الموضوع: مات أبي .
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 11 / 2011, 33 : 02 AM   رقم المشاركة : [25]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: مات أبي .

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
مات أبي
مات أبي ..
مات من كان يعدني بالعودة ..
مات أبي ومات معه الحلم الوردي والفستان الوردي والخطوات الوردية على جسر العودة .
مات أبي .. مات أبي قبل أن يضع نقطة النهاية لسطور الاغتراب ..
قبل أن يصبح الاغتراب صفحة مطوية في دفتر مذكراته ..
مات والاغتراب هو كل ما تبقى في ذاكرته .. وكل ما ورثته عنه أنا .
مات أبي .. مات بعيداً عن أفياء تلك الياسمينة التي كان كل ضحى يجلس في أفيائها ..
يسبح لله ويسجد ويبتهل في الدعاء ويعنون لنا أوراق المستقبل ثم يضع لنا أقدامنا الصغيرة على تلك الطريق ..
قبل أن تبعثرها وتبعثرنا معها الأيام .
مات أبي قبل أن يتجه كعادته كل يوم إلى رحاب المسجد الأقصى يقبّله بين عينيه ..
ثم يمطره بالصلوات والابتهالات والتسابيح ..
ويفتح ذاكرة السنين لأحبة ودعوا الحياة ورحلوا من هناك .. رحلوا من رحابه الطاهرة .
مات أبي ولم يعلمني في هذه الحياة سوى التقرب إلى الله والإصرار على العودة ..
ولم أعرف في حياتي غيرهما .. لكن بعد أن مات أبي عرفت غيرهما ..
عرفت الموت .
عرفت أن يستقبلني سرير أبي فارغاً منه ..
وأشياؤه تنتظر كما هي .. تبكي لمساته الأخيرة ..
وتلك الساعة القديمة التي كان يضبط عقاربها طوال الوقت كي يبقى على اتصال مع الزمن ..
ومسبحته التي بقيت مستلقية في الجوار من وسادته دون أن تلمسها أصابعه الطاهرة ..
دون أن يلتقطها الصغار ويعبثون في حباتها بشقاوة الأطفال ثم يعيدونها إلى كفة يده وهو يبادلهم الابتسامات ..
ودمى الصغيرة ابنة الجيران التي كانت كل صباح تطرق الباب وتركض إلى سريره وتضع دميتها إلى جوار رأسه على ذات الوسادة ..
عادت ..
لتجد الوسادة فارغة ..
والسرير فارغ ..
والحياة فارغة .. فارغة جداً ..
عندها فقط عرفتُ ما يسمى بالموت .
***
بمناسبة مرور أربعين يوم على وفاة أبي رحمه الله وجعل مثواه الجنة .

[frame="1 98"]
... حزن جليل ..ولك الحق كله في حزنك هذا...أختي ميساء لا شيء يعوّض من رحلوا عنا... الدنيا بعدهم خواء وفراغ مقيت..يتامى نحن وإن كنا كبارا..ندعو الله العلي العزيز أن يجمعنا وإياهم في جنته... غفر الله ذنوبنا جميعا...
[/frame]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس