مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
المعنى والمغزى لشهر يبدأ بالرحمة وتتوسطه المغفرة ليختم باستحقاق العتق من النار
ماهية الصوم لبّ العبادة للتطهر من كل رجس؟
صوم الجوارح – صوم النفس وغسل مرآة الروح – المغزى - من معاني شهر يبدأ بالرحمة ليجتاز السراط إلى المغفرة فالعتق من النار..
يبدأ بالتوقف عن ملء وعاء الجسد الترابي بالطعام والشراب ليخف ثقله على الروح واستبدال تغذية الجسد بتغذية الروح بالعبادة وترويض الجسد حتى لا يحجب سمو الروح بثقله ؛ فكثرة الطعام كما نعرف تثقل الجسد وتجعله يهيمن على الروح ، وكما قال الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : ((ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه))
وكما أشار/ لا يأكل المسلم حتى يجوع، وإذا أكل لا يصل إلى حدّ التخمة من الشبع؛ وبحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ... إلى غير ذلك من الآداب الواردة.
من هنا يبدأ ترويض الجسد وتربيته بحجب رغباته الترابية حتى يتمكن من غسل روحه والسمو بها والتحرر من هيمنة الجسد الترابي بكل رغباته الدنيوية الدونية .. وبعد ترويض الجسد يأت دور تربية النفس وتهذيبها الذي يبدأ في شهر الرحمة بالرحمة والتراحم، ومن يسعى لرحمة الله لا بدّ أن يبدأ بنفسه
((الراحمون يرحمهم الرحمن)) و ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
الله سبحانه أرحم الراحمين وهو الرحمن الرحيم الرؤوف
ومن مقتضيات الرحمة بين العباد صلة الرحم والتراحم والتسامح والمسامحة وقمة الرحمة بالإحسان حتى للمسيء
كل هذه المعاني النبيلة لا بدّ أن تكون على مائدة رمضان الروحية نصقل بها أرواحنا ونرتقي.
الرحمة من أعظم أسباب المغفرة فقد غفر الله لبغي سقت كلبا، وغفر الله لرجل رأى كلبا يلهث الثرى من العطش فرق له فسقاه، [فشكر اللهُ له فغفر له. قالوا: يا رسولَ اللهِ، وإن لنا في البهائمِ لأجرًا؟ فقال: في كلِّ ذاتِ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ](رواه البخاري ومسلم).
فإذا كان هذا مع الحيوان، فكيف بالإنسان، وكيف برحمة الضعيف، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، والتفريج عن المكروب والمهموم والمغموم؟
في مسند أحمد والمستدرك وابن حبان، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن رجُلًا لم يعمَلْ خيرًا قطُّ، وكان يُدايِنُ النَّاسَ فيقولُ لرسولِه: خُذْ ما تيسَّر واترُكْ ما تعسَّر وتجاوَزْ لعلَّ اللهَ يتجاوَزُ عنَّا، قال: فلمَّا هلَك قال اللهُ: هل عمِلْتَ خيرًا قطُّ؟ قال: لا.. إلَّا أنَّه كان لي غلامٌ وكُنْتُ أُدايِنُ النَّاسَ، فإذا بعَثْتُه ليتقاضى قُلْتُ له: خُذْ ما تيسَّر واترُكْ ما تعسَّر وتجاوَزْ لعلَّ اللهَ يتجاوَزُ عنَّا. قال اللهُ تعالى: قد تجاوَزْتُ عنك](حديث حسن وأصله في الصحيحين).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا رَحِيمٌ) (حسنه الألباني).
لا تنزع الرحمة إلا من شقي
قال تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة}
قال عليه الصلاة والسلام: [وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي]، ولن ينال رحمة الله يوم القيامة إنسان فظ قاسي الطبع، نزعت من قلبه الرحمة فقد قال صلى الله عليه وسلم: [لا تنزع الرحمة إلا من شقي](رواه الترمذي).
روى الدولابي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [خَابَ عَبْدٌ وَخَسِرَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْبَشَرِ](حسنه الألباني).
قال مالك بن دينار رحمه الله: "ما ضُرِب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم."
والذي يرحم لا بدّ أن يحاسب نفسه فيما أساء لغيره وأن يتجاوز ويغفر ويسامح ويغسل نفسه من الحقد والكراهية ، خصوصاً في شهر الرحمة ومحاسبة النفس.
آفة الآفات ونقيض الإنسانية نجدها في الحقد والكراهية والانتقام والثأر والتشفي إلخ..
كان ابن عربي يستشهد بهذا الحديث القدسي: (( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)) ويفسره أن الذات الإلهية سوف تشمل الجميع بالرحمة في النهاية ( ما عدا الكفر وحقوق العباد) لأن الانتقام والثأر ليس من القبس الإلهي.
الغضب شعور ناري ينمو معه الحقد في النفس كنبات سام وحشي يحجب النور ويزوي الإنسانية ويجعل المرء متربصاً بمن يحقد عليه يتخيل منه ما ليس فيه غالباً كمبرر ذاتي لحقده أمام ضميره ، ويعرّف الحقد بأنه شعور مراوغ يداري العجز عن التبرير لمن لا يستحق أو الانتقام ممن يستحق ، والثأر بحد ذاته كما يفسره جورج أورويل شعور مرضي يفقد المرء إنسانيته.
سبحان الذي كتب على نفسه الرحمة وأوصانا بها وجعل لها شهراً في كل عام ، فقد أثبتت الدّراسات العلميّة أنّ الكراهيّة والحقد والغل وعدم التسامح تعتبر بؤرة لأخطر الأمراض ومرتعاً لنمو الخلايا السرطانية وانتشارها.
فهل سامحنا بعضنا بعضاً ورحمنا وتراحمنا؟؟
اللهم اجعلنا من الراحمين المستحقين لرحمتك سبحانك
اللهم ارحمنا فوق الأرض وارحمنا تحت الأرض وارحمنا يوم العرض
ندعو الله أن يجعلنا وإياكم من عتقاء شهر رمضان ويمنّ علينا بالرحمة والمغفرة قبل فجر العيد
وكل عام وأنتم بألف خير
اللهم ارحمنا رحمة من عندك ، وأنزل على قلوبنا السكينة والإطمىنان ، واجعلنا من الرحماء ، الذين يرحمون ويتراحمون فيما بينهم ، وأخلص قلوبنا ونوايانا بخالصة الإيمان ..
كل عام وأنت رحماء طيبون كما عهدتكم ..
اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا ولا حسدا
اللهم رطب أفئدتنا بالعفو والسماح واجعلنا من أهل المفازة والفلاح
اللهم ارحمنا برحمتك ودثرنا بعفوك ومنتك واشملنا برضاك ونعمتك واكتبنا في أهل جنتك يا أرحم الراحمين يارب العالمين.
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: الراحمون يرحمهم الرحمن / هدى نورالدين الخطيب
إذا كان مايرهق الصائم هو الاحتياج إلى جرعة ماء ، فإن ما يرهق الكون الآن هو غياب " الإنسانية"
غياب تجسده هذه الصور الأليمة القاسية المتكررة التي نشاهدها كل يوم ، حتى استأنس الإنسان بالغلظة والقساوة وتجردت النفس من كل المعاني السامية الجميلة ،فغلب عليها الهوى والشر ، وأضحى القلب فظا غليظا لايستشعر معاني الإنسانية وغابت عنه قيم العفو والفضل والتسامح والرحمة ..!!
أقول "إن للنفس وللجسد وللقلب كما للناس وللكون علينا حقا" حتى يصح صومنا وتصح عبادتنا في هذا الشهر الفضيل نحتاج فيه إلى كثير من الإنسانية..!!
.. صديقتي الغالية
مافائدة الصوم وفي القلب ضغينة وحقد وحسد ، وفي النفس جموح للشر ونزوع للهوى ..
مافائدة ذلك .. إذا فقدنا معاني الإنسانية في داخلنا ؟
تقبلي تقديري واحترامي
وكل عام وأنت بألف خير
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: الراحمون يرحمهم الرحمن / هدى نورالدين الخطيب
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى مرجان
نسأل الله أن يسامح الجميع ويجعلنا من عتقاء النار ويشملنا برحمته الواسعة.
وكل عام وأنتم بألف خير
اللهم آمين.. نرجو الله الرحمن الرحيم سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المستحقين لرحمته وعفوه ورضاه ويشملنا برحمته التي وسعت كل شيء .. لا إله إلا هو
أتمنى لك ولأسرتك الكريمة أستاذة ليلى عيد فطر سعيد مبارك وكل عام وأنتم بألف خير
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: الراحمون يرحمهم الرحمن / هدى نورالدين الخطيب
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر
اللهم ارحمنا رحمة من عندك ، وأنزل على قلوبنا السكينة والإطمىنان ، واجعلنا من الرحماء ، الذين يرحمون ويتراحمون فيما بينهم ، وأخلص قلوبنا ونوايانا بخالصة الإيمان ..
كل عام وأنت رحماء طيبون كما عهدتكم ..
اللهم آمين.. ما أجمل هذا الدعاء ، أشدّ ما نحتاج إليه السكينة والاطمئنان بما فيهما من سلام داخلي فيه السعادة الحقيقية في الدارين .. نرحم ونتراحم ونكون في سلام مع الله السلام القدوس وخلقه.. جعلنا الله وإياكم من أهل السكينة والاطمئنان وقبضنا على الإيمان التام مستبشرين موحدين والحمد لله على نعمة الطيبة وعمران القلب بالمحبة
أتمنى لك ولأسرتك الكريمة أستاذة عزة عيد فطر سعيد مبارك وكل عام وأنتم بألف خير
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: الراحمون يرحمهم الرحمن / هدى نورالدين الخطيب
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الحاجبي
اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا ولا حسدا
اللهم رطب أفئدتنا بالعفو والسماح واجعلنا من أهل المفازة والفلاح
اللهم ارحمنا برحمتك ودثرنا بعفوك ومنتك واشملنا برضاك ونعمتك واكتبنا في أهل جنتك يا أرحم الراحمين يارب العالمين.
اللهم آمين.. لنا ولكم إن شاء الله صالح الأعمال والفوز برضوان الله
حمداً لله على عودتك سالماً .. تركت لك رسالة تحت خواطر نفحاتك الرمضانية الجميلة رقم 26 وقد شغلتنا عليك ولم نجد وسيلة للاطمئنان، أرجو الاطلاع
أتمنى لك ولأسرتك الكريمة أستاذ حسن عيد فطر سعيد مبارك وصحة وسلامة دائمة وكل عام وأنتم بألف خير
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: الراحمون يرحمهم الرحمن / هدى نورالدين الخطيب
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. رجاء بنحيدا
إذا كان مايرهق الصائم هو الاحتياج إلى جرعة ماء ، فإن ما يرهق الكون الآن هو غياب " الإنسانية"
غياب تجسده هذه الصور الأليمة القاسية المتكررة التي نشاهدها كل يوم ، حتى استأنس الإنسان بالغلظة والقساوة وتجردت النفس من كل المعاني السامية الجميلة ،فغلب عليها الهوى والشر ، وأضحى القلب فظا غليظا لايستشعر معاني الإنسانية وغابت عنه قيم العفو والفضل والتسامح والرحمة ..!!
أقول "إن للنفس وللجسد وللقلب كما للناس وللكون علينا حقا" حتى يصح صومنا وتصح عبادتنا في هذا الشهر الفضيل نحتاج فيه إلى كثير من الإنسانية..!!
.. صديقتي الغالية
مافائدة الصوم وفي القلب ضغينة وحقد وحسد ، وفي النفس جموح للشر ونزوع للهوى ..
مافائدة ذلك .. إذا فقدنا معاني الإنسانية في داخلنا ؟
تقبلي تقديري واحترامي
وكل عام وأنت بألف خير
آه يا صديقتي الغالية.. أصبت كبد الحقيقة الموجعة.. الإنسانية بمعانيها السامية النبيلة ، أو مكارم الأخلاق التي اتصف بها قدوتنا وحبيبنا وشفيعنا عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم وأوصانا بها..!
ننظر أحياناً ونتابع ولا نصدق هول ما نراه؛ فالبشرية تزداد شراسة على حساب الإنسانية.. رمضان تحول بجهود شياطين الانس والفن الهابط إلى شهر تسلية ولهو يعرض فيه في تسابق محموم ما يسمى بالدراما التي تحرّض على المجون والفسق وكل ما ينتفي مع معاني شهر القرآن ( وهذا بحد ذاته يحتاج منا بحث طويل) الحمد لله لم نفتح التلفاز على أي محطة طوال الشهر الكريم .. أي مدرسة ينهل منها النشء والكبير حتى يبقى سليماً معافى من الشر والشرور؟!..
كان أهل القدس خصوصاً وفلسطين عموماً يتعرضون والمسجد الأقصى طوال الشهر الكريم لاختراق واعتداء وإباحة الأقصى للمستوطنين ، ليقتل من يقتل ويعتقل من يعتقل ويدنس الأقصى في أكثر أيام السنة خصوصية والناس عندنا بما فيهم الكتّاب مشغولين عما يجري لقبلتهم الأولى ومسرى رسولهم ومن يزودون عن الأمّة ومقدساتها وكأن ما يجري في كوكب آخر..!
لا حول ولا قوة إلا بالله
لكن عندي أمل كبير أننا وصلنا للذروة وآخر المطاف ، وآخر المطاف بعده الصحوة لا محالة وعودة الإنسانية وعودة أمتنا لقيمها وأصالتها ومكارم أخلاقها وبالتالي للصعود مجدداً بإذن الله..
جزيل الشكر على مداخلتك القيّمة ، وأدعو الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المقبولين عتقاء الرحمن وأن يمنّ علينا وعليكم بمغفرته ورضوانه سبحانه وأن يجعل لك دائماً من اسمك نصيباً
أمنياتي لك ولأسرتك الكريمة عيد فطر سعيد مبارك وكل عام وأنتم بألف خير