رد: حديث النفس ( الدعوة عامة )
هل يسمح لي الشاعر عبد الكريم سمعون ...أن أشارك معه في الكلام عن الروح
لقد لفتت انتباهي يا كريم تلك الكلمات التي قلتها مما جعلني أشاركك بالكلام عن الروح :
"كهف من الخواء وكون من الخلاء
فراغ شاسع وواسع يحيط بالقلب
هي الروح رغم انعدام كثفاتها وعلما أن ماهيتها مكونة من الطاقة إلى أنها تكيل أثقالا وتحمل أوزارا لهذا الجسد الذي يتوء تحت وقع سنابك قسوتها"
من المعروف أن الروح في حالة جذب بين الجسد ، ومن المعروف أن الجسد يحتاج للنوم والأكل والشرب، والروح تتنفس وتشعر وتصعد للسماء، وإذاما تأملنا
وإذا ما تأملنا ما حولنا وتعمقنا بسر الكون ...سنجد أن الروحانية لا نتحكم بها ...كالإيمان..والمشاعر ، والجوارح ...إن الألم ..والفرح ..والكره.. بحد ذاته يحتل مكانة
كبيرة في الروح مما يجعل النفس تشعر بالكآبة والضيق والحزن... والسعادة ... والانشراح ...والضمير الحي والنية الصادقة...مشاعر متناقضة لروح واحدة سبحان الله خالق الإنسان..
وإن قلت لك يا كريم أن أناملي تكتب فأنا أكذب لأني لا أسيطر عليها، إن الكتابة تترجم مشاعري وتنقلها بعشوائية وعفوية، بل إني أحلق بروحي إلى ما وراء
الطبيعة إلى فضاء آخر ويأخذني خيالي لمدائن لم يسبق لي أن رأيتها ولم أحلم من قبل بها ، لذا قلمي يكتب متى ما يشاء، تلك المشاعر التي لا أتحكم بها والتي
أشعر أنها جزء من روحي ..ومن الأكيد يا كريم أن شعوري بالضيق والفرح أشبّهه بدوران الأرض حول الأرض ..ولا أعرف لما أحب التحليق حين تقلع الطائرة
وعندما ألمح طائر في السماء يخفق له قلبي وتتأرجح مشاعري فتسبح روحي في عالم غير مرئي أو غير ملموس ذلك الإقلاع والتحليق الذي يأخذني للحرية ،و
لا أعرف لما أحب أن أأتخيل أني أرقص على الحروف فأستدير على الأرض برقصة منعشة على موسيقى هادئة تجعل روحي تتراقص وتتنفس بهواء رطب
،مما يجعلني أحب الحياة والوجود ،ومهما صنعت بي الأقدار سأغني ليوم ميلادي، وأنشد على الكلمات يرقصة الذكريات على لحن رهيف مزهر، وعلى
سفينة الوله ..والعمر .. فأجمع أشلائي المبعثرة بأحلى الأمنيات قد أبني القصور.. وأعيش ألف ليلة وليلة.. قد أعبر من صحرائي وأقفز المسافات ، وأحتضن
الهواء، فأتنهد برفق وشوق وحنان ، وقد أشعر يا كريم بسعادة كزورق يهبط تارة ويصعد تارة في دواليب الهواء ومن فوق الشعر، وأرقص للكلمات وأتشبّث
بالحروف وترْطم البحور بقافية الشعر فأرقص على قصيدة الذكريات...و أرتوي بقلمي أو من بعض أناشيد الشعراء فأشعر أني أملك بساط رفيع رقيق أحلق به إ
إلى ما وراء الخيال، ومن هنا أكتب بعفوية كما أكتب الآن وأتواجد بكل حب وصدق...
أشكر مبساء البشيني
وأشكر الأدية هدى الخطيب...وأعتذر لكم عن الغياب
خولة الراشد
|