![]() |
ماذا ينقصني ؟
ماذا ينقصني ؟
لا أدري إن لاحظ أحدكم وسط هذه الحالة من الفوضى والخراب أنني ينقصني شيء .. قبل عقود من الزمان كنتُ أعرف أن " إسرائيل " هي عدوي وعدوكم وعدو كل هذا العالم .. كنتُ لا أرى إلا دبابات الجيش الإسرائيلي على باب منزلي .. وفي الشارع .. وعلى باب المدرسة .. وطبعاً حول المسجد الأقصى .. كنت لا أعرفُ جيشاً غيره .. ولا أسمع دعاءً يخرج من الصدر بحرقة إلا عليه .. وكنت بدأت أعرف أن بلادي تم احتلالها من قبل الصهاينة الغزاة .. وشاءت الأقدار أن تدفع عائلتي بعض هذا الثمن من هذا الاحتلال البغيض فكان النفي مصير عائلتي .. كنتُ في سن صغيرة وقتها ولا أعلم أي شيء عن العالم خارج فلسطين .. كل ما أعلمه أنه يوجد أهل فلسطين .. ويوجد اليهود .. أهلي أو أهل فلسطين أو شعبي .. الجميع يحبهم .. واليهود الجميع يكرهم .. هذا كان حين كنتُ في السابعة من عمري .. لم تمضِ فترة بسيطة قد لا تتجاوز العدة شهور حتى علمت ورأيت بأم عيني أن أهل فلسطين .. أهلي وشعبي .. يوجد من يكرههم كاليهود تماماً .. وكذلك يوجد جيش غير الجيش الإسرائيلي .. وتوجد دبابات غير تلك التي تخص الصهاينة .. ويوجد خوف .. وحقد .. وقلق .. ودعاء على غير اليهود .. مضت سنة .. سنتان .. ربما أكثر .. ربما أقل .. بدأت أرى وبأم عيني أن الكراهية لشعبي الفلسطيني أخذت تتسع دائرتها وتخف تجاه ذلك العدو الصهيوني المتمرس في قلب وطني فلسطين .. وأصبحت أرى جيوشاً غير تلك الإسرائيلية .. وكذلك دبابات ومدافع وطائرات حربية غير تلك التي كانت بحوزة عدونا الأوحد إسرائيل .. وربما كانت تفوقه أيضاً .. وكانت تتسع رقعة الدعاء .. لكن ليس على اليهود .. بل ربما كانت علينا .. لم أكن أدري .. وربما كنت أدري ولا أفهم بالضبط ماذا يعني .. كنت أتابع التلفاز .. أشاهد نشرة الأخبار مضطرة .. فلم يكن في حينها فضائيات وهذا البذخ في القنوات .. وكنت أسمع كل يوم نشرة الأخبار ونفس الأخبار تتكرر كأنها لا تمرُّ عنها أشعة شمس أو هواء .. وتكرر النشرة أنَّ عدونا الأوحد إسرائيل .. إذا لماذا أخاف أن أغادر الشقة طالما أن عدونا الأوحد إسرائيل .. وإسرائيل لم تكن هنا .. ولم أكن أفهم .. وربما كنت أفهم ولكن لا أجرؤ أن أبوح .. كبرت .. في كل يوم كنت أكبر فيه كانت تطاردني اللعنة .. لعنة أني فلسطيني .. مع أن نشرة الأخبار تصرُّ على أنَّ عدونا الأوحد إسرائيل .. فلا عجب أن أكبر في وسط المتناقضات وأن أعرف شيئاً وأرى خلافه .. وأن أحس شيئاً وأخفيه في صدري .. وأن تصبح خطواتي معدودة وأنفاسي معدودة وأماني وأحلامي متقزمة .. ونشرة الأخبار هيَّ هيَّ لا تراها شمس ولا تمرُّ عنها نسمة هواء .. كبرت .. كبرت جداً واللعنة تطاردني والجيوش غير الإسرائيلية بازدياد والحروب كثر وأنا لا أجرؤ أن أغادر جلدي حتى لا أجلد .. ونشرة الأخبار تقول أنَّ عدونا الأوحد إسرائيل وفلسطين ستتحرر بإذن الله .. اليوم أنا في العقد الخمسين .. بلادي طارت من عش الوطن وهدت في حضن الصهاينة .. أرى جيوشاً لا حصر لها .. وعتاداً لا نهاية له .. وأرى الموت بألف لون ولون .. وأرى الفلسطيني لعنة تُطارد إلى يوم الدين .. ونشرة الأخبار كما هيَّ .. إسرائيل هيَّ عدونا الأوحد .. أنا خُلقت في هذه الحياة قبل خمسين أيلول منصرم .. كنت أعرف ساعتها أن لي وطن واحد .. وعدو واحد .. أما اليوم فأنا لا وطن لي .. ولكن لي ألف ألف عدو .. ولائحة من الدعاء تطول حتى تصل أطراف أصابعي وأنا لا أفهم شيئاً .. صِدقاً أنا اليوم لا أفهم شيئاً .. لكن من باب الاحتياط لا أغادر شقتي .. فهل ينقصني شي؟ |
رد: ماذا ينقصني ؟
لم يعد العدو واحد و يدعون أن الفلسطيني سبب في كثير من الأزمات التي تمر بعض بدل البلدان ... كوني فلسطينية يعطيني قوة و فخراً ، و لا أقبل أن أصبح لعنة كما يقولون ، فالفلسطيني ليس "شمّاعة" لتعليق الأخطاء عليها ... إن أراد أحدهم أن يصنع لنفسه شرفاً قال نحن فداء للفلسطيني ، وإن أخطأ أبناء جلدته قال الفلسطيني هو السبب ... أبناء عروبتنا يا سيدتي أوصلونا لهذه الحــال ... لكن " الفلسطيني كبير " بالعاميّــة وسيتغلب على كل الصعاب.... ودي ووردي لك عزيزتي |
رد: ماذا ينقصني ؟
[align=justify]
الفلسطينية مع سبق الإصرار والتصميم أستاذة ميساء تحياتي [/align]فلسطين كانت ولم تزل وستبقى هي الميزان التي نزن من خلالها الأمور وصدق من كذب الإدعاءات بالوطنية والنزاهة. حكاية تحميل الفلسطيني تبعات كل شيء وشيطنته وجعله شماعة يعلقون عليها الأخطاء، ليس جديداً يا عزيزتي.. سمعنا كثيراً عن االلؤم الفلسطيني والذي كنت كتبت عنه مرة وتشويه قضيته للتنصل من تبعاتها ( فبركة حكاية بيع أرضه لليهود مثالاً ) وعن شيطنة الفلسطيني وعن الرغبة الجارفة لدى البعض برميه في البحر والتخلص منه!! المعادلة بسيطة من باع وخان يشوه الفلسطيني ( حسني مبارك مثالاً ) ويطلق حملات خفية لتشويه صورته ويصادق العدو الصهيوني سراً ( بقية الأربعين حرامي مثالاً ) ويعلن في نشرة الأخبار أنه عدوه الأوحد. هناك أيضاً من تاجر بالفلسطيني وقضيته بينما كان فعلياً على النقيض! أيتام على مآدب اللآم والخونة وسعي الدائرة وانظري كيف كان يُنظر للعراقي قبل احتلال وطنه وكيف ينظر له ويعامل اليوم انظري كيف كان السوري وكيف يتم التعامل مع اللاجئين منهم اليوم ( مخيم الزعتري ومصر السيسي مثالاً ) ولكن.. أنا ضمير الأمة .. أنا فلسطينية وأفتخر ........................................... تقبلي عميق تقديري |
رد: ماذا ينقصني ؟
ينقصنا اجواء من الإنسانية ،تزين حياتنا ،لنبتسم ،،ونكون !!!
ليست حكاية الفلسطيني هي الوحيدة ،، بل تولد عنها حكايات وحكايات سنظل نأوي بافكارنا إلى ركن خاص بذاكرتنا نُقلب فيه أيامنا بحضن الوطن الذي اتسعت فيه رقعة اللجوء والنزوح لا تتساءلي كثيرا أيتها الغريدة ،،غردي ماشاء لك أن تغردي ،،عن حنين لاينضب ولا تتساءلي لماذا أبدا لا جواب تحيتي |
رد: ماذا ينقصني ؟
تساؤل في محله.. ولكن تأكدي أنه لا يكره الفلسطيني الا غير الشريف عدو فلسطين.. انا افهم الامور بهذه البساطة..!
شكرا لك استاذة ميساء.. هلا |
رد: ماذا ينقصني ؟
أما اليوم فأنا لا وطن لي .. ولكن لي ألف ألف عدو ..
مادامت فلسطين هي أهم الأوطان وأقدسها..فلا عجب ألا تُذكر السويد أو الدنمارك !!!!شكرا لك أستاذة ميساء..لن نكون أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم ..ولكني فلسطيني الوجدان !!! |
رد: ماذا ينقصني ؟
يحق للفلسطيني أن يفتخر بانتمائه هذا ..
فما كثرة الأعداء إلا دليل على سمو هذا الوطن ورقي ابنائه .. ويحق لي أن أفتخر بانتمائي الوجداني والعاطفي للأرض المباركة .. ميساء المقدسية .. تحية ملؤها الأمل والمحبة .. |
رد: ماذا ينقصني ؟
إن من يتأمل حال البلدان العربية المستقرة أو المشتعلة لايمكن إلا أن يخرج باستنتاج أن ماينقصها كثير على مستوى الإنسان لا على مستوى خيرات وجغرافيا البلد.
قضية فلسطين والهوية الفلسطينية مرآة تعكس بعضا من التخبط الذي يعيشه الوطن العربي. تحيتي لك أستاذة ميساء وأسعد الله أوقاتك. |
رد: ماذا ينقصني ؟
الاخت ميساء كلنا ينقصنا (وطن)... نحن نعيش في أوطاننا نزلاء... ممكن يطردوننا في أي وقت يريدون... صار الوطن العربي كلّه فلسطين... ومن لم يعترف بفلسطين ليس له وطن... أصبري أخيتي ستحاربهم الجبال والانهار والزرع والشجر،رغم كثرة الاعداء... تحياتي ومساندتي لشعبي في فلسطين سلمان الراجحي |
رد: ماذا ينقصني ؟
غاليتي فاطمة
لن يكون لعنة أبداً ولن يأتي ذلك اليوم الذي يعتبرونه لعنة هي الحياة ضاقت علينا وضاقت بنا ولكن لا بد أن تفرج والفلسطيني يبقى قدها وقدود والفرج آت بإذن الله |
رد: ماذا ينقصني ؟
غاليتي الأستاذة هدى
مساء الورد وأهلا بك دائماً هي المشكلة بدلا من أن نواجهها ننكل بها كاليتيم الكل يتهرب من ثقله مع أنه لا ذنب له ولكن نحن ذنبنا في رقاب الكثيرين وسعنا الدائرة أو ضيقناها كانت البداية من عندنا واتسعت رقعتها وأصبح الحال لا يسرُّ عدو أو حبيب ونقول ونعلنها على الملأ لسنا كبش الفداء ولكن المشكلة في حالات الضعف نقوى على بعضنا ونقف عاجزين أمام أي حل جذري والخيام في ازدياد .. واللجوء في ازدياد .. والعنف والقهر والتنكيل ولم يعد أحد يتكلم فيما مضى أو فيما سيأتي بل بقيت المشكلة هي الخيمة شكرا لك غاليتي على طيب الحضور والردود ودمت بألف خير وسعادة |
رد: ماذا ينقصني ؟
وهي كذلك يا عروبة المشكلة تكبر وتتسع
وتتفتح أبواب لا يمكن إغلاقها نحن نغض الطرف على أمل أن تحل المشكلة لوحدها والأمور تأخذ بالسوء أكثر فأكثر والله ينجينا من الآت ويحمي أوطاننا يا رب شكرا لك غاليتي دائما |
رد: ماذا ينقصني ؟
غاليتي هلا عكاري
أهلا بك ونعم يا صديقتي فلن يكره الفلسطيني عربي أخ له من ذات القلب وذات الوطن شكرا لك ودمت بألف خير |
رد: ماذا ينقصني ؟
اخي العزيز وشاعرنا الرائع أ. محمد
فلسطيني واشهد وهكذا يجب أن نكون كلنا أخوة أشقاء ننتمي لهذا الوطن العربي الصامد على حافة الجراح شكرا لك اخي ودمت بألف خير . |
رد: ماذا ينقصني ؟
أهلا بك أخي رشيد
وأنت فلسطيني آخر ولك في فلسطين ما لي وهي مسؤولة منك كما مني شكرا لك أيها العربي المغربي الأصيل ودمت بألف خير . |
رد: ماذا ينقصني ؟
أهلا بك غاليتي نصيرة
ونعم صدقت ينقصنا الكثير وأهم شيء ينقصنا الوعي والإدراك وإلا فلم كل هذا التخبط شكرا لك صديقتي الغالية ودومي . |
رد: ماذا ينقصني ؟
أهلا بك أخي سلمان
ومساء الورد نعم أخي صدقت فهذا الوطن العربي كله أصبح فلسطين وكل من فيه فلسطينيون لذلك ينقصنا الكثير لأنه بات واضحا أننا خسرنا الكثير شكرا لك أخي الرائع دوما ودمت بخير |
الساعة الآن 26 : 07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية