![]() |
اللاشيء !
اللاشيء
اللاشيء مرة أخرى .. أنا لم أدع اللاشيء إلى موائدي .. لم أوجه إليه أية دعوة صباحية كانت أم مسائية .. هو من طرق الباب ثم جلس دون استئذان إلى مائدة ذلك الصباح .. أنا لم أحدثه .. هو يقول إن قلبي حدثه .. وأن عينيَّ أسرَّت إليه .. وأن ابتسامتي التي أجهل زمان ومكان ولادتها أغدقت عليه الفرح والأمل والحياة .. وأنه كان كل ليلة يرسم ضحكاتي على وسادة عمره .. وكان يذيب صوتي في فنجان قهوته .. لذا أنا لم أشعر معه بأية غربة .. لم أشعر أني غريبة عنه .. أو هو عني غريب .. صوتي كان يخرج من أعماقه ويحدثني بكل ما أشتهي .. أنا كلي كنت أخرج من أعماقه .. كنتُ أراني كل الوقت في داخله .. كان يخيل إليَّ أنني أخرج منه مع كل زفير .. ثم أعود إليه مجدداً مع أول عملية شهيق .. كنت متغلغلة في أعماقه حد الامتزاج .. حتى بات من الصعب جداً أن أعرف أهذا أنا .. أم هو اللاشيء ؟ اليوم يجلس اللاشيء قبالتي .. لكنه غريب عني .. هل تغير اللاشيء .. أم أنه أنا لم أعد أنا .. أنا لست أنا ؟ لم أعد أراني أنتشر على وسادة عمره وأذوب في فنجان قهوته .. ولم أعد أتأرجح كغيمة حبلى بالمطر في أثير شهيقه وزفيره .. لكنه يجلس على موائد قلبي .. لماذا ؟ هنا يبقى يراوح مكانه السؤال .. لماذا يجلس اللاشيء على موائد قلبي ويحدثني بعينيه ويقدم إليَّ قهوته ويصرُّ على أنه يشربها فقط من عينيِّ .. لماذا يجلس اللاشيء قبالتي طالما الأفق أمامه ممتداً .. واسعاً .. جلياً .. ومزدهراً .. لماذا يبحر في فنجان قهوتي وهو يعرف كيف يبحر في الأفق القريب وكيف يواعد الشمس من خلفي وكيف يمد كفيّه لمصافحة القمر بحرارة وكيف يهمس لعصفورة الجوار أنه يعشق تغريدها على شرفات الفجر وما بعد الفجر .. فلماذا يجلس اللاشيء على مائدتي .. ولماذا ينتظر مني أن أقول له أنني لا أزال متغلغلة فيه .. ولا يمكنني من أنفاسه أن أنسحب ؟ |
رد: اللاشيء !
عوداً ميموناً يا آنستي القديرة، كم افتقدك ركن الخاطرة زمناً! أظن أن كل من ستقع عينه على العنوان، سيتذكر خاطرة (حدوث اللاشيء) للآنسة نصيرة، ولكني بعد قراءة خاطرتك أدركت أن هنا (لاشيء) مختلفاً، من نوع آخر (لاشيء) أقرب إلى أن يكون طيفاً باهتاً، أو ذكرى مشوشة... يجلس قبالتك ويفرض عليك حضوره الآسر مثبتاً لك أنه ليس بـ (لاشيء) كما تنعتينه، هو دفق صور متلاحقة صممت على أن تتجاوزي طريقه وتمضي في طريق آخر... وهو زاد عناداً على أن يلاحقك ويعاتبك! ويجيب أسئلتك بسؤال: لماذا ألبسته لبوس اللاشيء؟ ألا يكفي أن كل الصور السعيدة وحتى الحزينة التي يختزنها في جوفه تنبض بالحياة التي ترتسم على سنين عمرك؟ ألا تشفع له هذه الحيوية لتعيديه في حياتك (الشيء)؟ ولا أقول (شيئاً).. فهو ليس نكرة في حياتك، ولام التعريف هنا للعهد الذي تحفظينه في ذاكرتك جيداً أعيدي (الشيء) إلى حياتك آنستي، وتدريجياً سيستعيد معك ملامحه وتقاسيمه التي غطاها غبار الزمن الصعب اشتقت لإبداعك وسلطان حرفك، فلا تطيلي الغياب آنستي، ولك مني كل الإعجاب والتقدير |
رد: اللاشيء !
اقتباس:
يا ابني محمد هلكتني هههههه خالتك الأستاذة ميساء كل ما ردت عليك تقول لك : " يا ابني " وكل شوي تقول لها يا انستي أي والله الصبية اللي عندها أفهم مني وقلمها أجمل بكثير ههههه أو أنا أعتذر إن كان ردي الأول الغير مباشر لك كان بهذا الأسلوب وثانيا بالنسبة للخاطرة فهي محلقة نحو حنايا المشاعر / أعتقد بأن مشاعرنا لا تسكننا بدليل عدم قدرتنا على السيطرة عليها . تحية تقدير لسيدتي الأستاذة ميساء وتحية إليك أخي محمد سعيد سوف أكون من قراءك / افرح يا عم :) |
رد: اللاشيء !
[align=justify]ما أسعد حظ هذا اللاشيء .. وما أجمله من بوح ينتشي له القلب و الروح معا ، رغم ما حواه من عتاب مبطن ..
ميساء .. في كل خواطرك ، ترسمين أبهى اللوحات وترصعيها بلازمة تتكرر مع انسياب الحروف لتذيلي بها نصك فيبدو متوهجا كما بدأ . أجمل التحايا لإبداعك و أغلى الورود تعبيرا عن إعجابي و مودتي .[/align] |
رد: اللاشيء !
لو كان لاشيئا لما كتبت هذا النص الباذخ ميساء
شكرا للصدف التي قادتنى هنا أرى أنا بين أحرف اللاشيء معاني كثيرة يلزمها وقت وعبقرية متأمل حتى يفك طلاسم الشيء بل الأشياء محبتي وتقديري ميساء |
رد: اللاشيء !
اقتباس:
بعد إذن محمد سعيد فقد اضطررت للرد على أخينا رأفت قبلك ابني سعيد وسأعود إليك ابني في الحال أستاذ رأفت ألا تكف عن المزاح ؟ قد لا يعرف سعيد أنك تمزح وللعلم سعيد ابني العم رأفت رجل يتمتع بذائقة أدبية راقية وكذلك خفة ظل متميزة وأنا متأكدة أنكما ستصبحان أصدقاء جداً المهم ما الذي يحيرك يا أخي رأفت في كلمة آنستي .. في دولة سوريا الشقيقة يقولون للأستاذة آنسة .. في البحرين يقولون معلمة .. في الأردن يقولون "مس " هل عرفت سر آنستي .." طبعاً إذا كان لدى سعيد رأي آخر فأنا لا أصادر حقه بالرد وبالنسبة لردك اللطيف أخي رأفت فأنت دائماً مذوق ورقيق ولطيف وأسعد دوماً بحضورك الكريم على متصفحي ويا هلا .. :nic35: |
رد: اللاشيء !
أعود سريعاً لأضع توضيحاً مهماً وهو أننا يا "آنستي" سبقنا توقعاتك وأصبحنا أصدقاء أنا والأستاذ رأفت فقد حدث "مرة واحدة" أن أكرمني الأستاذ رأفت بتعليق جميل عزيز على قلبي في خاطرتي "حكاية حلم" ويبدو أنه ندم بعدها ولم يعدها ههههههههه سنرى ما إذا كان سيبر بوعده هذه المرة "وهفرح يا عم بس مستنيك أما نشوف المية تكدب الغطاس" وأنا عندما أخاطبك بـ "آنستي فهي تشمل كل المعاني التي ذكرتها وكل المعاني التي تليق بك أستاذةً ومربيةً وصديقةً... وسأحتفظ بحق الرد عليك أستاذي العزيز قريباً جداً مما يعني أني سأتحين الفرص وأتصيد هناتك في الكلام حتى أجد نافذةً أمازحك من خلالها فيرجى أخذ العلم هههههههههه |
رد: اللاشيء !
اقتباس:
أحقد على الظروف التي تفرقنا ولكن بالنهاية لا نستطيع التواجد في مكانين في نفس الوقت لذلك اتـمنى لك ابني كل النجاح والتوفيق وأن تعود إلينا مكللا بالنجاح والسعادة والرضا . هذا اللاشيء متعب ابني سعيد واحترت في وصفه .. لا أستطيع وصفه بالشيء لأنه غير موجود ولا أستطيع أن أصفه باللاشيء لأنه متربع في كل التفاصيل أحياناً أشعر أن الإنسان يفقد الكثير بعناده ومع ذلك يبقى العناد صفة لا نستطيع التخلص منها .. لا تتعب قلبك ابني سعيد كل شيء على ما يرام المهم الآن أن نطمئن على دروسك وامتحاناتك وبالتوفيق ابني الغالي |
رد: اللاشيء !
اقتباس:
الله يبارك فيك اخي ويسعد أوقاتك دمت لنا بكل الخير اخي |
رد: اللاشيء !
اقتباس:
لا بد من أن نجلس سوياً أنا وأنت لنبحث في أمر هذا اللاشيء الذي ينتزع صفو حياتنا ويسنزف جميع طاقتنا وحين نحاول أن نقبض عليه متلبساً لا نجد إلا الفراغ أين هو هذا اللاشيء ؟؟؟ غاليتي الله يسعد أوقاتك كما أسعدتيني بهذا الحضور الغالي . |
الساعة الآن 44 : 06 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية