رد: حديث النفس ( الدعوة عامة )
معاني الحب الحقيقي ...
معذرة ... لا أقصد معاني الحب في أروقة المنتديات ... ولا أعني عبارات الآعجاب على ( فيس بوك ) ... ولا رحلات البحث عن أشباع الغرور ...
أو ملئ الفراغ في أحاديث الثرثرة بأقنعة التجمل ... ولكني ... أحاول رسم صورة واحدة بكل عيون القلب ... أطارها الروح ... برقي وسمو وصدق ...
حب كبير بسفينة تحمل راية الآصالة والعراقة ... لن ترسو الا بميناء واحد ... ميناء برائحة ياسمينة القلب وريحانة الروح ...
سفينة فريدة الجوهر رغم أثقال الحمولة ... وتقلب فصول العمر ... تحركها نسمات المشاعر الدافئة ...
سفينة لها القدرة على تحدي عواصف العمر ولا تعترف بسنوات الضياع في متاهات الظلام ... وسراديب معتمة لن ترى النور ...
كلما تعددت موانئ الشتات زادت حيرة القلوب الصغيرة ... برحلات لن تترك الا الآلم والندم ... ومزيدا من خيبات الآمل ...
الحب الحقيقي لا يقبل القسمة الا على اثنين بقالب الانصهار التام ... بقناعة العقل ورضا القلب ومباركة الروح ...
الحب الحقيقي هو تناغم فكري بالآحاسيس الصامتة تارة ... وبالتخاطر الروحي تارات ... ومساحة من البوح الصادق ... بنظرة ... ببسمة ... بهمسة ...
الناظر الى عشرات الصور ... في يوميات ... أو ... ( البومات ) ... ماذا يرى ...!
أكفان ملونة من هياكل الآجساد المدهونة بألوان أنية ... لا تلبث الا أن تزول ...
ليس صعبا أن ايجاد ثلاثة حجرات للقلب ... كل حجرة تحمل صورة بلون مختلف ... ولكنها لن تكفي ... ويتحول القلب الى فندق قد يزيد فيه
عدد النزلاء عن عدد الحجرات ... ويتحول القلب الى مكب للنفايات ... ومأوى للكلاب الضالة ... التي لا تنهش الا الجسد ... لتفتت القلب
الى ذرات يائسة ... لتشكل مع الزمن تلك الذرات غيوم من الحيرة الملبدة بالشقاء ... والتعب الجسدي والآنحلال الفكري ... والأفلاس الوجداني ...
ما بين أمواج التضليل ... ورياح التفسير ... وزوابع التبرير ... قد نفقد منارة واحدة ... ويكون البديل ... سراب ... لن يصل الواقع ... ولن يرتقي لحقيقة
الجوهر ... لمعان زائف ... وكلما غصنا فيه أكثر وجدنا سراب أكبر ... والنتيجة نفقد منارة الروح ... في أعماق مياه ضحلة موحلة ...
ما أروع أن نحيا ونحن نبحث عن توأم الروح بحب حقيقي صادق ... وما أصعب أن نجدها لنفقدها في سبيل الكثير والمزيد من السراب ...
قلة نادرة جدا لا تتجاوز نسبتها الواحد في المليون ... من تجد توأم روحها ... لتحيا بأنوار الروح بكل لحظة كدهر ... بحب حقيقي أساسه الجوهر لا الشكل ...
وقد يجتمع الجوهر مع الشكل ... ولكن بأساس الجوهر ... بحب متجدد ... ينشر عبير ربيع القلب ... لكل سنوات العمر ... بحب حقيقي لا يقبل بديل ...
هل الصدق والصراحة والثبات بوفاء لمن نحب أصبح مطلب صعب المنال ... ! للغالبية العظمى نعم ... ولكن تبقى تلك الفئة النادرة الفريدة المميزة .
|