلاقاتها الدولية، خاصة في ظل التداعيات الناجمة عن حرب 7 اكتوبر الجارية والعدوان الصهيوني الذي واكبها. ومن أبرز الشخصيات المشاركة:
• إيهود أولمرت: رئيس وزراء إسرائيل الأسبق
• هاميش فالكونر: عضو برلمان بريطاني
• ألوف بن: رئيس تحرير “هآرتس”
• جوناثان فريدلاند: كاتب عمود في صحيفة “الغارديان”
تضمنت المناقشات آراء نقدية حول السياسات الصهيونية تجاه الفلسطينيين، وإمكانية التعايش بين الشعبين. كما ركز المؤتمر أيضًا على توجيه خطاب جديد يعترف بجذور القضية الفلسطينية من منظور نقدي داخلي (إسرائيلي).
ردود الفعل الرسمية:
تسببت تصريحات عاموس شوكن حول النكبة بصدمة داخل الأوساط الحكومية الصهيونية، حيث اعتبرت وزارة الداخلية تلك التصريحات “معادية” و”مسيئة للقيم الإسرائيلية”. بناءً على ذلك، أعلنت الوزارة قطع علاقاتها مع صحيفة “هآرتس”، مما يعكس توترًا متزايدًا بين التيارات اليمينية المتشددة داخل الحكومة الصهيونية والتيارات اليسارية التي تسعى إلى مراجعة سياسات الاحتلال. هذا التوتر يعكس انقسامًا أوسع داخل المجتمع الصهيوني بين تيارات تفضل التصعيد والمواجهة وتيارات تدعو إلى تسوية سلمية.
تداعيات المؤتمر على المشهد الداخلي الإسرائيلي:
يمكن اعتبار هذا المؤتمر مؤشرًا على تصاعد الصوت اليساري في الكيان الصهيوني، خاصةً داخل الأوساط الأكاديمية والإعلامية، التي بدأت في توجيه خطاب نقدي صريح يعترف بجوانب من المعاناة الفلسطينية. يُظهر هذا المؤتمر، بإشراكه لمنظمات حقوقية، محاولة لتبني خطاب جديد يعكس رؤية أكثر تعاطفًا مع حقوق الفلسطينيين، داخل الكيان الصهيوني ذاته. كما أن خطوة وزارة الداخلية بقطع العلاقات مع “هآرتس” قد تؤدي إلى تعزيز الاحتقان الداخلي، ما قد يترجم إلى تصعيد أوسع بين التيارات المختلفة.
التأثير على العلاقات الخارجية:
يأتي هذا المؤتمر في وقت حساس، إذ يشهد الكيان الصهيوني ضغوطًا دولية متزايدة، خاصة من حلفائه الغربيين، لإيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية.
تنظيم مؤتمر كهذا في لندن، وبحضور شخصيات بريطانية، يعكس اهتمامًا دوليًا مستمرًا بالبحث عن حلول أكثر عدالة. وإنه من المحتمل أن يؤدي المؤتمر إلى تعزيز حركة التضامن مع الفلسطينيين، مما يزيد من الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية ويعزز أصوات المعارضين في الداخل.
استشراف المستقبل:
يبدو أن المؤتمر يمثل خطوة نوعية في مسار القضية الفلسطينية، خاصة من حيث تزايد الأصوات الإسرائيلية الناقدة للحكومة، والرافضة للسياسات الإجرامية تجاه الفلسطينيين.
وإذا استمر هذا الاتجاه في التصاعد، فقد يشهد المستقبل القريب تزايدًا في مثل هذه المؤتمرات والأنشطة، سواء داخل الكيان أو خارجه، مما قد يؤدي إلى تحولات أكبر في الخطاب العام تجاه القضية الفلسطينية.
خاتمة
في ظل هذه المعطيات، يمكن القول إن مؤتمر لندن، يعكس تطورًا مهمًا في تناول القضية الفلسطينية داخل الأوساط الإسرائيلية، ويشكل تحديًا للتيارات اليمينية المتشددة. كما أن تداعياته على المستوى الداخلي والخارجي، ستظل محط متابعة دقيقة، خاصةً وأن القضية الفلسطينية تبقى جوهر الصراع الإقليمي الذي تتجاوز أبعاده حدود فلسطين المحتلة، لتشمل مناطق أشمل من الغرب الآسيوي.
(منقول)
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|