![]() |
أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
أحرفي ... خائنة ! أيتها الحروف .. لا تخونيني .. قد كنت طوع بناني رهن إشارتي .. كنت آمرك أن تنحني له فتنحني بكل وقار ... آمرك أن ترقصي له فتتمايلي بغنج ودلال . الآن أريدك أن تكفي عن كل هذا .. أن تكفي عن ذكر اسمه على مسمعي .. عن ترديده كسيمفونية الربيع في ليالي الشتاء الباردة .. فلماذا لا تستجيبي ؟ أعلم أني وإياك أمضينا عمرا ً في حبه .. غافلنا الزمن وغرقنا في حبه .. تجاهلنا سنوات العمر الهاربة إليه.. ولكن هذا يكفي .. ويجب أن تكفي الآن عن حبه ! يجب أن يصبح الآن ذكرى ! مجرد ذكرى .. تغلفها علب النسيان .. لا أريده املآ يحيا بين ضلوعي .. لا أريده الماضي والحاضر والمستقبل .. لا أريده الآن .. لا أريده. أيتها الأحرف الخائنة لماذا كلما حاولت جمعك أو تفريقك .. كلما حاولت رسمك أو تصفيفك .. كلما حاولت حتى بعثرتك .. لا تكتبي إلا اسمه ؟ لا تنطقي إلا اسمه .. أما زلت تحبينه ؟ أما زلت تنتظرينه وتطلبين وده ؟ لا تخونيني أيتها الحروف .. لا تخني أيها المداد .. لا تخونيني أيتها الأنفاس .. لا تذبحيني أيتها الحيرة . يقتلني السؤال .. لماذا ؟ لماذا كلما حاولت أن أجهض حبه .. أراه يبعث من جديد ! يبعث أكثر قوة وعنفا ً .. أكثر صدقا ًوطهارة .. أكثر نبلا ًوشهامة .. أكثر دفئا ً وحرارة .. حبا ًيسكنني .. يسكن أنفاسي .. يسري بدمي .. يمدني بالحياة .. حباً حقيقيا ً يتملكني .. وليس مجرد طيف يأتيني بالمنام .. ولا زائر يؤنس وحدة المساء .. حبا ً ينثر الفرح في دربي .. يعبّد الطريق إلى قلبي ويرصفها بالأمل . حبا ً لا يفارق ليلي ولا يخشى نهاري .. لا يهاب تقلبات الدهر وتقلباتي .. حبا ً لا يثنيه برق الشتاء ورعده .. لا تحرقه خيوط الشمس الملتهبة .. ولا تعصف به أعتى الرياح .. حبا ً صامدا ً كنخلة امتدت جذورها لالآف السنين .. شامخا ً كجبل تذوب بين أقدامه أمواج البحر وتنكسر على أضلاعه أعاصير المدى وزلازل الأيام . الآن هو ليس لي .. لم يعد لي .. أخذته مني الأيام .. سلبته من بين أناملي الأقدار .. ويجب أن يرحل .. يجب أن يرحل .. وهو لن يرحل الآن .. لن يرحل .. وأنا أتعبتني الأيام .. ضجرتُ من صبري .. ضجرتُ من انتظاري .. من قلبي .. من مدادي .. من ضعفي .. من أحرفي .. من خيبة الأمل ! آه يا أحرفي .. هل آوي إلى كهف فأغيب فيه مئات السنين وأعود في زمن هو ليس فيه .. وأنا لست منه .. وأنت أيتها الأحرف الخائنة لست لي .. لست مني .. زمن أنسى فيه من أنا .. أنسى فيه اسمي .. الذي كان اسمي ؟ ولكنني أخشى .. أخشى أن تخوننني ذاكرتي أيضا ً فلا تتذكر سوى اسمه .. أخشى أن اسمه لا تطويه السنين وأنه يبعث من الكهوف ! أعينينني يا حروفي .. أعينينني أيتها الأحرف الخائنة .. أعينينني على عدم ذكر اسمه .. أعينينني على وئده ! أعينينني على وئده ... أعينينني أيتها الأحرف الخائنة. |
رد: أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
يقتلني السؤال ... لماذا ؟ لماذا كلما حاولت أن أجهض حبه ... أراه يبعث من جديد ! يبعث أكثر قوة وعنفا ً ... أكثر صدقا ًوطهارة ... أكثر نبلا ًوشهامة ... أكثر دفئا ً وحرارة ... حبا ًيسكنني ... يسكن أنفاسي ... يسري بدمي ... يمدني بالحياة ... حباً حقيقيا ً يتملكني ... وليس مجرد طيف يأتيني بالمنام ... ولا زائر يؤنس وحدة المساء ... حبا ً ينثر الفرح في دربي ... يعبّد الطريق إلى قلبي يرصفها بالأمل .
