![]() |
أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
أيام ع البال عندما كنا صغارا ً كنا لا نخلد للنوم حتى نحلم بالغد .. كنا في كل ليلة ننتظر طيف الغد ليمرّ بسماء أحلامنا فنمد أيادينا الصغيرة في محاولات عابثة منا لقطف نجوم الغد .. ولكن حين يبزغ فجر الصباح وبعد أن نفتح أعيننا ونميط عن أجسادنا الصغيرة لحاف الحلم نكتشف أننا كنا فقط نحلم .. وأننا لم نصل الغد ولم نقطف نجومه بعد فينتابنا الحزن .. ومع ذلك في المساء وفي كل مساء نعاود الحلم .. ذات الحلم .. الحلم بأن نكبر .. بأن نقطف نجوم الغد . كنت كل ليلة أحلم بأن أكبر .. أحلم بأن أصبح شابة جميلة وناجحة .. كنت أغرق في تفاصيل ذلك الحلم .. كيف سأكبر .. كيف سأبدو حين أكبر .. وماذا سأكون أنا حين أكبر ؟ ويكبر الحلم وأغرق في تفاصيله .. وأتوه في طرقاته وتشعباته فيصبح حلمي مهترئا ً من حجم التغييرات والتعديلات التي أجريها عليه كل ثانية فأضطرعندها للملمة الحلم في حجري وأعادة هيكلته من جديد . اليوم كبرت .. كبرت جدا ً .. كبرت خارج إطار الحلم أو الأحلام التي كنت أعدها كل ليلة في منامي .. لم يكن نفس الحلم .. لكنني كبرت .. ولم أعد أحلم بالغد بل أصبحت أحلم بالماضي .. الماضي الذي انتهيت منه .. الماضي الذي حُفرت طرقاته وشوارعه في قلبي وعقلي ولم يعد لي الحق في إعادة رسمه أو هيكلته كما كنت أفعل بذلك الحلم .. لذلك في كل ليلة أصبحت أنادي على الحلم قبل النوم وأرسم له دمعة عالقة في ظل الجفون قبل أن تغرق هي الأخرى في سبات مميت .. دمعة .. دمعتان .. دموع .. لا يهم .. فالماضي كان كبيرا ً وجميلا ً وغنيا ً يستحق أنهارا ً من الدموع وليس دمعة معلقة بين الأهداب في ظل الجفون .. ويبقى سؤال حائر بلا إجابة يجول في خاطري .. يقض مضجعي ويؤرق منامي لماذا .. لماذا لم أعش ذلك الماضي .. لماذا لم ألتفت إليه في حينها ؟ لماذا غرقت في حلم الغد وتفاصيل الغد طالما أن الغد قادم لا محالة ؟ لماذا أغفلت يومي .. نهاري .. ليلي ؟ لماذا لم أستقبل في يوم إشراقة الشمس في موعدها ولم أنتظر القمر على شرفة العمر ولم أسهر ليلة واحدة أناجي نجوم المساء؟ لماذا أفلتت من بين يديّ أول قصة حب .. لماذا أغلقت نوافذي في وجه الحبيب .. وأغلقت أذني في وجه قصائد الغزل وأشعار الحب الصادق .. الحقيقي .. الشفاف ؟ لماذا قسوت على نفسي وتجبرت وتحكمت بها وتمردت على قوانين الطبيعة والعشق ؟ لماذا لم أمض ِ يوما ً واحدا ً في قراءة قصيدة من الغزل العذري ؟ لماذا لم أمض ِ يوما في ملاطفة الورود التي كانت تتسلق بجرأة وشراسة شرفة نافذتي ؟ على ماذا كنت أنغلق في حينها وأنزوي وأنعزل طالما أن الغد آتٍ لا محالة وطالما أن اليوم تسرب من بين يديّ إلى غير رجعة ؟ هل أعود اليوم وبعد كل هذا العمرلإرتداء " المريول الأخضر " وربط الضفائر بالأشرطة البيضاء ؟ هل أعود لإنتظار صديقاتي حتى ننطلق زرافات زرافات نحو المدرسة فنطوي الأرض بأقدامنا .. ونرسل ضحكاتنا تملأ الفضاء دون أن نكترث لوجود أحد على هذه الأرض غيرنا ؟ كنا في كل يوم يجمعنا حديث مختلف .. مشاريع مختلفة .. رؤى مختلفة .. نهارات مختلفة وأمسيات مختلفة ومع هذا لم نعش تلك الأيام من أجل أن نخربش في كل ليلة حلم الغد .. الغد الذي هو آت لا محالة .. اليوم والليل غير الليل والنجوم غير النجوم والنهارات غير النهارات والصديقات ذهبن كل في طريق .. لم يعد أمامي سوى كلمات أغنيتنا التي كنا نرددها سويا ً في باحة المدرسة .. أي دمعة حزن لا لا لا .. نعم كنا ندخر الدموع للغد .. الغد الحلم .. الحلم الذي غرقنا في نقش تفاصيله .. فأتى غد آخر .. لم نره في حلمنا ليلة واحدة .. لم نره في ليلة قط .. وأي دمعة حزن لا لا لا .. |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
نعم ميساء .. كل شيء يتغير .. فينا و من حولنا . و أشياء رائعة عشناها صرنا نفتقدها .. لكننا مع ذلك نبقى متشبثين بالأمل الذي يغذي فينا روح المرح و التفاؤل ..
و.. أي دمعة حزن .... لالالا. مودتي . |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عذب هذا البوح الشجي كما الدمع ..نعم الدمع أيتها الفاضلة " ميساء" هو نهر الحزن .. حينما يشق الروح والقلب ..ليسيل القلب على الخدين يغسل ماتراكم من غبار السنين وأنات العمر ..نعم تذهب الأيام الجميلة والعمر يحلم للآتي وبالآتي وينسى راهنه أنذاك ينسى قلبه يقسو ويقسو ..وحينما تمر عجلة الأيام وتنقص من مسافة العمر والمستقبل آت لا محالة ننحن للماضي ولا نجد عزاء سوى الدموع الصديقة جميل عذب بوحك الحزين الصادق هذا المساء تحياتي |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
اقتباس:
أعتقد أننا فقدنا الكثير من الأحلام الجميلة اليوم حتى أحلامنا تخاف بل ترتجف من الخوف وأحلامنا اليوم مقيدة ولها سقف لا تتجاوزه ومع ذلك لا بد أن نحلم رشيد .. شكرا لها المرور الجميل وأي دمعة حزن لا لا لا لا :nic46: |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
اقتباس:
الله يسعد أوقاتك أخي نعم لم يبق إلا الدموع مع أننا كنا نرفض هذه الدموع شكرا لمرورك البهي وردك اللطيف ودمت بألف خير أخي :nic30: |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
[frame="5 75"] الغالية ميساء يا صاحبة البوح الشفاف بوح جميل وكلمات رائعة وقلم كتب فابدع بوح شجي ودموع انهالت على السطور وغضب البوح ملأ حرفك كم تأسرني الحروف حتى أجاري مدادك حروفك ميساء حركت المشاعر والأشجان شكراً لدفء مشاعرك ولجمال بوحك وبهاء حرفك دمت بخير[/frame] |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
اقتباس:
ما هذا المرور المبارك .. لا أصدق عيني شكرا يا غاليتي على الكلمات التي تعكس رقتك وذوقك ولطفك الله يبارك فيك يا ناهد ورمضان كريم يا غالية |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;"][cell="filter:;"][align=center]يا لطهارة أحلامنا ،،وآه من قساوة الأيام
لماذا لم يعد ذاك الذي كان في الحلم ،نكل منا كان له حلمه ،، وكل منا تساءل أين ضاع ذاك الحلم حركت مشاعر ،،وأيقظت ما أيقظت كلماتك دائما صادقة حلمي كان أن ألتقي بإنسانة فيها مواصفاتك فالتقينا تحيتي[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
اقتباس:
أيتها الجميلة قلبا وقالبا ً يشرفني جدا أنني عرفتك شكرا على مرورك العبق ودامت أيامك ندية :nic33: |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
ما أجمل أن نبحر بشواطيء ذكرياتنا في طفولتنا نستذكر اللحظات الرائعة الجميلة وحلام الطفولة أيام اماضي ... ولكن سيكون بإذن الله الغد أفضل الغد المشرق هكذا نتأمل ونأمل أن يكون وأي دمعة حزن لا لا بوح رائع يفيض روعة وجمالا عزيزتى ميساااء بارك الله فيك مودتى وورودي |
رد: أيام ع البال .. من صفحات الركن الهادىء
الغالية ميساء...
ما أجملك يا سيدتي وأنت تكشفين لنفسك أغنية "الدمعة"...و التي تبحثين عنها بعمق وتخطين بقلمك إشارات الخطوط الماضية حقا إنه قدر الإنسان أما الأحلام تبقى كما هي فهي التي تفتح لنا الأبواب من خلال تجارب الحياة قد تصفو بعض الأوقات وتبدو جميلة وسعيدة وقد تذهب ليأتي ما هو أجمل وأنسب .. وأنا أقول لك الحقيقة لا حياة من غير أحلام فهي التي تضفي الإبتسامة على قلوبنا، والنسيان نعمة ..بها نجدد ونواصل أوقاتنا الجميلة أو حياتنا الآتية و نقف من جديد من بعد هدنة واستسلام هكذا الإنسان يتغير بمراحل العمر فقانون التغييروتلاشي الأحلام لا يثبت ويبقى الحلم هو ابتسامة الماضي والحاضر والمستقبل سأظل يا ميساء أحلم ولن أبقى هكذا سأحفر في كل مكان حتى أجد من جديد ما هو أجمل من ما مضى حقا رائع هذا البوح الذي تد فق من الأعماق |
الساعة الآن 01 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية