![]() |
كيف الخلاص؟
كيف الخلاص ؟
يا قمري، يا قمر الأقمار سلامًا، أنا أبحث الآن عن الخلاص! هذه النجوم المتربصة بقلبي تكاد توقع بيّ وأنا أكاد لا أنجو من آخر حماقاتي. الساعة على الحائط تدق بانتظام رتيب، تستفزني دقاتها ورتابتها، ويستفزني أكثر هذا الملل الذي تغرقني فيه ثوانيها الباردة، يكبلني، يقمع بركان من الثورات في داخلي تغلي. (لا ) كم أصبح ثمنها اليوم، وهل لمثلي شراؤها؟ كيف أرفع اللاء في وجه هذه النجوم البريئة؟ كيف ألقي بأضوائها الساطعة بعيدًا عن بساتين قلبي؟ وأنتَ كالنحلة بين أحضان الزهر، تحتضن زهرة وتودع أخرى، وفي المساء تضع رأسك المثخن بالهموم على صدري وتبكي. تعبتُ من بكائك، ومن ترحالك، ومن عقارب الساعة التي ثبتت عندك، ومن الفكرة المجنونة التي تجتاحني، ومن صمتي، ومن تلك الأضواء البعيدة، وتعبتُ أكثر لأنهم لهذه اللحظة لم يقرأوك في عيوني. الأزهار التي كنت ترسلها إليَّ أعلنت براءتها منك، الرسائل كلها تنكرت لك، حتى الأشعار التي أنجبتها أناملك أشاحت بوجهها عنك، وحده هذا القلب لا يفهم، وينتظرك كل مساء بعد أن تنتهي من رحلات العبث كي تلقي إليه بوردة ذابلة، يمضي هو طِوال الليل يرويها بدمعه علَّها تصحو، ولا تصحو، ولا تنفك أنتَ عن مواصلة البكاء. أريد الخلاص، نعم أريد الخلاص، لكن ليس منك، فأنا لا أتوب عنك، أريد الخلاص منهم، (لا) كم أصبح ثمنها اليوم؟! تعبتُ من أضواء النجوم تسطع فوق صحراء قلبي، لا يرويني إلا دمعك الذي يسقط في قلبي فيروي حدائق عمري، ويزهر البنفسج في غير أوانه، وتفوح رائحة الزعتر في غير أرضها، وينفلق الصبح الوردي من غيمة سوداء، ويضيء الياسمين حدائق عينيِّ التي غشاها الظلام، وهم لا يفهمون، لأنهم لهذه اللحظة لم يقرأوك في عيوني. أنا أريد الخلاص، كيف الخلاص، قل لي كيف الخلاص منهم كي أبقى لك يا قمر الأقمار، بعيدًا عن عيون النجوم؟ |
رد: كيف الخلاص؟
سيدتي الأديبة أختي الغالية ميساء البشيتي
السلام عليك يا ممتلئة بأنوار مقدسية .. السلام لك يا " حريفة " الأبجدية .. فأنا هنا ، رتلت سطورك ترتيلا، وقرأتك هيامك تجويدا .. وانا الذي، من كانت النصارى تحب سماع القرآن مجودا بصوتي ! ولأني اعرف .. أعرف معنى أن " لم يقرأوك في عيوني " بت الآن ، وأعذريني إن طلبت الغفران لأخطاء ارتكبتها ولم أندم على ما ارتكبت فكلنا في العشق إنسان . هذا كثير والله .. ولأنه نثر لذيذ جعلني أقرأ حدّ الثمالة غفرانك يا رب .. ! |
رد: كيف الخلاص؟
محظوظ جدا هذا الآخر..محظوظ هذا الذي أعتصر الإبداع معينا سائغا..قطعة صيغت من عذب الكلام وبليغ البيان..قراتُ في الخلاص ميّ ونازك وشيئا من جبران نزار!!! أسعدك الله بهذا البيان وأسعدنا بك جميعا...
|
رد: كيف الخلاص؟
اقتباس:
كيف استطعت كتابتها قبل أن تحتلني الصحراء؟! أيقنت أن المطر جميل وأن الجفاف قاتل وأن في داخل كل إنسان فينا عاشق للمطر وللقمر ولقصائد الغزل، ولكن تباً للصحراء التي زحفت على أشعاري، فما عدت أعرف كيف يكون شكل الغزل ؟ شكرا لحضورك الذي أسعدني وأبهج قلبي وليتي أستطيع أن أعود وأرتل قصائد العشق وأرسلها إلى نوافذ القمر .. دمت لنا بكل الخير والسعادة والهناء وشكرا جزيلا :nic108: |
رد: كيف الخلاص؟
اقتباس:
ونشتاق إليها ولا يمكن أن ننكرها شكرا لكلامك الحلو في حقي فهذا كثيراً عليَّ والله فهذه حروف بسيطة لكنها صادقة لذلك دخلت إلى قلوبكم وتربعت شاعرنا العزيز محمد الصالح الجزائري باقات شكر تليق بك ودمت لنا بكل المحبة والتقدير :nic50: |
الساعة الآن 24 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية