![]() |
ضَيّعتُ الأماكن
[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]
ضَيّعت الأماكن كطفلة صغيرة أعدو ، أسابق الريح لأصافح تلك الطرقات ، أقبل منها الجبين وأعانق فيها نسمات الأماكن . دغدغت قلبي بفرح عارم ووعدته بأمسية صيفية من أمسيات تموز الحالمة ، داعبت وجنات الورود في طريقي إلى درب الياسمين وهمست في أذنها أني عدتُ لأصطحبها في مشوار . تصالحت مع الوقت وضممت إلي عقارب الساعات وألغيت من خارطتي كل الإتجهات ، نحوك فقط تتجه كل الخطى وحولك فقط تدورعقارب الوقت ومن خطوط كفيك تقرأ العناوين . لكن ... هل تهرم الطرقات ؟ هل تذبل الأماكن ؟ فلماذا أشتم رائحة الشيخوخة تفوح من عبير الملامح وشذى الأماكن ؟ وجوه أعرفها جيدا ً صافحتها عمرا ً بأكمله .. لم تعد تذكرني ، أماكن عايشتها دهرا ً ، حفرت خطاي فيها مسارب ومسالك .. لم تعد تذكرني ، أناس ومدائن حاضرة غائبة استلقينا فيها تحت مظلة المطر وكستنا فيها غيوم الثلوج والبرد .. لم تعد تذكرني . أتراني حملت غربتي معي ؟ أم تراها معالم الغربة أرخت ظلالها على الطرقات والملامح ؟ تلفتّ حولي فلم أجد سوى سحابة جامدة تظللني ونجيمات متعبة تحوم في سماء رمادية لم تحبل بغيمة ممطرة منذ دهور .. وأشجار مجهولة تفتح ذراعيها للهواء المر ّوتستجدي دموع السماء الشحيحة . ليس سواك أيها القمر المتربع على عرش السماء من يشهد قدومي اللحظة ومن شهد معي ذلك المساء . أتيت أبحث عن ورود لي نثرتها هنا في هذه الرياض ، أتيت أبحث عن ذكريات لي غلفتها بنسائم الربيع ودعوت لها بطول البقاء ، أتيت أفتش في هذه الأماكن عن بقايا مني ، عن بقاياي . يا قمري المتربع على عرش السماء هل تسافر الطرقات ؟ هل تهاجر الأماكن ؟ أين وجهتها يا قمر علني ألحق ظلها فأصلها ولو بعد ألف عام ، أخشى يا قمري أنني في غربتي قد ضيّعتُها ، ضيّعت مني الأماكن . [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ضَيّعتُ الأماكن
أتيت أبحث عن ورود لي نثرتها هنا في هذه الرياض ، أتيت أبحث عن ذكريات لي غلفتها بنسائم الربيع ودعوت لها بطول البقاء ،أتيت أفتش في هذه الأماكن عن بقايا مني ، عن بقاياي .
يا قمري المتربع على عرش السماء هل تسافر الطرقات ؟ هل تهاجر الأماكن ؟ أين وجهتها يا قمر علني ألحق ظلها فأصلها ولو بعد ألف عام ، أخشى يا قمري أنني في غربتي قد ضيّعتُها ، ضيّعت مني الأماكن . في أعماق كل واحد منا لهفة للعودة إلى ما افتقدناه .. نوغل في الماضي ونبحث بين طياته عن أشياء ووجوه ألفناها .. نتحسس دفئها علنا نطرد الوحشة والشعور بالوحدة الذي يتغلغل في أعماقنا . عندك حق .. قد نشعر بغربة و نحن نطأ أمكنة كنا نرتع فيها ونمرح .. وقد يصدق قول محمود درويش فينا : عارمن الإسم ، من الانتماء في تربة ربيتها باليدين .. لكن يبقى الوفاء منا سيد الموقف .. وعبر ذكرياتنا نعيش ما مضى و نلهو كما كنا نلهو في السابق . ونخاطب الأمكنة و المسالك و الدروب .. رغم إنكارها لنا . تحية لك ميساء ودام تالقك . |
رد: ضَيّعتُ الأماكن
[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]
أخي رشيد كنت اتخيل فيما مضى أن البشر هم من يتغير فقط لذلك كنت أصادق الأماكن لكني اكتشفت ان الأماكن تتغير أيضا وتتنكر لروادها ومحبيها لا اعلم ان بقي شيء لم يعتره التغيير في حياتنا الف شكر يا رشيد على طيب تواصلك ودمت بالف خير وسعادة [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ضَيّعتُ الأماكن
هل تهاجر الأماكن ؟
بل تتغير بعد اغترابنا نحن نهاجر ونحملها معنا صورة لنجدها حقيقة تبدلت وليس علينا أن نلومها أو تلومنا لكن نظل نتمنى أن نجد فيها ما يحيي تواصلنا معها .. شفافية عالية تكتبين بها أستاذة ميساء تقديري لك وأرق تحياتي |
رد: ضَيّعتُ الأماكن
اقتباس:
لكن أخشى أنه لم يعد لي في حضنها مكان كل شيء في الدنيا معرض للتغيير والتبدل والنسيان لكني ظننت أن الأماكن أكثر وفاءً من الإنسان ؟ لست أدري وتبقى هي الأماكن شكرا ً نصيرة على تفاعلك وتواصلك ونشاطك الدؤوب الذي أحيا في قلبي الأماكن وأتمنى لك أن تبقى أماكنك وفية لوقع خطاك |
رد: ضَيّعتُ الأماكن
الآنسة ميساء البشيتي :
آآآه يا ميساء .. تصالحت مع الوقت ، وضممت الي عقارب الساعات . نحوك فقط تتجه كل الخطا . مبدع بوحك ، وعطرة كلماتك . ومستمر طيب جميل اللقاء . |
رد: ضَيّعتُ الأماكن
الله يا ميساء كم احبك وكم احب بوحك الجميل الصادق، الذي يجرني جرا إلى النهاية ذون ان احس بتعب او ملل، بل اتمنى لو ان الخاطرة كانت أطول وأطول حتى لا اصل إلى النهاية، كل ما تبوحين به هو من واقع حياتنا، واقع مرير لكنه عندما يطلع من ذاكرة ميساء فإنه يكون اجمل من الجمال. لك ألف قبلة ليتك كنت قريبة مني لعناقتك عناقا طويلا.ما أروعك الله يحفظك.
|
رد: ضَيّعتُ الأماكن
الأديب العزيز د. منذر ابو شعر
أنت تختار النصوص التي أشتاق إليها جدا صدقني النصوص كالبشر والأماكن نحن إليها ونشتاق إليها ونفتقدها وحين يأتي عزيز ويبرز هذه النصوص للسطح مرة أخرى ينعش فينا الذكريات وترجع هذه النصوص حية كأنها كتبت اللحظة ألف شكر أخي والله يبارك فيك وما يحرمني من تواصلك الجميل |
رد: ضَيّعتُ الأماكن
غاليتي ورفيقتي في المشاكسة فتيحة الدرابي
الله يسعد لي هالصباح الحلو أعرفك يا فتيحة لا يجذبك إلا كل ما تشعرين به يا فتيحة حتى الأماكن تنكرت لنا خسارة الذكريات التي تنكرت لها تلك الأماكن ومع ذلك ربما الأماكن معذورة لنا الله يا فتيحة غاليتي وأنا أرسل إليك ألف قبلة وقبلة ويا رب تكوني دائما سعيدة ومبتهجة وبكل الخير . |
رد: ضَيّعتُ الأماكن
هذه الأماكن.. كل زاوية .. كل ركن فيها يحمل حنيناً لمشاهدَ عرضت عليه في صباه للقاءات وهمسات، لضحكات ومعاتبات شاهد على الماضي الجميل، ينتظر بلهفة عودة أبطال تلك المشاهد لا تلقي باللوم على الأماكن يا سيدتي، لا تعكسي عليها غضبك على الزمن الأماكن، أكثر وفاء من أي بشر، لكن لها ذنب واحد هو أنها إذا خُرّبت، فلا قدرة لها في إعادة بناء نفسها ينحني الإعجاب دائماً لسلطان حرفك القدير |
الساعة الآن 57 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية