[align=justify]
آه غاليتي ما أمرّ بعده وما أشد قسوة فراقه على نفسي
بعد مرور عام على رحيله ما زالت الدموع تكوي صفحات وجهي والغصة المرة تسد منافذ الهواء والشروق يشبه المغيب وما زلت أقول بكل أنانية: " ليتني كنت أنا وكان هو من ودعني " رغم علمي بصعوبة هذا عليه وما كان سيكون شعوره دون هدى، هداه وابنة خاله الصديقة الغالية عليه
كم تمنيت لو تعذب هو على فراقي بدل أن أجد نفسي خالية الوفاض منه وأذوق من الألم كل هذا الكم الذي لا يطاق ولا يحتمل
إنه طلعت والحياة حتى لو مر ألف عام لا معنى لها دون طلعت
لم أستطع يوماً أن أرى نورالدين إلا بطلعت ولا الأخ إلا بطلعت ولا الصديق الحقيقي التي تسري دمائي في عروقه إلا بطلعت
لا أستطيع أن أتحدث مع أحد كما أحدث نفسي إلا مع طلعت
هالتني الصدمة
كم كنا نتحدث هو وأنا عن الموت، وكل منا يدعو الآخر ألا يموت قبله وكنت أمزح معه قائلة: " إذا بتموت قبلي بزعل منك وببطل احكي معك " ونضحك...
كم أصبحت بعيدة عني تلك الضحكة المنطلقة
كنت أعلم أن الموت يجعلنا نحزن ولم أكن أدري أن بعض الموت يشكل صدمة قاسمة في حياتنا لا شفاء منها
شطراً من روحي ونفسي مات وما زلت أنزف ماتبقى مني....
إنه اليتم الثاني في حياتي ويتم الكبير أشد قسوة ومرارة من يتم الطفل
شكراً لك يا غالية ولوفاءك
[/align]