حبا ً لا يفارق ليلي ولا يخشى نهاري ... لا يهاب تقلبات الدهر وتقلباتي .... حبا ً لا يثنيه برق الشتاء ورعده ... لا تحرقه خيوط الشمس الملتهبة ... ولا تعصف به أعتى الرياح ... حبا ً صامد ا ًكنخلة امتدت جذورها لالآف السنين ... شامخا ً كجبل تذوب بين أقدامه أمواج البحر وتنكسر على أضلاعه أعاصير المدى وزلازل الأيام . ************************************************** ********************************************** خاطرة أخرى تفور على إيقاع ثورة جامحة تنطلق هادرة لا يكبح جماحها شيء .. الجميل فيها أن هذه الحروف المستعصية والخائنة قد انسابت دون وعي الكاتبة .. إذ لولا هذه الحروف لما أتحفتنا بهذه الخاطرة إذن ما هي هذه الحروف التي خرجت عن طاعة صاحبتها و تمردت عليها ؟ أعتقد أنها حروف لا تكتب ولا ترى .. إنها حروف القلب الذي يهفو للحب الذي كان ، رغم رفضه له ، يبحث الكلمات بعد أن فاض به الكيل . وكأني به المعني في قول الشاعر عمر الخيام : القلب قد أضناه عشق الجمال //////// و الصدر قد ضاق بما لا يطاق نعم .. إن في ثورة الحروف المكتوبة تعبير عن قلب يهفو إلى ذلك الحب الذيأعرض عنه .. و مع انسياب الكلمات ، لم يعد ذاك الحب غير مرغوب فيه .. إنها رغبة دفينة في استرجاعه و الذوبان فيه . رعاك الله يا ميساء .. ما شاء الله لك تحياتي |
رد: أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
أخي الرائع رشيد حسن لا أخفي أعجابي الشديد بقراءتك العميقة ،وتحليلاتك الذكية التي توصلك الى نتائج مضمونة في أغلب الأحيان ... أخي القرءاة لا تقل أهمية عن الكتابة ،، لذلك أنا افرح جدا ً بالقاريء الجيد تماما ً كما أفرح بإلتقائي بقلم مميز وانت يا رشيد تجمع الأثنتين فهل أحسد نفسي عليك أم اهنئها بك ؟؟ ما رأيك ؟؟ هل اقول شكرا ًً ... تقبل مروري واحترامي و أعتزازي بك |
رد: أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
ميساء..
سواء أحسدت نفسك أم هنأتها فذلك ما تتوق إليه نفسي .. وهو أن أرى كلماتي تثير كل هذا الإعجاب . لا تقولي شكرا .. فذلك تحصيل حاصل .. وإلا فما أهمية كلماتك التي تزيد القلم اتقادا وتوهجا . الحقيقة أن ما كتبته ، خصوصا حول الخاطرة الأخيرة ، كان يمكن أن يطول لولا خشيتي من أن يمل القارئ . لأن ما ورد فيها يستحق الوقوف مرات ومرات ، وعند كل كلمة .. فالخاطرة تتقد من أولها إلى آخرها .. تصيح الكلمات و تولول .. وتخفت ثم تعلو .. يكفي هذا . ولك مني كل التقدير |
رد: أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
اخي رشيد كأننا نقرأها سويا ً ، نعم كنت أولول حين كتبتها ، وأنا أحيانا ً لا أحب الأختباء وراء الحروف أرغب أحيانا أن تولول الحروف وتصرخ وتصرخ ولكن صدقني كلماتنا هذه هي ذكرياتنا وعلى قسوتها بتظل أجمل شيء في حياتنا . وعن جد شكرا ً لأنك بتفتح أمامي أفاق واسعة للفضفضة اتمنى لك كل السعادة يا رشيد |
رد: أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
بالضبط .. الفضفضة .. هذا ما تختزله الكتابات .. المبدع شحنة و من الأفكارو العواطف .. العقل مشحون .. والقلب مشحون . لذا يكون القلم وسيلة ناجعة للبوح .. والحمد لله على هذه النعمة
شكرا لك ميساء |
رد: أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
شكرا ً أخي رشيد وبارك الله فيك :smile: |
رد: أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
الغالية ميساء، خاطرة تجمع بين طياتها مشاعر مختلطة مابين حب اجهضته الايام ولكن مازال متشبثاً بجدران القلب ، وذاكرة تأبى ان تطوي صفحة الذكريات ، فالتاريخ قبله كان خال وبعده لا تجد الذاكرة ما يستحق تدوينه حالة من الاقتراب الشديد للقلم ، لا عجب فأقلامنا هي ما نتكئ عليه في لحظات انكسارنا ، وكلماتنا هي ما نقتات عليه حتى نستمر في رحلة النقاهة بعد الانكسار احرفنا لا تخوننا غاليتي ميساء ، احرفنا هي رفيق الالم كما هي رفيق السعادة والفرح احتضني احرفك يا ميساء فهي تبكي معك ، وتفرح معك خاطرة رائعة بكل معنى الكلمة، دمت مبدعة غاليتي * رائع هو التواصل مع المبدع رشيد حسن والذي اعطى للخاطرة نكهة مميزة ، يتفاعل الاخ رشيد مع كتابات للأخرين كما لو انه كاتب النص ، تحية تقدير له مودة لا تبور، سلوى حماد |
رد: أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
[marq]
العزيزة سلوى اهلا بك عزيزتي سلوى تعليقاتك دائماً تبهجني فهي شافية وافية صدقت يا سلوى فحروفنا هي رفيقنا الذي لا يخدع ولا يخون ولا يهجر والذي يفرح لفرحنا ويبكي لحزننا ولكن أحيانا ً يشتد الوجع فنصب جآم غضبنا على حروفنا المسكينة وهي لا ذنب لها أشكرك عزيزتي كل الشكر على مرورك العطر على صفحتي وعلى كلماتك الراقية جدا ً وأيضا ً أشكر أخي رشيد على تعليقاته الرائعة وأنا جدا ً سعيدة بمرور الأحبة أمثالكم ودمتم لي بكل الخير والسعادة . [/marq] |
رد: أحرفي ... خائنة ! بقلم : ميساء البشيتي
وتبقى بينك و بين الأحرف صداقة وذكريات و تاريخ خانتك أم أطاعتك. جميل أن تخاطبيها و تحركيها.
لك تحيتي أستاذة ميساء |
الساعة الآن 11 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية