[align=justify]أنا مصاب بالفصام، صامتٌ على الفيس بوك ، وكل وسائل التواصل الاجتماعي،
ولكنني ـ في الواقع ـ أثرثر كثيراً ، وأصرخ بأعلى صوتي: ( تباً لكم يا كُلَّ حكام العالمدون استثناء!).
كانت جدّتي تؤمن بالأساطير ، مثلما تؤمن إيران بأسطورة المهدي المختبئ بمغارة ، ولن يخرج إلا بعد أن تقوم دولة الحقّ التي تنصّبه حاكماً عليها .. مثلما تؤمن إسرائيل بأسطورة الدولة التي تمتد من الفرات إلى النيل .. مثلما تؤمن أمريكا بحق اليهود بتغيّر القدر، كي يأتي يوم الدّينونة ومعركة آخر الزمان! وأسطورة جدّتي كانت بسيطة ! تقول جدتي :( إسرائيل ستنتهي بعد سبعين عاماً فقط ، وأنّ الشّام شامة الدنيا ، وستبقى الحضن الدافئ الآمن لكل من يفقد الأمان، فلا تتركوا الشام أبداً!).
الآن ، وفي هذا الخراب السوري الكبير، سوف ننشغل بتافِهات الأمور، كأن نسأل : من أعطى البحر هذا الحق بأن يلفظ طفلاً على شاطئ ، كي يصفع العالم الحر صفعة الموت أمام عدسات الإعلام؟!
كي يسأل أحدهم بخبث: ألمْ تشاهدونا نموت طوال الفترة الماضية كلّها ؟ ألمْ تشاهدونا ونحن نغرق ، نُقتل ، نُذبح؟!
هم رأونا .. هم بغاية السرور وهم يروننا نموت كلّ لحظة ! وستفتح البلدان أبوابها لِمَنَافِينا الجديدة ، ولن يوقفوا هذه المجازر حتى يحققوا أساطيرهم..ونفنى!![/align]