الموضوع: ورطة
عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 02 / 2012, 14 : 02 AM   رقم المشاركة : [12]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ورطة

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
ورطة
عذراً منك يا نهر الوفاء فأنا لم تكن الخيانة طبعي في يوم ولا مسلكي .. عيناه هبطت عليَّ من سابع سماء .. عينان تشعان ربيعاً اخضرَ جميلاً تحوم من حوله فراشات ملونة لا تكلُّ ولا تملُّ من الطواف حول قلبه والتسبيح بسحره وبهائه ..
وعيناك يا نهر الوفاء لم تعد تحملُ إلا الضباب .. وضيق الأفق .. ولا يطوف من حولهما إلا القهر والانكسار ..
تعثرتُ به ذات صباح غائم يميل إلى الانعزال حين كنت أفتح النوافذ في كسلٍ وتثاؤب لأرتشف بعض قطرات الحياة .. فأبرقت السماء وأرعدت وجادت بعينين أضاءت ليَّ الكون وأمطرت صباحي بأجمل ورطة ..
أبحرَت مراكبي خلفه .. وتورطتُ حتى أذنيَّ في تتبع إثره .. وتقاذفتني رياح الأسئلة الهوجاء ..
من أي الكواكب هو ..
وهذا السحر الذي ينبعث من عينيه أشرقيٌّ أم غربيٌّ .. أم تراه ينبعث من روضة من رياض الجنان ؟
كيف اختلت موازين الوقت فأصبح الثقل بالثواني .. والانتظار أجمل مشوار .. وأصبح الليل مدرجاً لهبوط الأحلام .. والنهار عصافير تطير إليه بلا أجنحة .. والشمس رفعت قبعتها وانحنت لذلك السحر الذي هبط عليَّ فجأة من سابع سماء ؟
لم أكن خائنة في يوم ..
ولا كانت الخيانة طبعي ومسلكي ..
لكنَّ عينيه بوصلة تجذب الأنظار .. بوصلة تخطف الأبصار .. وما كان ذنبي أن رفعت لله بصري في الدعاء .. فكانت هبة السماء تستريح على كف يدي ..
وكانت عيناه تبعث الربيع في كوني .. وكنت أنا أملأُ جرار قلبي من سحره ..
فإن كان تغلغلُ سحره في قلبي خيانة ..
فأنا خائنة وبامتياز .

ورطة عنوان مدهش دافع لإبحار فى عالم النص بلهفة حتى يكتشف المتلقى ما هذه الورطة؟ فيجدها ورطة جميلة محملة بمشاعر الدهشة من ناحية والعجز عن المقاومة من ناحية اخرى فخلق نوعا من المفارقة الجميلة فى حكى هذه الورطة فالذات لم تستطع مقامة العينين وما يحملان من سحر وهى تصارع من أجل القية لذلك تصدرت مفردة الخيانة المشهد بجدارة لتساوى فى معادل فنى جميل بين الخيانة والورطة الى حد التماهى بينهما وهذه ايضا مفارقة تاتى من اللاوعى ولو تدخل فيها الوعى لافسدها وهذه هى تلقائية الكتابة النابعة عن موهبة حقيقية وتظل الذات فى هذا الصراع الذى حسمته فى نهاية النص بالانتصار للقلب الشفاف حين وضعت نهاية مدهشة "فإن كان تغلغلُ سحره في قلبي خيانة ..
فأنا خائنة وبامتياز "
هنا تكمن الدهشة الجميلة وتضع القلوب أوزارها والقول الفصل فى التماهى بين قلبين يسعيان لخلق حياة جديدة والجميل هنا أيضا أن مفردة "الخيانة" تفارق معناه المعجمى الموسوم بالقبح الى معنى آخر يتسم بالجمال حين تصبح موازيا لحب الجميل وبامتياز وهذه هى مهمة الانزياح فى الادب
احيك ميساء على هذا الجمال الفطرى الرائع
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس