عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 06 / 2012, 59 : 05 PM   رقم المشاركة : [187]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )


*** الجزء الواحد و الأربعون ***



... عزيز ذات يوم وجد نفسه قد أصبح رجلا بمقاس محدود، أضيق مقاس قد تحويه رجولة مقتبسة عن الآخر .. الرّجل المهزوز بفضيحة أنثوية، الّذي فقد ذاته و اقتبس غيره كي يعيش، و المسافات المقتبسة من حيث الجدّية العقلية أكيد ستكون مشوّهة .. لذلك شغلها بأبعاد أخرى و مقاسات أخرى، حوّلها بموجب معادلة رياضية معقّدة إلى الكل .. الّذي احتواه أيضا .. مسافات لن تكتمل إلّا هناك .. في فلسطين، لهفته الأولى .. قضية الشّرف العربي .. أوّل قضية لا يجوز التماس النّظر فيها .. أراد أن يوسّع مداركه العقلية فالتفّت حوله المسافات الضيّقة للحدود الوطنية و عقلية أنثى، حتّى خنقته .. ذلك أن المسافات الواسعة حدّ الإرباك و التّشكيك، تضيق فجأة عن حقيقة لا مفرّ منها .. !!
كان يعمل ليعيش .. ليقهر أزماته النّفسية، ليخرس صواعق الماضي .. ليثبت للكون أنّ عقله فاتحة جديدة لعهد الدّمار .. حتّى لو انقلب الدّمار يوما ضدّه،
و قد انتصر بموته حين أصبح أسطورة حيّة .. تتكلّم بصوت الحق و اليقين، أسطورة تتنفّس وسط صدور المؤمنين بجدّية القضية العربية .. رهبةً تقتات من نفسها حتّى تعاظمت .. في صدور الخائنين .. موسوعة ضخمة لمفاهيم الحرّية و اللّانتماء .. لغة الإشارة الجسدية تلك الّتي أجادها، فهمها العالم دون الحاجة للاستعانة بأيّة لغة لها نزوة القيادة .. دون الحاجة لمداراة أي نقص في إتقان لغة أجنبية ذات سيادة .. لذلك كان التنويم عميقا .. و التنبيه قويا جدا كإعصار ..
انتصر كشرعية يجوز اقتباس الشّرعية فيها على كلّ شيء يحدّه الوطن .. شرعية تلبسها كلّ أنثى يوم عقد قرانها .. ثوبا أبيضا بتفاصيل شرقية .. بمقاس وحيد له أحقية تحطيم كلّ المقاسات .. و كأنّ المقاس هنا هو الّذي يلبس الجسد .. لذلك تلبّسه حب الوطن بطريقة ضاقت معها مسافات جسده .. في ثانية انهيار أصبح نحيلا جدا .. حتّى أنّ جسده و هو معلّق فوق " سهوة " الشّجرة كان يشبه لحدّ كبير عصا متعصّبة، متجهّمة .. توشك أن تحطّ فوق الرّسم الدائري للكرة الأرضية .. كتأديب شرعي .. لا يجوز عقابه، ذلك أنّ الموت إعفاء من العقوبة .. في حين أنّ عزيز صفع العالم بكفّه و بقايا ابتسامة جفّت من على ملامحه وقت الغروب كانتكاسة مفاجئة ..
هو .. الرّجل الّذي جسّد " بعفوية " الرّمز المعقّد للرّجولة .. و وضع فوق حمرة الشّفق الملتهب تصميما رسميا للوجود الأنثوي ..
رسم أنثى شرقية يتحدّى لوحة الجوكاندا .. بل يمزّق كلّ هوية غربية للنّساء .. ما عدا الأنثى الشّرقية " حقًا " المرفوعة راية فوق جبين الوطن ..
القديسة الحرفية .. الّتي تعلو كلّ الدّفاتر .. و جوازات السّفر .. و القوانين الرّجعية الّتي تحكم الأنثى في زمن تخلّص فيه الرّياء الأنثوي من حظوظه الخفيّة و أصبح يمارس طقوسه جهارا .. فكان لابد من تحريف الزّيف قليلا حتّى يكابد الحقيقة ..
كان هو ..
حضورا موسميا لا سنويا لذكراه .. كأنّه فصل جديد .. كعيد الرّبيع، احتفالية ضخمة كعيد وطني كأول نوفمبر " تشرين الثاني " الجزائري .. كعيد للكرامة العربية .. كعيد شجرة الزّيتون .. كموسم الجّني، كهطول تاريخي، يحتسب له .. ذلك أنّه شلّ الذّاكرة التّاريخية لأكثر من حقبتين و تمدّد فوق هوامشها يصلّح شيئا من خربشة الأحداث الدّامية .. كأنّه يراجع التّأشيرات الحربية و إحصائيات الموت الساذج .. ذلك الّذي لا يترك رهانا و لا ترميزا و لا تحذيرا .. يشغل هواة فكّ الرّموز و تفكيك الشيفرات و عقد الرّهانات ... و التّجسس ..
رعبا آخر .. و لونا آخر للمزاح و التهكّم و السّيطرة ... و التّشفير ..
تلك الّتي تعثّر بها و هو في أوجّ حضوره الثوري .. أنثى من عهد آخر و موسم آخر من الخيانة و بمعنى آخر للأنوثة .. أعادت إرباك الذّكرى .. بأن فتحت أمامه سجلات والدته و كرّرت المأساة .. تلك الخيانة المتعّمدة لا تشبه الأخرى .. إلّا في الانتهاك الخطير للرّجولة العربية .. في الانتماء لرجل آخر ..
لذلك انتقاما من حدس رجولة أخفقت أمام دهاء أنثى .. كان يتظاهر بالنّسيان ..
و مع ذلك .. كان يجيد رسم " الأنثى " كما لو كانت " ارتباكات " غامضة للحياة المزدوجة .. بدونها لن يتحقّق الإنصاف الدنيوي .. لولا الارتباكات المتعمّدة في تصاميمها لما استطاع الكون أن يعيش تناقضاته و أهواله و انقساماته و تقلباته .. حتّى المزاج المتقّلب للعالم له نزعات أنثوية .. لذلك كان يقول عنها :
  • الأنثى .. حلقة مفقودة .. لعقد قرّر أن يفقد في كلّ مدينة حلقة منه .. تقضي كلّ عمرك في البحث عن مصدر التّشابك، حين تَضِيعُ كلّ الحلقات قبل أن تجد نفسك جاهزا لالتقاط أول حلقة ستدّون معها نهايتك .. كرجل .. أما باقي الحلقات فهي نهايات أخرى باسم عدد من الرّجال ..
  • الأنثى .. خاتمة رعدية لرجل كان ينسب نفسه لشتاء معتدل .. قبل أن يدرك أنّه مجرّد فصل شتوي، تحرّكه نزعة أنثوية ممن تجيد استغلال كلّ الفصول ..
يرسم أنثى لا من وحي جُرحَيْهِ و إنّما من منطق الاستدلال على الطبيعة الأنثوية، تلك الّتي تبرز العناية إلهية بالمرأة كشيء يحتضر عنده الوجود الإنساني المبجّل، يصفها تارة بأنّها الملاك المتنّكر بزيّ الانتهازية، فقط لتثبت ذاتها و تشرق عن نفسها شرعية يجب اعتناقها في كلّ المواسم و على امتداد الجسر الزّمني .. و تارة بأنّها انتهازية متنكّرة بثوب ملاك يخطف الأبصار ثم يكسر عن العيون سياجها المقاوم فتسقط عنها الرؤية لاستحالة غريبة .. و تارة الختم السّري المتوارث عبر العصور التاريخية الجبارة و اللّواء العسكري الصامد في وجه كلّ التغييرات الرّمزية للأوطان .. و أنّها الحدث المميّز رغم صفعتها المزدوجة في الفترة القصيرة الّتي " تعلّمها " فيها .. بغض النّظر عن صفعاتها الأخرى على وجه التاريخ ..
رجل أكسب الأنثى حفاوة تاريخية .. لا يمكن أن ننسب له " مجرّد " هزيمة أنثوية ساذجة .. فقد هزمها تاريخيا بحرفية أجادها صدفة .. أخرست معها كلّ القصائد الّتي تغزّلتُ فيها بأنثى مرّت كرمز جريء .. ثم ماتت بين الصفحتين .. صفحتها و صفحة قصيدة أخرى ..
توقيع حياة شهد
 [frame="15 70"]
أنا أنثى ... لا أجيد .. إلّا أن أكون أنثى ..
عمقا و قهرا و قضية و ثقة أن الحياة لن تنصفني ما دمتُ " الشّرعية " التي تخشاها الوجوه المغلّفة ..
لذلك سأكون .. أنا ..
شهقة تحد و صمود .. قد تخفق لكنّها أبدا لن تتنازل عن كبريائها ..
[/frame]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس