![]() |
طريق الخوف
http://www.the-syrian.com/wp-content...يف-300x225.jpg
طريق الخوف يسكنني خوف آخر .. أفرُّ من عاصفة عابرة بطائرة من الورق .. أرسو على هرم من الكلمات .. أغرس القلم في المحبرة .. أثبته في رأس الصفحة .. أحاول أن أرسم حلماً يبدد العاصفة .. أستغيث بالشمس .. فتحتل غيمة كبيرة لوحة الأحرف .. غيمة سوداء الهالة والقلب . أُمنِّي قلبي كذباً ببعض المطر . بساتين القلب جافة .. الياسمين آن أوانه ولم يتفتح .. الدحنون غائب منذ آخر ربيع .. وعناقيد العنب متيبسة على الغصن . يخيب ظنِّي بالمطر .. تسقط زخات من الريح والرعد .. يجفل الياسمين في حضن أمه .. تتبعثر أوراق الزيتون والزعتر .. يُقتل الدحنون في مهد الطفولة .. وتتفحم من حزنها عناقيد العنب . وأواصل خوفي .. ورسم حلمي على ورق . تغيب الشمس عن حلمي .. عن رسمي .. عن صباحي .. عن فضاءات كانت لها .. عن أسطح الجوار حيث كان أطفال الحيِّ يلتقطون خيوطها اللامعة .. ويعبئونها في علبهم الصغيرة .. لتضيء إليهم ممرات عتمة .. الشمس أصبحت مثلي يسكنها الخوف ! غيمة جديدة ظهرت على الورق .. نوازع الانتقام التي ورثتها عن أجدادي تتقاذفني كأمواج البحر .. تملي عليَّ ببعض الخطط .. قلم الرصاص وسيلتي .. وقلب الغيمة غايتي .. وما بينهما سهام تتراشق من كتب الجاهلية العظمى .. لم أصحُ من كابوس الثأر إلا على صراخ الغيمة .. على بكاء وعويل ودموع كزخات المطر تتوسل ! فهمت أخيراً أن الغيم الاسود لا يهبط إلى الأرض .. ولا يستلقي على ورق ! غَلًتِ النيران في عقلي واستعرت .. وتمخض عن هذا الغليان ألف علامة تلغي نواميس الفهم .. إن كانت الغيمات في السماء حبلى بالمطر .. والغيمات على الورق حبلى بالدموع .. فمن أين جاءت كل هذه الغيمات الحبلى بالغضب ؟! كيف جاء كل هذا الخراب من هذه الوجوه الطافحة بالبِشر .. والمتسمة بالوداعة والطيبة .. من ألقاك يا يوسف في البئر .. ومن أرسل ببقع الدم إلى أبيك .. ومن عاد في آخر الحكاية يطلب الصفح والمغفرة ؟ داخل أردان الأخوة غيومٌ سوداءَ تختبىء .. إن لاحت بيارقها .. ستحرق رأس التاريخ .. وستنهار مدينتي الفاضلة وبوابة عشتار .. وستتبدد أحلام الفقراء بسعة صدر السماء .. وستلتف خيوط العنكبوت على عنق عذراء الحرير تمزقه قبل أوان القطف .. وسيهبط الظلام إلى الأرض .. فيحيلها إلى حجارة صدئة .. وشواهد لقبورٍ حيَّة .. ودماء طيبة مسفوحة على أرصفة الجهل .. تسأل ببراءة ذلك الذئب .. وتطلب الثأر من بقع الدم .. وترسم على الجدران بأحرف من لهب .. طريقاً آخر للخوف . من كتابي " بين شفتيْ الكلام " ميساء البشيتي |
رد: طريق الخوف
[align=justify]آه لو كان الكتاب بين يديّ !!! جميل هو حرفك أستاذتنا الفاضلة ميساء..سياقات من كوكب آخر !! شكرا لك على متعة الحرف وقوة النبض..[/align]
|
رد: طريق الخوف
أديبتنا الرائعة ميساء
شمس حروفك مشرقة ساطعة .. متوهجة .. وها هي خيوط كلماتها المشعة ترسم على جدران نور الأدب .. نورا يحملنا إليك وإلى إبداعك المتميز .. دمت مبدعة وأكثر !! |
الساعة الآن 34 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية