منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   فيض الخاطر على أنغام البوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=529)
-   -   أعواد الحطب . (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23041)

ميساء البشيتي 06 / 06 / 2012 00 : 07 PM

أعواد الحطب .
 
أعواد الحطب
بعد أن قطع الليل ثلثي المسافة بيني وبينك .. وبعد أن بزغت أنوار الفجر بعد طول غياب لها عن فنائنا .. تحسست النهار بكفين متعبتين وتلمست جسداً كنت أودعته سرير المساء فما وجدته غير عود جاف من الحطب .. لا يسبقه ظله .. ولا ينتظره .. كقصيدة انتحرت قوافيها على بياض الورق ..
وأنت تحاول أن ترفع غمامة الليل عن عينيك .. تحاول أن تستقبل معي ذلك الصباح .. أنظر إليك من خلف الستار فأجدك عوداً جافاً يشبهني تماماً كما تتشابه فيما بينها أعواد الحطب .
كنتَ تشبهني حين كنتُ أنا وأنت لا نزال أحياء في ممالك العشق .. حين احتلنا الليل ذات ليل غابر كنتَ أنتَ في حينها ممتلئاً بالحياة .. كانت أوراقك يانعة خضراء .. تنبعث منها رائحة المطر ..
ليل واحد لم يكتمل .. ليل واحد تجرعنا كأس ظلامه معاً .. ثم جف عودك بعدها وجف عودي وأصبحنا أعواداً جافة تحلم برشقة سخية من رشقات المطر ..
من أين لي بالمطر يا توأم روحي .. من أين لي بالمطر ؟
أمطرتُ على قلبك قبل ذلك الليل الكثير .. وأسقيتك من نبع عينيِّ الكثير .. كنت أظن أن مطري كحبك لن ينفد .. وأن مطري يُبقي قلبك ريان ويبقى قلبي فيك منتعش ..
كيف جف ماؤك وأنا التي وهبتك إياه عن طيب خاطر ؟
كيف جف عودك وأنا التي كنت كل صباح ومساء أغازل غيمات المطر وأخطب ودها .. وبعد أن أستميلها إلى قلبي تأتينني صاغرة فأحملها بين كفيِّ طائعة وأرشقها مع دموع الورد إلى نوافذك فيرتجف صباحك بين يديَ .. وينتعش قلبك .. وبك أنتعش ..
و لم تكن لتقول لي يومها كفى !
اليوم أنا وأنتَ وبقايا هذا الليل بلا مطر ..
أنا وأنتَ أعواد جافة لا تقوى على فتح ستائر الصباح .. غاب المطر من سمائنا وغابت معه آخر قطرات الندى التي كانت تغلف قلبي في كل ربيع ألتقيك فيه .. لم تُبقِ لي إلا أشعاراً جافة .. وقرص شمس يحتل النهار ويهدد بحرق جميع حبات المطر ..
كيف أمدَّ إليك يدي وأنا عود جاف ليس في أعماقه رائحة المطر.
كيف أمدُّ إليك يدي .. وما أنا وأنتَ إلا أعواد من الحطب ؟

فاطمة البشر 08 / 06 / 2012 51 : 07 PM

رد: أعواد الحطب .
 

ونحن الذين نظن أن زهرة العشق لن تذبل ،
وأن شمس الحب لن تغرب !
ننسى في أيام نشوتنا أن لكل شيء نهاية ،
وعندما نصبح كأعواد الحطب نلعن الزمان ونسأل لماذا ...
كم أحببت خاطرتك الرائعة "أ. ميساء البشيتي "
دمتِ بكل الحب والصفاء
ودي ووردي


نصيرة تختوخ 08 / 06 / 2012 15 : 09 PM

رد: أعواد الحطب .
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]العزاء أن الليل وإن طال ينجلي. وأن الفجر يأتي بالأمـل. تقتل الأيام أشياء وأشياء لكن بعضها يستطيع نفض ترابه والنهوض مجددا للمشي نحو الأمام ومناشدة الأمل.
تظلين دوما قادرة على خلق الجديد والتعمق في اللحظات الإنسانية.
لك تحيتي و تقديري أستاذة ميساء.[/align]
[/cell][/table1][/align]

علاء زايد فارس 08 / 06 / 2012 51 : 11 PM

رد: أعواد الحطب .
 
نص جميل ومنطقي جدا
حينما يكون العطاء من طرف واحد
ويستمر كذلك
فقد يصيبه الجفاف والإحباط فيجف ويصبح كعود الحطب!
ولكن ذلك لا يعني النهاية، فأعواد الحطب البشرية قادرة على التجدد إن أرادت ذلك...

الأديبة الغالية ميساء البشيتي
قلمك رائع وخصب دائما بخضرة الإبداع
احترامي وتقديري الدائم لك

ميساء البشيتي 14 / 06 / 2012 52 : 02 PM

رد: أعواد الحطب .
 
غاليتي فاطمة البشر
كل شيء له بداية له نهاية
لكن أحياناً النهايات تكون سريعة وقريبة جدا لدرجة أنها تأكل معها البدايات
ومع ذلك دائما هناك بدايات جديدة لكن نحتاج بعض الوقت لترميم الجراح
شكرا لك غاليتي وأسعدني مرورك جدا

ميساء البشيتي 14 / 06 / 2012 53 : 02 PM

رد: أعواد الحطب .
 
غاليتي نصيرة
يجب ألا نفقد الأمل والغيوم لا تمكث في السماء طويلا
لكن هو الضجر من طول الانتظار
شكرا لحضورك المبهج غاليتي ودمت بحب

ميساء البشيتي 14 / 06 / 2012 54 : 02 PM

رد: أعواد الحطب .
 
العزيز الغالي علاء
طبعا علا كل شيء من طرف واحد يكون ناقصا
الأمور حتى تكتمل تحتاج طرفين
لذلك طرف واحد لا يلبث أن يجف سريعا
شكرا لحضورك العذب ابني ووفقك الله

نوره الدوسري 21 / 06 / 2012 11 : 07 AM

رد: أعواد الحطب .
 
استاذتنا الفاضلة // ميساء البشيتي

اعواد الحطب هكذا كانت النهاية بعد بدايات مفعمة بالعطاء والاخضرار

جفت لان العطاء انتهى فذوى العود وجف الحطب

استاذتنا الفاضلة //

ما بين البداية والنهاية مسافات قد تطول وتقصر

تتوقف على مدى ما منحناه لها

والعطاء عادة لا يكتمل الا بالمقابل من كلا الطرفين

وان حدث نقص او توقف او عطاء بما لايوازي فالجفاف قادم لامحالة

استاذتنا الفاضلة // ميساء البشيتي

اشتقت لحرفك فجئت لانهل واستزيد بشي من مدادك

واقف على جال بحرك النثري الكبير

فطاب صباحك

رائعة

تقديري

نورة الدوسري

ميساء البشيتي 03 / 07 / 2012 30 : 02 PM

رد: أعواد الحطب .
 
الغالية نورة الدوسري هنا
يا مرحبا .. يا مرحبا
وأنا اشتقت لك يا غالية جداً
تبعدنا المسافات لكن لا بد للشوق أن يرسم لنا محطة للقاء آخر
غاليتي ..
نجف نحن كأعواد الحطب
حينما لا ينهمر الحب من القلوب تجف وتتيبس وتصبح كأعواد الحطب
نحن لا نأبه .. لأننا نظن أن القلوب لا تجف أبداً ونمعن النظر في هذا الاتجاه
نكتشف لاحقاً حيث لا ينفع الندم أنها جفت كأعواد الحطب ..
غاليتي خاطرتي أزهرت وأثمرت وأصبحت ريانة بحضورك العذب
شكرا لك على هذا الحضور الذي أشتاقه جدا وينعش قلبي وخواطري
بوركت أينما حللت وبورك هذا الحضور المميز .

Arouba Shankan 03 / 07 / 2012 55 : 05 PM

رد: أعواد الحطب .
 
أبحث عن تعليق ،فلا أجد كلما مررت ،أقرأ لٍأُعلق
لا أجد سوى أعواد حطب اريد لليأس أن يحترق ،وللشمس أن تبتسم
ولحبورك أن يتقد
ربما لن يأتي ربيع ،لكن موسم الخريف أجمل ،وخطا الشتاء أنشط

يبقى عطاوك سخي كما المطر ،بعنفوان هطوله ،تعلمين التضحية ،ولا يستوعب
ربما مشيئة القدر

عودي لطلتك المتفائلة ،ليضحك صيف الضجر
تحيتي


الساعة الآن 40 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية