![]() |
وطني في كلمات
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;"][cell="filter:;"][align=center] [align=center][table1="width:95%;background-color:seagreen;"][cell="filter:;"][align=center] وطني في كلمات مهداة إلى الصديقة الغالية لوتس صوالحة من مدونة ركب الفرسان. بوحي في هذا الصباح جاء ردا ً على استفسار من الأخت الحبيبة لوتس صوالحة من مدونة ركب الفرسان .. وكان تعليقها الكريم : " الغالية الاستاذة ميساء مساء الخير . شكرا على هذا الادراج النبيل . ولكن اسمحي لي ان اسأل ماذا يعني الوطن . اهو الهوية او جواز السفر … اهو الاهل والاصدقاء والتراب الذي سرنا فوقه … ام هو المكان الذي تنجذب له الروح . دمت بكل الخير " سؤالك هذا يا لوتس فتح مسامات القريحة في خلايا مخيلتي وفتح ألبوم الذكريات على مصراعيه .. الوطن لي يعني كما يعني لطفلة صغيرة .. حفنة من الذكريات تودعها في قلبها الصغير .. تختلس النظرات إليها في لحظات السنا حتى تستنطق حلما ً استهلك منذ آلاف السنين وتحلفه بالله أن يعيد الحكاية بعد أن استهلك شريط الذكريات . صغيرة كنت لا أتجاوز الرابعة من عمري أو أقل ربما .. أصحو على همسات ناعمة تأتيني من غرفة الضيوف .. أعلم أنها همسات أمي وأبي لحظة يحتسيان قهوة الصباح .. أركض إليهما وأنا نصف مغمضة عيني وأجلس على أقرب أريكة هناك وأستمع لأحاديث الصباح وعندما ينتهيان من احتساء قهوتهما الصباحية يغادر أبي إلى عمله وتعود أمي لمتابعة أعمال المنزل وأنا في تلك الأثناء أحضر قطعة من الخبز أغمس فيها بقايا القهوة في فنجانيهما ثم أركض ثانية إلى سريرهما الخالي وأستلقي فيه وأتدثر بغطائهما .. كنت أريد أن أمتص كل قطرة من حنانهما ..وعندما يحين موعد استيقاظ اقراني وهم كثر نذهب لإحضار صحون الحمص لتناول وجبة الإفطار الجماعية وأعترف أن صحن الحمص الذي كنت أحمله نادرا ً ما كان يصل البيت سالما ً فقد كنت شقية جدا ً ولا أنفك عن المشاكسة والإشتباك مع أولاد الحي الذين كانوا يدركون هذه الشقاوة وكيف تحل عليهم كلعنة من السماء . ثم أتوجه أنا وأقراني إلى اللعب في ساحات الحرم حيث كنا نسكن بجواره وكنا نختبىء داخل أقبيته ونصعد درجاته الطويلة مئات المرات دون كلل أو تعب ثم نأخذ بالتجوال في ساحاته بين تلك الأشجار الجميلة ثم نقف ببراءة الأطفال نشاكس أفواج اليهود والسائحين المارين من هناك وأحيانا كنت أنتظر في باحة المنزل حتى يمر أحد السكناج كما كنا نسميهم وهم عصبة من اليهود المتطرفين والمتشددين ( الشكناز ) وعندما يمر أحدهم أركض تجاهه وأشد سالفه _ لهم سالفان طويلان _ ويأخذ هو بدوره الهرب مني .. لم أكن أعرف الخوف يومها .. ولم أكن أظن أنني أودع تلك الأيام الجميلة إلى غير رجعة . تركت أقراني وساحات الحرم ولواوينه ومشاكسة السكناج ورحلت من وطن هو أمي التي حملتني في رحمها وتمخضت بيّ وأنجبتني وأرضعتني من ثديها كل الحروف .. ثم رحلت عنوة عنها وعني .. هل كنت أحمل جواز سفر في حينها .. هوية .. ورقة ثبوتية ؟ لا أظن .. كل ما كنت أحمله قطرات الحليب التي أرضعتني في يوم وما زالت تسري في روحي ودمي وألبوم الصور وكلمات هي لهجتي التي ما كنت أظنها غريبة حتى قدمت للبائع في يوم ما وقلت له بلهجتي " أديني مسكة " فلم يفهم علي ّ وكان يجب علي ّ أن أقول له : أريد شراء العلكة .. بدأت أشعر أن لهجتي غريبة ورفاقي غرباء والشوارع غريبة وأنني لو درت حول هذه الشوارع ألف مرة بالنهار والليل لن أصل لتلك الشوارع أبدا ً . تأقلمت مع الوضع الجديد وأخذت أحب الأماكن الجديدة وصار لي فيها أركان أحبها .. أحن إليها .. افتقدها ..وكم بكيت بمرارة حين حملت حقيبتي وغادرت .. كم مرة غادرت لا أعلم ؟ كل ما أعلمه أنني أحب أماكن هي تحبني وتشتاق إلي ولكن هل هي وطني ؟ هنا أتاني سؤالك يا لوتس كالغيث فوجدت أن حضن الوطن كبير جدا ً يشمل أسئلتك مجتمعة وأن ألبوم صوري بلغت عدد صفحاته صفحات عمري وأن لي في كل قطر ركن أحبه وأشتاقه وأدعوه ليشاركني الحلم ذات مساء .. ولكن يبقى حضن أمي هو وطني الذي أنجبني وعلمني كيف ألفظ اسمه ..كيف ألفظ الحروف .. كيف أغمس فنجان قهوة أمي وأبي بكسرة الخبز واستلقي في فراشهم .. كيف أشاكس أولاد الحي وأنتف سالف أولاد السكناج .. كيف أنام كل ليلة مطمئنة لا أحلم إلا بالمشاكسة واللهو . غاليتي لوتس .. "بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطواني " "كل قلوب الناس جنسيتي فلتسقطوا عني جواز السفر " الوطن هو يا غاليتي جواز السفر والهوية واللهجة والتراث وهو الأهل والأصدقاء والتراب الذي سرنا فوقه وهو المكان الذي تنجذب إليه الروح .. كلها مجتمعة يا لوتس تعني لي ولك وللجميع الوطن . شكرا ً يا صديقني على تعليقك الذي أتاح لي فرصة البوح وأتمنى أني لم أطل عليك وعلى جميع الأحبة ودمت يا لوتس صديقة غالية ورفيقة المداد وأنيسة الوجع . صديقتك ميساء [/align][/cell][/table1][/align] [/align][/cell][/table1][/align] [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: وطني في كلمات
تظل تلك الصور تأبى أن تمحى في ذاكرتك ووجدانك أستاذة ميساء وقد نتساءل كم من فلسطيني مثلك وإن قلت
كل قلوب الناس جنسيتي فلتسقطوا عني جواز السفر فإني أقول ليس لأحد أن سقط حق العدة لكل من تجري في عروقه دماء فلسطينية.. تحياتي لك |
رد: وطني في كلمات
ولكن يبقى حضن أمي هو وطني الذي أنجبني وعلمني كيف ألفظ اسمه ..كيف ألفظ الحروف .. كيف أغمس فنجان قهوة أمي وأبي بكسرة الخبز واستلقي في فراشهم .. كيف أشاكس أولاد الحي وأنتف سالف أولاد السكناج .. كيف أنام كل ليلة مطمئنة لا أحلم إلا بالمشاكسة واللهو
ولن يسقط حق العودة لهذا الحضن الدافئ،وان فتحت كل بلاد العالم حدودها لجوازات سفركم |
رد: وطني في كلمات
اقتباس:
نعم نصيرة كل من كتب عليه الشتات في بلاد الله سيقول هذا الكلام ولكن هل من مستجيب ؟ اتمنى لك كل السعادة والهناء يا نصيرة |
رد: وطني في كلمات
اقتباس:
نعم يا غاليتي حق العودة لن يسقط طالما في نفس فلسطيني واحد شكرا غاليتي على مرورك البهي وتعليقك الجميل ودمت لنا بكل السعادة والهناء :nic24: |
رد: وطني في كلمات
الأديبة القديرة ميساء البشيتي وطني هو أرض أمي التي حملتني في أرحامها فكانت بحري و سمائي و عطري و هوائي أستنشق عبيرها و فيه كل ألوان الورد و حديث المساء الهامس و براءة الطفولة الحالمة بين أوراق الشجر و تحت أشعة الشمس الدافئة و طني تحمله فراشة تتنقل بين زهرة و أخرى تعشقه كلمات لها رفيف الروح في القلب و معاني الوفاء في الوجدان وطني سكن الفؤاد مني عانق الروح فكان الحب نهرا و بحرا و سماء شكل أرضي و بين أحضانها غفا وطني السليب هو أنا عندما أفقد كرامتي و هويتي و أنتمي إلى حزب الضعفاء ....... |
رد: وطني في كلمات
اقتباس:
شكرا استاذة منجية لأنك أخرجت هذه الخاطرة لسطح الوجود هي خاطرة غالية على قلبي جدا ولي معها ذكريات جميلة شكرا لقرائتك العميقة وردك الرائع من منا لا يحمل بقلبه وطن يبكي ؟ حتى من كان هناك تحت أقبية الوطن يسمع بكاء الوطن كل ليلة الوطن يبكي المحتل ويبكي ظلم ذوي القربى .. ظلم أبنائه له .. يبكي هجرهم له والتهديد بتركه في كل لحظة .. أنظري إلى جميع أوطاننا هي مهددة في كل لحظة بالهجر .. ألا يبكي الوطن ؟ شكرا أستاذة منجية لمرورك العذب وكل عام وأنت ووطنك الغالي بألف خير . |
رد: وطني في كلمات
[read] الوطن عزيزتي ميساء كلمة تفوق الوصف الوطن هو ميلاد الآباء والأجداد هو المكان الذي نلجأ إليه لنحتمي به هو إحساس في القلب و في الواقع الوطن هو الانتماء والهوية عندما يضيع الوطن تضيع الذات والهوية هو الحنين الذي لايشبع الا في اجوائه والامان. الوطن هو الذي حُرمنا منه ولكن نطلب من الله أن نراه قبل موتنا شكراً لك ياغالية موضوعك جعلني أفكر في طرح موضوع جميل عن الوطن دمت بافكارك النيرة ودام لنا الوطن [/read] |
الساعة الآن 42 : 03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية