![]() |
رثاء أمي .
رثاء أمي
عام مرَّ وأنا أهرب من نفسي .. أخاف أن أواجهها كي لا أثبّت حقيقة ثابتة وهي أن الموت حق .. وأن الموت استطاع أن يخطفك مني . عام كامل وأنا أهزُّ رأسي موافقة على أن الموت حق .. وحين أخلو إلى نفسي لا تستقر هذه الحقيقة المطلقة في أعماقي ثانية واحدة . أنا لا أستعجل فكرة أن أتقبل أنك لست بيننا الآن .. وأنك لن تكوني في استقبالي حين العودة .. وأنني أدخر إليك كماً من الأحاديث يكاد ينفجر في قلبي ويندلق من بين ضلوعي . حتى هذه اللحظة يا أمي وأنا أكتب إليك هذه الحروف وأنا ممتلئة بالشجاعة والإيمان أتخيل أنك ستقرئين هذه الحروف وكأنها كتبت لآخر لا يعنيني ولا يعنيك فالحقائق يا أم تحتاج زمناً حتى تتغلغل فينا وتصبح جزءاً لا يتجزأ منا .. جزءاً راسخاً فينا .. ركناً موجوداً في أركان حياتنا لا يمكن تجاهله .. أو تجاوزه .. لا أعلم إلى متى سيتم هذا الهروب ولكني لا أستعجل انتهاءه ولا أرغب بوضع النقطة الأخيرة في صفحته .. لذلك كما قلت إليك يا أم أنا أراك الآن بين السطور تقرئين وتقرئين وترتسم علامات الدهشة على محياك الرقيق . راهنتُ طِوال العمر أنك قوية وأنك هزمت الحروب جميعها وهزمت الانكسارات التي مرت فيها حياتنا وكنت دائماً المنتصرة الوحيدة .. لم تذعني لهموم التشرد ولم تثنك هموم الغربة ولم تحاصرك الأوجاع التي كانت تطال جسدك الغض وتتعاقب عليه كتعاقب الفصول الأربعة أو حتى كتعاقب الليل والنهار .. لم أعهدك إلا قوية .. لم أتذكر لحظة ضعف واحدة لك حتى أنني أخجل إن ضعفت يوماً وظهر إليك ضعفي جلياً .. وكما قال الراحل محمود درويش " أخجل من دمع أمي " أنا كنت أخجل أن أكون ضعيفة أمامك أو حتى أن يظهر ضعفي إليك .. وحتى هذه اللحظة أنا لا أستطيع أن أقول إليك أنا ضعفت في هذا الغياب يا أم .. ولكن أرجوك لا تحزني .. فهذا ضعف عابر لن ينال مني ولا من شجاعتي وسأبقى كما عهدتني قوية صابرة شجاعة محتسبة ولكن كما سبق وقلت إليك يا أم بعض الحقائق تحتاج بعض الوقت حتى تدخلنا كحقائق وتخرج منا كحقائق . كلنا إلى نهاية .. والموت علينا حق .. لكن الفقد أصعب لغة ننطقها فحروفها تنخر في الجسم .. تأكله شيئاً فشيئاً .. ولا يبقى مكانها إلا الوجع والوجع والوجع ومع ذلك تقبلي يا أم مني هذا البوح الهزيل لأنني لا أزال تحت وطأة الفقد واغفري لي إن بكيت كثيراً وإن حزنت أكثر فأنت أم استثنائية .. إن لم تكوني الأم الوحيدة في هذه الكون .. لذلك أنا كنت ولا زلت وسأبقى طِوال عمري أفتخر أنني ابنة البطلة " شهندة الغفاري" التي هزمت كل الحروب وكل الانكسارات وكل عذابات الغربة والتشرد .. ولم يهزمها إلا المرض .. إلا المرض .. إلى جنات الرحمن يا أمي .. وألف رحمة ونور تتنزل على روحك الطاهرة .. وعليك وعلى روح أبي الطاهرة ألف سلام . |
رد: رثاء أمي .
لا يعرف مرارة الكأس وألم الفراق إلا من شربها ..
وخصوصًا فقد الأم ,, فمهما كبرنا نحن بحاجة إلى ذلك الحضن الدفيء كلمات مؤثرة ومعبرة , والبقية بحياتك أختي ميساء رحم الله والدتك , وأسكنها فسيح الجنان .. |
رد: رثاء أمي .
نعم كأس لا يعرف مرارته إلا من تذوقه ...
أذكر جيدا يوم وفاة والدة أستاذي وأخي حسن سمعون يومها أحسست أنّ والدتي توفيت مرة أخرى لكّمِ الحزن الذي شعرته يلبسه بل يتنفسه وكنت أشعر حرّه وأوجاع آهاته ... ومعك أستاذة ميساء أقرأ وأقرأ كلماتك الجميلة .. وكأنني أنا من تخاطب والدتها بعد فقد للموت طقوس كلنا نعيشها لكن فق الوالدين لا تكتبه أبدا كلماتنا مهما برعنا في انتقائها رحم الله والدتك ووالدة أخي حسن وكل أمواتنا وأسكنهم جنات الفردوس برحمة الله وألهمنا جميعا صبرا وسلوانا محبتي وتقديري |
رد: رثاء أمي .
رحم الله أمك وأسكنها فسيح جناته فمهما كبر الإنسان إلا أن الطفل يسكنه دائما ، ويبقى دائما يحتاج للحضن الأمومي الدافئ .. شكرا على الهدية حتى لاننسى الأم المقدسة ..
تحياتي للأستاذة الفاضلة ميساء البشيتي |
رد: رثاء أمي .
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]باقـة ورد لوالدتك الكريمـة المـستمرة في يومياتك بما زرعته فيك و بنهج الحياة والبسمات والذكريات المشتركـة.
من يعطـي بحجم لايتسع له الوصـف لايموت لأنه يعيش في كل النفوس الباقيـة التي لامسها وفي كل القلوب التي تغلغل حبه بداخلها. دمت بخـير أستاذة ميساء ودام قطار الحياة ماضيا وأحبتك إلى جانبك وفي وجدانك.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: رثاء أمي .
لا يمكن للعين إلا أن تدمع عند قراءة مثل هذه التعابير التي حفلت لها خاطرتك ميساء ..
أم .. أب .. صعب أن نتخيل أن أحدهما أو كليهما لم يعد يشغر مكانه الذي تربع عليه سنينا بيننا. هما دائما متواجدان سواء رحلا أم لا .. باقة ورد لوالديك ميساء .. وباقات ورد لجميع الآباء والأمهات .. ورحم الله جميع المسلمين والمسلمات ..آمين . تحية مودة لك . |
رد: رثاء أمي .
أيها الأحبة مساء الخير
لم أتجاهل الرد في يوم ولكن هذه الصفحة صعبة جداً علي أشكر الأساتذة الأفاضل الذين تقاسمت معهم الحزن الأستاذ حسن سمعون الأستاذة فتيحة عبد الرحمن الأستاذ عادل سلطاني الأستاذة نصيرة تختوخ الأستاذ رشيد الميموني فراق الأم موجع ولكنه يزداد وجعاً مع مرور الأيام قسوة الموت تتجلى فيمن بقي على قيد الحياة هذه الحياة التي تفقد أسمى معانيها ويسقط أهم ركن من أركانها بفقدان الأم والأب اللذين هما ليس عمادي الأسرة فحسب بل عمادي هذه الحياة .. الرحمة لروح أمي وأبي الطاهرتين ولأرواح أمهاتكم أحبتي أ. حسن وأ. فتيحة وطول العمر لولداتك أ. عادل ولوالدتك أ. نصيرة ولوالدتك أ. رشيد وشكرا لكم |
رد: رثاء أمي .
اقتباس:
موجع جـــــدا حيث لا تصفه الكلمات مهما تمادى سرها بين السطور عشت تجربتك المريرة أختى ميساء حيث بقي نصي حبيس الدرج لسنوت فكلما أردت تصحيحه بللت حروفهالدموع رحمهم الله جميعا والهمنا الله الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون كــــل عام وأنت رمز للوفاء http://www.youtube.com/watch?v=QzAYb0tFDes |
الساعة الآن 36 : 10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية