رد: حديث النفس ( الدعوة عامة )
عيون القلب ... عيون الآمل ... هي أفاق بلا حدود , للناظر ببصيرة تفوق ادراك البصر ... وتتعدى أهات القهر ... هي ذلك الحزن الكامن في أعماق أرواحنا القابعة في حجرات نورانية ... تتخطى ملامح الظلام القابع في صفوف الآنتظار ... تحلق بنا بلا أجنحة الآستئذان ... لتحملنا الى واحة الآلم اللذيذ ... لتتلاشى الآلام الصغيرة ... لنحيا في الفردوس المفقود ... نحيا بكلمة ... لتذوب كلمات ... كلمة واحدة منبعها أحاسيس صادقة , ومشاعر فياضة جياشة ... كلمة لها القدرة على الآمتصاص والآختزان ... كلمة بهمسة ... بلحظة صمت , تحملها أبتسامات العيون ... بقبلة صغيرة تحمل بصمات ناعمة دافئة ... كشعاع النجوم فوق أوراق الورود ... بضمة هادئة رقيقة من القلب ... تتلامس الآرواح قبل الجسد ... كملامسة شذى عبير الياسمين لزهره ... تذوب العيون بالعيون , لتعطي ذلك النور الغامض بوهج مشعاع ... مخطئ من ظن أن القبلات والضمات ... تتشابه في الملمس او في الآحساس ... كنت مؤمن بتخاطر الآفكار ... وكنت معتنقا للغة العيون ... ولكني لم أكن أعلم , أن الآجساد تتلامس بقلب رقيق مرهف حساس , بروحين انصهرتا بروح واحدة ... قبل قبلة وعناق ... كنت أعيش بين النجوم ... تحملني أنوار روحها بشغف وحب , يضاهي ضياء تراقص النجوم , بنبضات قلبها المتباينة على ايقاعات أحزان سعيدة قلقلة صابرة متجاذبة متنافرة ... ولكنها تحمل الصدق الصامت ... في أعماق بركان خامد على السطح ... ولكنه متفجر حارق لاهب بمشاعر , أرقى وأسمى من كل الآحاسيس والمشاعر ... رسمت أطار ذهبي مرصع بجواهر ونفائس لروح حاضرة لجسد غائب ... كنت متشككا من وجود جسد يتسع لذلك الآطار الفريد ... كنت أعتقد أنه حلم او خيال خصب لكائنة بروح ... أكبر من معلقات القصائد ... ولوحات المتاحف الزاخرة بمجد ... لم يولد بعد , ولم يرى النور في عتمة الحياة وأحزانها ... ولكنها لوحة حية بنور لا تتسعه أنوار النجوم ... وأكثر جمالا من زهر الياسمين المقدسي , قبيل ميلاده ... وقفت معاجم الحب والعشق , ومفاهيم الجمال والروعة , عاجزة مذهولة ... عن التعبير عن مدى دقة الخالق الصانع ببناء جسدي هائل شامخ رقيق حساس مرهف بأصدق المشاعر ... حاولت رسم صورتها بريشة من عيون القلب ... بألوان عيون الآمل المشرق القادم ... وقفت روحها محتجة ... وقلبها مستنكرا ... كيف ترسم ما خطته يد الرب الرب الخالق الصانع ... شعرت بحياء شديد ... وأخفيت الريشة في قلبي ... وأودعت الآلوان قوس قزح ... وعدت مع روحها وقلبها ... وتخاطر فكرينا ... معلق بسماء كالبحر بين مد وجزر ... وهبت تلك النسمة الرقيقة ... وحملتها سلام بأمانة ... أن تكون أكثر رقة من النسيم العليل ... كي لا تجترح رقتها ونعومتها ... وعدت أتأمل تلك السماء ... بنجومها ... ببريق حزين لامع ... يحمل حب بوفاء ... نابع من عيون القلب ... لآبهى عيون لآمل غائب حاضر ... كان يوما حاضرا حاضر . فلسطين كنعان .
|