رد: حديث النفس ( الدعوة عامة )
الحب ... السعادة ... الحياة ... علاقة مترابطة متلاصقة ... كالشرارة التي تنير القلب ليعطي ضياء الحياة ...
الرسمة ... الرسام ... الناظر للصورة ... كم من رسمة خادعة ... صنع منها الرسام باحساس صادق لوحة ناطقة بمشاعر فياضة ... رغم ان الصورة في الحقيقة جوفاء الشكل وبلا جوهر ... وكم من رسمة عادية رسمها رسام هاو ... نظر اليها ناظر بقلب مفعم بسعادة الامل ... اصبحت لوحة خالدة بناظره ...
الحياة هي رسمة لمجموعة صور متباينة ومختلفة ... قد تتفق في الشكل وتختلف في الجوهر ... وكم من ناظر للحياة يرى نفس الصورة بشكل مختلف عن غيره ... من الشكل العام الى أدق التفاصيل ... الى جوهر الروح ببصيرة القلب من خلال نافذة العين او كلمة او موقف او لحظة صمت ...
بقلب الانسان صوامع متباينة مختلفة ... كلما دخل صومعة شرب من مياهها ... وجد طاقة العابد باجلال ووقار ... او تلك الوقفة بطرب لاغنية ... او ضحكة لموقف او مشاهدة ... قد نصلي ... نذكر الله ... ننهل من علوم القران ... وقد نسمع غناء او نشاهد مسلسل ... نعمل ... ننام ... ناكل ونشرب ... ولكن ... هناك صومعة التأمل والتفكر ... وذكر الله بالقلب ... وسلوك مسالك العارفين ... وتلك الغمرة الرائعة من فيوض الرحمن ... الله ما اجمل ذلك النور وهو يتخلل الجسد بسلام ورضوان من الله ...
من دخل صومعة الله ... وكان في ظل الله ... بملكوت الله ... مع الملائكة والروح ... كيف يمكن له ان يجاري غرور الدنيا وبما فيها ... كيف يمكن لمصفوفة البشر بتلك الصور والرسومات المركبة ان تعميه عن حقائق الصورة الاكبر ...
لا اتحدث بثوب الاخلاق ولا البس عباءة الاتقياء ... ولكني اتحدث بنوازع النفس اللوامة ... اتحدث بذلك القسم العظيم ... الذي اقسمه الله عز وجل ...
|