التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,237
عدد  مرات الظهور : 153,660,503

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال
الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال (بإشراف الباحث محمد توفيق الصَوّاف)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29 / 01 / 2017, 32 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الثاني

ثالثاً، السمات الحضارية للعربي في الأدب الصهيوني:

[align=justify]لأنَّه يستحيل، منطقياً، على الغبي المتخلِّف عقلياً أن يمتلك فكراً صائباً يُؤَهِّلُه لطلب العلم وتحصيل الثقافة، كما يستحيل، منطقياً أيضاً، على من لا علم لديه ولا ثقافة، أن يصنع حضارة، في أيِّ مرحلة من مراحل تاريخه، فليس من المُستغرَب أن يكون مثل هذا المخلوق الغبي عدواً للحضارة، بل عدواً لكلِّ من يريد حملَها إليه، وربَّما أكثر من ذلك. أي ليس من المُستغرَب أن يتحول مثل هذا المخلوق إلى مُهَدِّمٍ لمعالم أيِّ حضارة، ومُخرِّبٍ لما يتركه المُتحضِّرون من آثارها ومقوماتها، في أيِّ مكان يستولي عليه، لسبب ما... لهذا كله، لابد من قتال هذا المخلوق وقتله، دون أيِّ رحمة، إذا أصرَّ على عداوته للحضارة والمتحضِّرين المُتمثِّلين، في الأدب الصهيوني، باليهود طبعاً، الذين هاجروا إلى فلسطين، (لإحياء حضارتهم التي خَرَّبَ العرب معالمها)، كما تزعم أكاذيبُهم الأيديولوجية والأدبية والسياسية والإعلامية..
على هذه الأرضية من المزاعم المُلَفَّقَة التي يُفضي كلُّ واحد منها إلى الآخر، في إطار منظومة تَتَصَنَّع المنطق، تمَّ بناؤها على اختلاق الزعم الأول القائل بتَخَلُّف العربي عقلياً، ثم على تصديق ذلك الزعم، ثم على إكسابه سمةَ حقيقةٍ لا يأتيها الشكُّ من بين يديها ولا من خلفها، حاولَ الأدباءُ الصهاينة تسويغ كلِّ الجرائم التي ارتكبها بنو أيديولوجيتهم، من اليهود وغير اليهود، بحقِّ الفلسطينيين والعرب عموماً..
وفيما يلي محاولةٌ لِتَتَبُّعِ هذه السلسلة من المزاعم التي تعجُّ بها نصوص الأدب الصهيوني، والتي تَصِمُ العربيَ افتراءً، بأنَّه عدوٌّ شرسٌ للعلم والثقافة والحضارة، ضاربةً عرض الحائط بكلِّ حقائق التاريخ ومعطياته التي تُؤكِّد أنَّ العرب كانوا، في كلِّ عصور تاريخهم، وخصوصاً في عصور أوربا المظلمة المشهورة بالوسطى، حَمَلَةَ مشاعل الحضارة والتنوير للعالم كلِّه، ومُسْدِلَةً عن قصد، ستاراً كثيفاً على كلِّ منجزات العرب الحضارية، في مختلف مراحل تطورهم التاريخي.. تلك المنجزات التي مازالت أوابدها الباقية تشهد لهم، حتى اليوم، بأنَّهم كانوا آباء الحضارة، منذ فجر التاريخ الإنساني... ولكثرة النصوص التي يَصِمُ مؤلفوها العربيَ بالغباء والجهل وعداء العلم والحضارة، فسأكتفي بالأمثلة التالية التي أظنُّها كافيةً لإيضاح هذا الجانب من الصورة النمطية للعربي في الأدب الصهيوني.
وأبدأ من عجنون الذي وصف العرب، في أكثر من رواية له وقصة، (بأنَّهم الأعداء الحقيقيون للحضارة والمدنية)..! نلاحظ ذلك، في روايتيه، آنفتي الذكر، (أمس الأول)، و(مدينة بما فيها)، وفي العديد من قصصه القصيرة التي أذكر منها، على سبيل المثال، قصته الطويلة (تِهِلَّا)(1).
ففي هذه القصة، كما في روايته (أمس الأول)، يشتطُّ عجنون في افترائه على العرب، إلى حدِّ الزعم بأنَّهم كانوا سبب خراب أرض فلسطين ومعالم الحضارة التي يزعم أن اليهود قد تركوها فيها، قبل ما يسميه (رحيلهم القسري) عنها، منذ آلاف السنين! ثم يُفصِّل كيف خَرَّب العرب تلك الأرض ومعالمها الحضارية، بل كيف قاموا، وبدافع من عدائهم الفطري للحضارة والعلم، بتحويل مراكز الإشعاع اليهودي الدينية والثقافية إلى بيوت لهم واصطبلات لحميرهم، ثم يضع كل هذه المزاعم على لسان بطلة قصته (تهلا) التي تقول: (البيوت التي كانت فيها الصلاة ودراسة التوراة وإعطاء الحسنات لا يتوقف، أصبحت ملكاً للعرب وإصطبلاتٍ لحميرهم)(2).
ثم يمضي عجنون، في قصته (من عدو لحبيب)، شوطاً أبعد، مُسرفاً في تزوير حقائق التاريخ والواقع، لتنسجم مع الطرح الصهيوني القائل بأن فلسطين كانت، قبل الهجرة اليهودية إليها، أواخر القرن التاسع عشر، أرضاً خربة خالية، ليس فيها سوى الحجارة والتراب، فيقول على لسان بطل قصته الذي شَيَّدَ لنفسه بيتاً فوق تلك الأرض: (وقفت أمام بيتي فرأيت أنَّ الأرض كلها قفراء، لا شجرة ولا بستان، ليس سوى الحجارة والتراب)(3)، وذلك إمعاناً منه في تأكيد زعمه بجهل العرب، وعدائهم للحضارة وتدميرهم لمراكز إشعاعها اليهودية المزعومة التي تركوها بعد رحيلهم عنها.
وإلى مثل ما ذهب إليه عجنون، في افتراءاته على العرب، ذهب إليه آخرون من الأدباء الصهاينة الذين عاصروه أو جاؤوا بعده، ومن أبرزهم الشاعر (ناتان ألترمان) الذي حاول، في قصيدته الطويلة (رجال الهجرة الثانية)(4) أن يصوغ شعراً معظمَ مقولات الأيديولوجية الصهيونية وأطروحاتها. وأول هذه الأطروحات طبعاً، زعمُه بأنَّ أرضَ فلسطين كانت خربة وخالية، قبل وصول المهاجرين اليهود إليها لإعادة إعمارها، فنراه يقول: [/align]

مهاجرون إلى البلاد،
إلى أرضٍ وقِفار..

[align=justify]وهذه القفار، كما يُصوِّرُها (ألترمان)، ليس فيها من علائم الحياة سوى تلك المساحات من الشوك التي جَدَّ مهاجروه، كما يزعم، في اقتلاعها، لتصبح أرضها صالحةً للزراعة... لكن، ويا للعجب، نجد العربَ، بدلاً من أن يبتهجوا بوصول بناة الحضارة هؤلاء، يتحوَّلون، كما يُصورهم ألترمان، إلى لصوص يقتلون اليهود لسرقة محاصيلهم، ومتخلفين متوحشين يحاولون تدمير منجزات اليهود الحضارية الأخرى، مما يضطر مهاجريه، في النهاية، إلى الاشتباك مع (أولئك اللصوص القتلة)، حمايةً لما جَهِدوا في إعادة بنائه على أرض فلسطين! وبهذا، يُسوِّغ (ألترمان) كلَّ ما ارتكبته العصابات الصهيونية من جرائم وفظائع بحقِّ العرب، تحت غطاء من الذرائع التي تزعم أنَّ الذين ارتكبوها كانوا يدافعون عن الحضارة، ضد أعدائها الذين هم العرب، طبعاً!.
وتحت هذا الغطاء الذرائعي نفسه، من المزاعم المُفتَرَاةِ على العرب، راحت (جيؤلا كوهين) التي كانت زعيمة سابقة لحركة (هَتْحِيَّا) اليمينية العنصرية المتطرفة تزرع، في إحدى قصصها، الكراهية والحقد على الإنسان العربي في قلوب أطفال الكيان الصهيوني وتحرضهم على قَتْلِه دون رحمة، للحيلولة دون تمكينه من تدمير ما سَمَّتْه لهم (منجزات آبائهم الحضارية فوق أرض فلسطين)، ولنقرأ ما نَقَلَه السياسي والناقد الإسرائيلي (أوري أفنيري) من تلك القصة، لنكتشفْ إلى أيِّ درجة من الحقد تنتمي كاتبتُها: التي تقول: (العرب متخلفون ورعاع.. العرب إرهابيون قتلة، يخطفون الأطفال، يغتصبون النساء، يتربصون بنا من كل جانب. يريدون إبادتنا.. لقد جاؤوا غزاةً لأرضنا - أرض آبائنا وأجدادنا - يريدون الاستيلاء على منازلنا الجميلة وحدائقنا الخضراء.. يريدون سَلْبَ حقوقنا التاريخية...)(5).
أما العنصري (أفنير كرميلي)، فلا يتوقف، في ما كتبه لأطفال إسرائيل، عند حدِّ اتهام العربي بعداء الحضارة والرغبة في تدميرها، بل يشتطُّ أكثر، فيتهمه بالعداء للتحضُّر، بشكل عام، وبمحاربة كلِّ من يحاول إخراجه من بُؤَرِ التخلف التي يغوصُ فيها إلى شحمة أذنيه؛ ليُؤَكِّدَ، بالمقابل، (الطابع الحضاري للصهيونية، ورسالتها المدنية) إلى ما يُسميه (أرض إسرائيل)، وهو ما نلاحظه، بوضوح، من خلال زعمه، في إحدى قصصه، بأن أفراد الكيبوتس/(نوع من المزارع التعاونية التي انتشرت في فلسطين المحتلة، في الفترة الأولى لاحتلالها)، (كانت غايتُهم جَلْبَ البركة والتطور ليس لليهود فحسب، وإنَّما للفلاحين العرب أيضاً، أيْ لأولئك الحمقى المُسْتَغَلِّين استغلالاً بشعاً من قِبَلِ أسيادهم الأفندية)(6)...!
وعلى الرغم من كلِّ ما يُقال عن (اعتدال) بعض أدباء الكيان الصهيوني، فإن زَعْمَ اعتدالهم سرعان ما يتهافت أمام مواقفهم التي تُناقضُ على أرض الواقع، كلَّ مواقفهم الدعائية التي زعموها على صفحات كتاباتهم.. ومن هذا الصنف من الأدباء، الأديب الإسرائيلي (عاموس عوز) الذي نجده، في نظرته إلى العرب، لا يبتعد، في كثير أو قليل، عمَّن سبق ذكرهم من أدباء الكيان الذين يَنْضَحُ ما كتبوه بعنصريتهم الصارخة ضد العرب، من أمثال: (عجنون، وناتان ألترمان، وأفنير كرميلي، وجيؤلا كوهين) وغيرهم، وذلك حين يحذو (عوز) حذوهم في اتهام العرب بتخريب الحضارة اليهودية المزعومة في فلسطين، وبعدائهم للمهاجرين اليهود لأنَّهم حاولوا تحضيرهم، كما يبدو ذلك جلياً، في سياق روايته (في مكان آخر، ربَّما) التي يقول في أحد مقاطعها:
(لمدة ألف عام، ظلَّ هذا المكان قَفْراً، إلى أن جاء مستوطنونا الأوائل ونصبوا خيامهم، فجعلوا الصحراء تُزهر بأحدث الوسائل الزراعية.. بالطبع كان هنالك فلاحون عرب قلائل قبل مجيئنا، ولكنهم كانوا فقراء وبدائيين. كانوا بملابسهم القاتمة فريسةً سهلة لعوامل الجو وكوارث الطبيعة، للفيضانات والجفاف والملاريا.. وهؤلاء، لم يَتَبَقَّ منهم أثرٌ عدا خرائب متناثرة، أخذت أطلالها تشحب وتختفي تحت التراب الذي جاءوا منه. هرب سكانها إلى الجبال، ومن هناك أخذوا يُلقون علينا كراهيتهم التي لا تستند إلى أساس، والتي تفتقد كلَّ معنى. لم نُسبِّب لهم ضرراً، جئنا بالمحاريث فردوا على تحيتنا بالسيوف، ولكن سيوفهم ارتدت عليهم.)(7).[/align]

رابعاً، الملامح النفسية والسلوكية للعربي في الأدب الصهيوني:

[align=justify]كأنِّي بالأديب الصهيوني لم يَقْنَع بكل ما افتراه على الإنسان العربي وألصقه به من مزاعم تصفه بالقبح والقذارة والتخلف العقلي والغباء والجهل والعداء للعلم والحضارة، وكأنِّي به لم يَقْنَع بقدرة هذه الافتراءات وحدها على زرع ما يكفي من الاحتقار والكراهية والحقد على هذا الإنسان، في نفسية قرائه اليهود، فإذا به يمضي، في محاولته، شوطاً أبعد، فيُلصِق بشخصية العربي كلَّ ما أَسْعَفَتْه به عنصريتُه من معايب ونقائص وطباع سيئة وخصال ذميمة، مُتَعَمِّداً بذلك تشويهَ الجوانب النفسية والسلوكية لصاحب هذه الشخصية؛ ثم دَأَبَ على ترسيخ هذه التشويهات التي افتراها على العربي في مخيلة قُرائه اليهود ووجدانهم حتى صاروا، (إذا أرادوا وصف عمل سيئ، قالوا عنه إنه "عمل عربي"، وإذا أراد أحدهم أن يصور جباناً قال: "إنه يتصرف مثلَ عربي")، كما يذكر الدكتور (أدير كوهين) في مقاله (كيف يصورون العربي في قصص الأطفال الإسرائيلية) الذي سبق ذكره، في القسم الأول من هذا البحث؛ أمَّا بالنسبة للحسنات، فيضيف كوهين أَنْ ليس للعربي منها، في ما يقرأه اليهود من مؤلفات أدبائهم (إلا إنقاذ حياة عائلة يهودية، أو خيانة أخوته عندما يَشِي إلى أفراد مستوطنة يهودية بأنَّ العرب سيعتدون عليها)(8). بل إن العربي الصالح، في رأي (أفنير كرميلي) هو العربي الميّت أو العربي الذي انصهر في الشعب اليهودي، كما يُؤكِّد في قصته (الرياضيون الصغار يعودون)(9).
وعلى هذا، يمكن القول: إن الصورة النفسية للعربي، في الأدب الصهيوني، هي ناتجُ مزجٍ مُتَعَمَّد لمختلف المعايب النفسية، والطباع السيئة، والخصال الذميمة المفتراة، أو على حد توصيف (تامار ماروز) لها، في مقالها الذي سبق ذكره، بأنها (لا تزيد عن كونها خليطاً هجيناً من الثقافات العنصرية، يفتقر حتى إلى التماسك الذي تتميز به ثقافة عنصرية واحدة)(10). ويأتي في مقدمة مكونات هذا الخليط من العيوب النفسية: [/align]

أولاً، الجبن والذل:

[align=justify]حاول مؤلفو الأدب الصهيوني إيهام قرائهم بأنَّ الجبن والذل طَبْعان أصيلان في شخصية الإنسان العربي، تَمَيَّزَت بهما شخصيته، في مختلف مراحل تاريخه.. لذلك، وعلى أساس هذا الهراء، لا عَجَبَ إن رأينا هذا الإنسان، في نتاج أولئك المؤلفين، يُطْلِق ساقيه للريح، ما إن يشمّ رائحة الخطر، ويبيع في سبيل نجاته أرضَه وعرضَه وأهلَه، كما يُقدمه لنا (سميلانسكي يزهار) في روايته (خربة خزعة)(11) التي تثير (شدَّةُ جبن العرب) فيها، أحدَ جنود الاحتلال الذين اقتحموا تلك الـ (خربة خزعة)، فيقول مُعَبِّراً بلسان جميع أفراد مجموعته: (قرية كبيرة كهذه، ولا يوجد فيها حتى ثلاثة أشخاص، يكونون هكذا، رجالاً! إنهم ما إن يروا اليهود حتى يَتَغَوَّطوا في سراويلهم)(12)؛ وفي مكان آخر من هذه الرواية نفسها، يُبْدي جندي يهودي تعجبه قائلاً: (انظروا ما أكثرهم! فلو أنهم قصدوا لاستطاعوا إنهاءنا بالبصاق!)(13)!
قد لا نحتاج إلى براهين كثيرة، لنُؤَكِّد أنَّ الهدف من تصوير العربي، على هذا النحو، هو إفراغ مقاومة العرب ونضالهم وثوراتهم في فلسطين، قبيل احتلالها عام 1948 وبعده، من كلِّ معنى للبطولة والشرف، وإنكار تضحيات أهلها في الدفاع عنها، وإبرازهم غايةً في الجبن، لِجعْلهم، في النهاية، يَبدون وحدهم المسؤولين، أولاً وآخراً، عن ضياع تلك الأرض منهم، وليس المؤامرات والمذابح الصهيونية المشهورة ضد العُزَّل من أبناء قرى فلسطين ومدنها، وليس الاستعمار العالمي وقوى الرجعية العربية التي شَجَّعَت، بتخاذلها، العصابات الصهيونية على ابتلاع ذلك الجزء الكبير من الأرض العربية...
لعل من الواضح أن سَعْيَ الكاتب الصهيوني من وراء هذا التشويه لشخصية العربي الفلسطيني تحديداً، إلى تبرئة تلك العصابات، ومن ثم الكيان الصهيوني وقادته وحُماته من مسؤولية تشريد شعب فلسطين، ليلقي التبعةَ كلَّها، وبشكل مضحك، على كاهل من يسميه/العربي الجبان/الذي فَرَّ - كما يدعي ذلك الكاتب - تاركاً أرضه لليهود( 14)! وبذلك لا يكون قد وَصَمَ العربي بالجبن فقط، بل نفى عنه أيَّ إحساس وطني أيضاً، وهو ما لا نجد عليه دليلاً موثوقاً، في كلِّ تاريخ المنطقة العربية وشعبها، قديمه وحديثه.
وإذا تجاوزنا المدلول المجرد لاتهام العربي بالجبن، إلى تَلَمُّس كيفية ظهور جبنه في ساحات القتال، نجد مؤلفي الأدب الصهيوني يجنحون إلى هَذْرٍ من المبالغات الخيالية التي لا يمكن لأحد أن يُصدِّقها، إلا أن يكون غبياً أو صهيونياً يستغبي... من ذلك مثلاً، تلك الصورة المضحكة والمُمِلَّة لكثرة تكرارها على صفحات ذلك الأدب، والتي يظهر العرب، فيها، على الدوام، أعداداً لا حصر لها، تُواجِه قلةً من اليهود، ومع ذلك، فدائماً ينتصر اليهود والعرب هم الذين ينهزمون!
هذا ما يُخبرنا به مثلا، (أوين شريج) الذي كان عضواً في منظمة "ليحي" الإرهابية المعروفة قبل أن يُؤلِّف سلسلة من قصص الأطفال، تزيد على عشرين قصة، يلعب دور البطولة، فيها كلِها، الطفل اليهودي (داني دين) الذي يستطيع، مع جماعة من الأحداث اليهود، أن يتغلب، وبسهولة فائقة، على عصابات عربية، بل على جيوش عربية نظامية! ثم يمضي مؤلف هذه السلسة في هذره اللاعقلاني هذا، راوياً لنا كيف تسلل (داني دين) إلى مصر، (ليضع علبةً ربط عليها بطاقة مشدودة إلى صندوق بخيط مطاطي، وكتب فوقها: (علبة الموت)، فإذا همس في أنبوبتها شعاراَ معيناً لا تعرفه إلا القيادة العامة للجيش الصهيوني، انفجرت ودمرت كل أرض العدو بسكانها). أمَّا ردُّ فعل (المصريين الجبناء) على هذا الهجوم المدهش، فيصوره لنا شريج، في هذه القصة واللامُضحكة واللاتربوية بقوله: ("هيا نهرب! صاح ناصر، وبدأ يفرّ، لكن سرعان ما وقع على الأرض. نهض ناصر على الفور وواصل الفرار، وفرَّ جميع الحاضرين مثله. يا ألله، كان يجب أن تشهدوا مثل هذا الفرار). وبعد أن يفرغ شريج من مبالغاته اللاواقعية هذه، ينتقل بنا إلى العالم الداخلي لبطله (داني دين)، لنسمعه وهو يخاطب نفسه، مفتخراً بما أنجز: (لقد قمت بواجبي على أحسن وجه، ومن الآن لن يجرؤ المصريون على شَنِّ حروب ضدنا)(15).
وإذا تركنا مسرح الهَذرِ اللامعقول هذا، الذي يُقَدِّمُ عليه الأديب الصهيوني شخصيات قصصه التي يكتبها لأطفال الكيان، وانتقلنا إلى المسرح الذي يُقَدِّمُ عليه تلك الشخصيات للكبار، فلن نجد كبيرَ اختلاف، بين صورة تلك الشخصيات، سواء ظهرت على هذا المسرح أو ذاك. فمثلاً، نشاهد، في قصة (جِدِيرا) لمؤلفها (موشيه سيملانسكي)، كيف يَتَجَمَّع حول المستوطنة اليهودية (جِدِيرا) جميع جيرانها من العرب، لينقضُّوا عليها في منتصف الليل. وللوهلة الأولى، يُخَيَّلُ للقارئ أنَّ تلك الكثرةَ العربية ستمسح القلةَ اليهودية عن بكرة أبيها. لكن، ويا للمفاجأة المدهشة، فبعد أن يصمد رجال (جِدِيرا)، وبشجاعة لا تُدْهِش إلا الكاتب والحمقى من قرائه، نراهم وقد (رَدُّوا المهاجمين الذين كان عددهم أكبر من عدد المدافعين بما لا يحصى من المرات)(16)...
وليس بعيداً عن هذا الهذر الذي يُنتجُه خيالٌ مريضٌ بالعنصرية ما نطالعه في قصة (المحراث) لكاتبها (إليعزر سمولي) الذي يقدم لنا خلالها، مشهداً مماثلاً، فيقول على لسان أحد شخصياتها اليهودية: (كان عددنا قليلاً، وليس لدينا أكثر من براكتين.. كنا متفرقين ومكشوفين لكل عين... والبراكتان كانتا حصنَنا وقلعتَنا، ومن حولنا اثنا عشر ألفاً من العرب المُجَهَّزِين بالمدافع والبنادق)(17). ونستطيع أن نتعرَّف على عدد اليهود في تلك المستوطنة من مكان آخر في القصة، فإذا بهم لا يزيدون عن بضعة رجال فقط! لكن، وعلى الرغم من هذه المعادلة المضحكة في توازن القوى بين العدوين، تكون النتيجة أغرب من الخيال، إذ لا تستطيع تلك الآلاف من العرب مجرد إخافة أولئك اليهود القلائل، فكيف بالانتصار عليهم؟!
إن مثل هذا الجنوح المسرف نحو المبالغة اللاعقلانية، وإن كان يُرضي غرورَ القارئ اليهودي، إلا أنه في ذات الوقت يستخفُّ بعقله، إن صَدَّقَه، نظراً لبعده الشديد، عن الواقع. فحتى أبطال الأساطير والخرافات، لا يصلون إلى ما وصل إليه اليهود في الأدب الصهيوني، من اجتراح الخوارق والمعجزات. وإن كان هناك من هدف لهذه المبالغات كلها، فهو بثُّ الثقة وروح الشجاعة في نفسية اليهودي، عن طريق إيهامه بأنَّ خصمه العربي هو الجبن عينه، يتحرك على قدمين لا تتقنان سوى الفرار من ساحات المعارك.
إنها محاولة يائسة، أو هكذا تبدو، يحاولها الأدباء الصهاينة، لإعادة بناء التوازن النفسي، وترميم المعنويات المنهارة لقرائهم اليهود عن طريق حقنٍ غريبة من الوهم والخيال. وذلك بعد أن اهتزَّ ذلك التوازن إثر الكثير من المعارك الحامية التي خاضها الصهاينة مع العرب، على أرض الواقع، لا في ساحات الخيال.
ولا تقتصر المبالغات المفتَعَلة على تصوير جبن العربي فقط، بل نرى الأدباء الصهاينة، يعتمدون نفس الأسلوب من المبالغة، في تصويرهم لما يصفونه بـ (الذل العربي) أيضاً؛ إذ يظهر العربي، في الكثير من نتاجاتهم، مخلوقاً ذليلاً (لا كرامة له، ويتحمَّل الإهانة)، كما يصفه (عجنون) في روايته (أمس الأول)(18). أما في رواية (خربة خزعة)، فيخبرنا مؤلفها (سميلانسكي يزهار) بأن العرب لا يملكون من وسائل لمقاومة اليهود الذين جاؤوا لاحتلال قريتهم إلا قول: (أخ يا رب)(19) بصوت خافت ذليل!.
وهنا أيضا، لا يهدف وَصْمُ العربي بعار الذل إلى تحقيره فقط، في عين قارئ الأدب الصهيوني، بل إلى بثِّ الثقة في نفس ذلك القارئ إنْ كان صهيونياً، وطرد الخوف من قلبه أمام عدوه العربي، كيما يتمكن من مواجهته بشيء من الشجاعة على أرض الواقع..[/align]

ثانياً، عيوب نفسية وسلوكية بالجملة:

[align=justify]لا تقتصر سلسلة العيوب النفسية التي ألصقها الأدباء الصهاينة بالعرب، على الجبن والذل فقط، بل تتعداهما إلى الزعم بعجزهم عن مواجهة الواقع، وعدم القدرة على الاعتراف بالحقيقة أو مواجهتها؛ وهذان عيبان يُؤدِّيان إلى خصلة سلوكية بالغة السوء هي الكذب الذي يزعم أولئك الأدباء أنه صار طبعاً ثابتاً من طباع العربي، لا شفاء له منه.
ومن العيوب النفسية الأخرى التي ألصقها الأدباء الصهاينة بالشخصية العربية، الفردية المفرطة الناجمة عن الأنانية وحب الظهور.. والقصد من إلصاق هذا العيب بالعربي نفي أي احتمال ممكن لقيام وحدة عربية، تطميناً للقارئ اليهودي بأن التمزُّق العربي لن يزول، مما يعني استمرارية بقاء الكيان الصهيوني، فوق الأرض العربية التي احتلها، إلى ما لا نهاية من السنين.
ولعلَّ من البديهي أن يتصل بالأنانية جملة من العيوب النفسية الأخرى التي تكون ملازمة لها عادةً، وفي مقدمتها الجشع واللؤم والحسد والأثرة وكراهية الخير للآخرين والحقد عليهم، وغيرها من العيوب والخصال الذميمة التي لم يتردَّد معظم الأدباء الصهاينة، في إلصاقها بشخصية العربي(20)، في نتاجاتهم، ليجعلوا منها الأساس الذي يبنون عليه سلسلة ما ألصقوه به من خصال سلوكية ذميمة، من أبرزها:
الكذب، وقد سبقت الإشارة إليه، والكسل الناجم بالدرجة الأولى عن الاتكالية التي يُوصَم العربي بها في كثير من نصوص الأدب الصهيوني، والتي ساهم الإسلام في صنعها، حسب زعمهم، حين دَفَعَ أتباعه إلى الإيمان (إيماناً أعمى) بالقضاء والقدر.
ولأنَّ العربي، بالإضافة إلى كذبه واتكاليته، جَشِعٌ إلى امتلاك المال والنساء، تصبح السرقة والقتل والارتزاق والتسول هي أقصر الطرق، في رأيه، لامتلاكهما، كما يزعم الأدباء الصهاينة، من أمثال (عجنون) الذي يصور لنا في روايته (أمس الأول)(21) كيف تَجَمَّعَ البحارةُ العرب حول بطل الرواية عند وصوله إلى شاطئ فلسطين مهاجراً، لا للترحيب بقدومه بل طلباً للبقشيش منه، ولمحاولة سرقته. وفي هذه الرواية ذاتها، يخبرنا عجنون أنَّ العرب الجشعين للمال لا يتوقفون عن رفع أسعار طحن الحبوب ولا عن سرقة الطحين، وكذلك يفعل السقاؤون العرب الذين يُوزِّعون الماء على الأحياء اليهودية، إذ يرفعون أسعارهم كلما شحَّ الماء في القدس وظَمِئ سكانُها اليهود.
وعلى الرغم من بشاعة هذه الممارسات السلوكية كلها، فإن اللجوء إلى القتل والارتزاق من أجل الحصول على المال والنساء، يظل أبشعها جميعاً. ولكن كيف يستطيع العربي الجبان أن يقتل؟ كيف يستطيع أن يكون سفاحاً وجباناً، في نفس الوقت؟ لقد حاول الأدباء الصهاينة الالتفاف على التناقض الناجم عن وَصْمِ العربي بهاتين الصفتين المتناقضتين عن طريق وَصْمِه بصفة ثالثة أسوأ منهما وهي الغدر.. ولهذا، نجدُ العربي، في معظم نصوص الأدب الصهيوني، لا يجرؤ على مهاجمة أحد (اليهود الخارقين) إلا غدراً، أو إذا كان في جماعة كبيرة من بني قومه! هذا ما تحاول قصة (جديرا) أن تؤكده لنا على لسان بطلها حين يقول: (انقضَّ العرب على أحد الفلاحين (اليهود طبعاً)، ضربوه، وأخذوا فرسه وفرُّوا)(22).
والعربي حين يتمكن من الغدر، يغدو سفاحاً لا رحمة في قلبه، بل تراه يقتل من أجل التلذُّذ بالقتل أحياناً، كما يزعم معظم مؤلفي قصص الأطفال في الكيان الصهيوني، داعين أولئك الأطفال إلى المبادرة لقتل العربي الغادر قبل أن يقتلهم، وهو ما انتقدته (تامار ماروز) في مقالها الذي سبق ذكره.
بل إن العربي في قصص (حازي لوفبان) يخرج ( مجرماً من بطن أمه)، بدليل أنَّ بطل إحدى قصصه الذي وُلد في يافا، (قضم أذن أمه بِعَضَّة، وهو ما يزال في الثانية من عمره. وفي السابعة، هوى بكرسي على رأس معلمته، وهو يقول لها بأن حاصل ضرب اثنين باثنين هو خمسة. وفي العاشرة، دفع عمه تحت دواليب سيارة مسرعة لأنه لم يكن لديه ما يفعله في تلك اللحظة. ماذا أقول؟ هذا الأهوج المشوش تطور سريعاً وأصبحت له في العاشرة من عمره عصابة خاصة به، لأنه أحب أن يقرر بنفسه من يقتل ومن يسلب)(23).
والأمثلة على نزعة العربي إلى السلب والنهب كثيرة جداً في الأدب الصهيوني، وقديمة الظهور في نصوصه، إذ نجد البدايات الأولى لظهورها فيما كتبه (موشيه سيملانسكي) مثلاً، كما يتضح من قراءتنا لقصته (جديرا) التي يرسم لنا فيها المشهد التالي: (وفي أحد الأيام، وكان يوم سبت، وبينما كان المستوطنون يُصَلُّون في البراكة، انقضَّ جيرانُهم العرب على القطيع الصغير الذي في المستوطنة وسرقوه)(24).
وبالإضافة إلى القتل غدراً، من أجل السلب والنهب، يُخبرنا هذا الأديب الذي اشتُهر بالكتابة عن حياة العرب، والذي كان يُوَقِّع قصصه باسم (الخواجا موسى)، أنَّ العرب لا يتردَّدون في قتل بعضهم أحياناً من أجل الفوز بامرأة. بل إن (أفنير كرميلي) يُرجع سبب تطوع كثير من الشبان العرب للقتال ضد اليهود، إبان عام 1948، إلى رغبتهم في الحصول على إحدى النساء اليهوديات الجميلات الموجودات في الكيبوتسات اليهودية، واغتصابها(25). وبهذا ينفي الأديب الصهيوني عن العرب أيَّ شعور وطني، ويجعل هدفهم في كل المعارك التي خاضوها ضد اليهود، ينحصر في سلب أموالهم أو اغتصاب نسائهم.
نعم، هذه هي أهداف المقاتل العربي من الحرب ضد اليهود، كما يزعم مؤلفو نصوص الأدب الصهيوني، (السلب والنهب والاغتصاب وسفك الدماء غدراً)، ولا شيء البتة عن الدافع الوطني وحماية الأرض والعرض والأهل! هذا ما يحاول أولئك المؤلفون أن يُقنِعوا به قارئهم اليهودي، ليُؤَجِّجوا الحقد في نفسه على العرب كيلا تأخذه بهم حين يلقاهم رحمة أو شفقة.
وربَّما بسبب هذه الحقن المتواصلة من إثارة الحقد، لم تُثِر المذابح التي ارتكبها الصهاينة بحقِّ العرب في نفوس منفذيها أي أثر لتأنيب الضمير، بل على العكس، أثارت البهجة والسرور! وبهذا يكون الأدب الصهيوني قد قام بأبشع عملية خداع نفسي وأكبرها، ليس للإنسان غير اليهودي فحسب، بل حتى لليهودي نفسه، وذلك حين حَوَّلَه بتلك الأضاليل التي نفثَها فيه عن العرب، إلى قاتل متوحش يظنُّ نفسه، وهو يقتل ويسفك الدم العربي، (بطلاً حضارياً ورسول تقدُّم) تارة، إذ يقاتل أناساً يُدمرون الحضارة ويكرهونها، ولا يفهمون سوى لغة واحدة هي لغة القوة، كما يزعم (كرميلي) في إحدى قصصه(26)؛ وتارة أخرى يرى نفسه (سوبرماناً) يتسلى بهياكل بشرية هشة وضيعة شديدة الخوف والجبن؛ وتارة ثالثة يندفع إلى القتل انتقاماً لمن قتلهم العرب من بني جلدته؛ والهدف النهائي لكلِّ هذا هو تحويل ذلك القارئ المخدوع إلى حطبٍ دائمِ الاشتعال والتوقُّد تحت مرجل الأهداف العدوانية التوسعية للكيان الصهيوني المتأجج طمعاً بالأرض العربية.[/align]

(يتبع)

مراجع القسم الثاني ومصادره:

[align=justify]1) عجنون، شموئيل يوسف، (تيهلا/هشانيم هطوفيم = تهلا ـ السنوات الطيبة)، إصدرات شوكن، القدس وتل أبيب، إسرائيل، 1970، ص:14).
2) تهلا، المصدر السابق، ص:14.
3) عجنون، شموئيل يوسف، قصة (من عدو لحبيب)، منشورة ضمن السلسلة التعليمية (إيلف مليم)، إصدار (أحي أساف)، تل أبيب، 1974، الجزء الثالث، ص: (94)، (بالعبرية، ترجمتي).
4) ألترمان، ناتان، قصيدة (رجال الهجرة الثانية)، منشورة ضمن السلسلة التعليمية (إيلف مليم)، إصدار (أحي أساف)، تل أبيب، 1974، الجزء الثالث، ص: 49، (بالعبرية، ترجمتي).
5) أفنيري، أوري، من مقالة له نشرها في العدد رقم 2289 من مجلته (هعولام هزه)، الصادر بتاريخ 15/7/81، (بالعبرية، ترجمتي).
6) انظر عرضاً لهذه القصة وتعليقاً عليها، في دراسة بعنوان (العرب في عينة من أدب الأطفال الصهيوني)، لمؤلفها انطوان شلحت، منشورة في مجلة الجديد التي كانت تصدر في فلسطين المحتلة،العدد /9/، 1/9/1981، الحلقة: الأولى.
7) عوز، عاموس، رواية (في مكان آخر، ربما)، منشورة في مجلة (أقلام) العراقية، العدد /9/، السنة /14/، حزيران 1979، ص: 101، ترجمة وتقديم: غالب هلسا.
8) كوهين، أدير، (كيف يصورون العربي في قصص الأطفال الإسرائيلية)، مرجع سبق ذكره.
9) ماروز، تمار، (العنصرية في أدب الأطفال الإسرائيلي)، مرجع سبق ذكره.
10) ماروز، تمار، (العنصرية في أدب الأطفال الإسرائيلي)، مرجع سبق ذكره.
11) خربة خزعة، مصدر سبق ذكره، انظر على سبيل المثال ص: (29،40،58).
12) المصدر السابق، ص: 71.
13) المصدر السابق نفسه، ص: 74.
14) خربة خزعة، مصدر سابق، انظر مشهد العجوز الذي لا يطلب من الجنود اليهود ألا السماح له باصحاب جمله، مؤكداً لهم أن أهل القرية راحلون دون مقاومة، ص: 54 ـ 55.
15) ماروز، تمار، (العنصرية في أدب الأطفال الإسرائيلي)، مرجع سبق ذكره.
16) سميلانسكي، موشيه، قصة (جديرا)، منشورة ضمن السلسلة التعليمية (إيلف مليم)، إصدار (أحي أساف)، تل أبيب، 1974، الجزء الثالث، ص: (42) وما بعدها، (بالعبرية، ترجمتي).
17) سمولي، إليعيزر، قصة (المحراث)، من كتاب (الحائزون على جائزة إسرائيل ـ مختارت قصصية)، عرض وتقديم هيلل برزيل، منشورات دار (يحداف) للثقافة والتربية والنشر، اسرائيل، 1970، ص: (154) وما بعدها، (بالعبرية، ترجمتي).
18) (أمس الأول)، مصدر سبق ذكره.
19) (خربة خزعة)، مصدر سبق ذكره، ص: 83.
20) أكثر ما نجد أمثلة على وصف العربي بهذه الصفات في قصص الأطفال الصهيونية التي ورد ذكر بعضها في هذه الدراسة، وكذلك في روايات أنصار اليمين المتطرف من أدباء الكيان الصهيوني، أمثال عجنون ونعمي شيمر ونعمي فرانكل وأفنير كارميلي، وغيرهم.
21) (أمس الأول)، مصدر سبق ذكره.
22) قصة (جديرا)، مصدر سبق ذكره.
23) ماروز، تمار، (العنصرية في أدب الأطفال الإسرائيلي)، مرجع سبق ذكره.
24) قصة (جديرا)، مصدر سبق ذكره.
25) شلحت أنطوان، (العرب في عينة من أدب الاطفال الصهيوني)، مرجع سابق.
26) فرنكل، شلومو، وردت هذه العبارة في دراسة بعنوان، (القتلة العرب والخائن اليساري)، وهي دراسة ينتقد فيها فرنكل أدب الأطفال الإسرائيلي، منشورة في مجلة هعولام هزه، 15/7/1981، ص: 15، (بالعبرية، ترجمتي).[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 01 / 2017, 34 : 07 PM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الثاني

[align=justify]انتظرت بشغف هذا الجزء من البحث ولم يخب ظني في الاستمتاع بقراءته رغم ما يسببه للنفس من حسرة على ما آلت إليه حالة العربي ، ليس في نظر الصهاينة ، بل في نظر من صدق أكذوبتهم .
وقد اخترت ان أقتبس هذه المقدمة التي تريح النفس بعد أن كانت الأوصاف التي ألصقت بالعربي في الجزء السابق تنطلي على كل من يقرأها دون وجود ما يبرهن نقيضها ..
لكن ، والحمد لله ، لا أحد يمكنه أن يحرف التاريخ ، وإن فعل ، فلأمد قصير .. لأن حبل الكذب قصير أيضا .
==================================================
لأنَّه يستحيل، منطقياً، على الغبي المتخلِّف عقلياً أن يمتلك فكراً صائباً يُؤَهِّلُه لطلب العلم وتحصيل الثقافة، كما يستحيل، منطقياً أيضاً، على من لا علم لديه ولا ثقافة، أن يصنع حضارة، في أيِّ مرحلة من مراحل تاريخه، فليس من المُستغرَب أن يكون مثل هذا المخلوق الغبي عدواً للحضارة، بل عدواً لكلِّ من يريد حملَها إليه، وربَّما أكثر من ذلك. أي ليس من المُستغرَب أن يتحول مثل هذا المخلوق إلى مُهَدِّمٍ لمعالم أيِّ حضارة، ومُخرِّبٍ لما يتركه المُتحضِّرون من آثارها ومقوماتها، في أيِّ مكان يستولي عليه، لسبب ما... لهذا كله، لابد من قتال هذا المخلوق وقتله، دون أيِّ رحمة، إذا أصرَّ على عداوته للحضارة والمتحضِّرين المُتمثِّلين، في الأدب الصهيوني، باليهود طبعاً، الذين هاجروا إلى فلسطين، (لإحياء حضارتهم التي خَرَّبَ العرب معالمها)، كما تزعم أكاذيبُهم الأيديولوجية والأدبية والسياسية والإعلامية..
==================================================
وعند قراءة هذا الجزء بتمعن طرأ على ذهني تساؤلان :
1- اين كتابنا من العرب والمسلمين ليقارعوا الحجة بالحجة ويظهرون الصهيوني على حقيقته ؟ وما أسهل ذلك .. إذ يكفي ان ينقلوا فقط ما ورد عن العرب في كتب الصهاينة لإسقاطه عليهم ، لأن كل الأوصاف الواردة في كتبهم إنما هي مرآة تعكس ما يتصفون به من حقد ونذالة وحقارة ووحشية وانتهازية وخيانة ...
2- كيف للبعض ان يصدق ان لليهود الصهاينة ميلا للسلام وأجيالهم تتربى وترضع من الحقد ؟
شكرا لك اخي محمد توفيق وبارك الله في جهودك .[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 01 / 2017, 45 : 08 PM   رقم المشاركة : [3]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الثاني

وماذا نتوقع من مثل هؤلاء ... !! وهم لا يتقنون إلا لغة التضليل والتعتيم .. والتحريف والخداع ..
أستاذي الفاضل توفيق الصواف أتابع وباهتمام .. كل مواضيعك القيمة ، فاعذرني إن قصرت مرة في التعليق ..
مهتمة جداً بما يخطه قلمك ..
دمت وسلمت مع تقديري
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31 / 01 / 2017, 16 : 03 PM   رقم المشاركة : [4]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الثاني

[align=justify]..لو استمر الوضع على حاله ، سنكون يوما مثلما وصفوا بل وأقبح!! لسيي بسيط ، هو عندما تخلينا عن ديننا ،(وهذا ما أشرتَ له في راهن المسلمين) ، سنُحرم حتى من ذكرنا بين الأمم..
مبحث قيّم ، كان من المفروض أن يكون على شريط (مواضيع ننصح بقراءتها) لا أن يختفي ، في حين تستمر بعض المواضيع في الظهور ، مع احترامي الكبير لقداسة كل حرف...شكرا لك أخي الأكبر الدكتور توفيق على ما تفيدنا به من بحوث هامة ..
[/align]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 02 / 2017, 26 : 11 PM   رقم المشاركة : [5]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الثاني

[align=justify]أتقدَّم بجزيل الشكر لكل من قرأ هذا الجزء من البحث، وأخصُّ منهم الأستاذ رشيد الميموني الذي كان أول من علَّق على هذا الجزء، وأخي الأستاذ محمد الصالح الجزائري الذي أغضبه عدم تفاعل السادة القراء مع هذا البحث فأعاد نشره كما هو تحت عنوان لافت هو (للأهمية)، والأستاذة بوران شما التي أبدت تفاعلاً واضحاً مع مضمون هذا لبحث، وكذلك الأستاذة المبدعة عزة عامر ..
أشكركم جميعاً وأعتذر عن تأخري في الرد على تعليقاتكم مباشرة، وأرجو أن تبقوا من قراء موضوعاتي الطويلة والمملة.. وأرجو أن أعرف رأيكم بالجزء الثالث والأخير من هذا البحث، لاسيما وأنه جزء خاص باستنتاجاتي الشخصية..
دمتم أحبةً وقراءً وأخوة..[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 02 / 2017, 36 : 12 AM   رقم المشاركة : [6]
بشرى كمال
كاتب نور أدبي ينشط
 





بشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الثاني

قرأت هذا الموضوع الممتع والمفيد وتعرفت على صورة العربي ولم أكن أعرف من هو العربي لصدقت. إن إليهود الصهاينة فعلا يخترعون الاكاذيب ويصدقونا. وفكرت انه يجب الرد عليهم لكن الله رد ويرد وسيرد عليهم في القران الكريم. فقد وصفهم وأحسن وصفهم.
شكرا لك على هذا الموضوع الهام.
تحياتي وتقديري
بشرى كمال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 02 / 2017, 23 : 09 PM   رقم المشاركة : [7]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الثاني

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى كمال
قرأت هذا الموضوع الممتع والمفيد وتعرفت على صورة العربي ولم أكن أعرف من هو العربي لصدقت. إن إليهود الصهاينة فعلا يخترعون الاكاذيب ويصدقونا. وفكرت انه يجب الرد عليهم لكن الله رد ويرد وسيرد عليهم في القران الكريم. فقد وصفهم وأحسن وصفهم.
شكرا لك على هذا الموضوع الهام.
تحياتي وتقديري

[align=justify]شكراً لاهتمامك د. بشرى..
سرني جداً رأيك بالموضوع لأنه يصدر عن أستاذة أكاديمية ومبدعة في نفس الوقت.. أتمنى لو يأخذ موضوع الأدب الصهيوني من اهتمام العرب أكثر مما أخذه حتى الآن، لاسيما وأن المختصين به قلائل، وقد رحل قسم منهم إلى ربه، والباقون كبار مثلي وعلى وشك الرحيل، ولا أحد يخلفهم من الأجيال الأصغر سناً، وهذه كارثة مستقبلية على العرب، كما أعتقد، ما لم يتم تداركها، ولكن من يبالي؟!
شكراً مرة أخرى، وتقبلي محبتي وتقديري..[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأدب, الثاني, الصهيوني/القسم, العربي, صورة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قوارب الأشواق..القسم الثاني: القصائد. محمد الصالح الجزائري نقد ودراسات 2 31 / 01 / 2021 13 : 01 AM
القسم الأول: القارب الثاني: محمد الصالح الجزائري نقد ودراسات 8 31 / 01 / 2021 04 : 01 AM
صورة العربي في الأدب الصهيوني/الجزء الثالث.. محمد توفيق الصواف الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال 6 17 / 02 / 2017 59 : 09 PM
صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الأول محمد توفيق الصواف الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال 16 16 / 02 / 2017 12 : 12 AM
عن صورة الأرض الفلسطينية في الأدب الصهيوني محمد توفيق الصواف الدراسات والأبحاث الأدبية والنقدية 0 15 / 01 / 2011 45 : 12 PM


الساعة الآن 16 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|