رد: تفسير معاني الايات القرانية بأذن الله ..... تابعوني
ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه*
(*ذلك ) أي : الأمر ذلك ، يعني ما ذكر من أعمال الحج ، ( ومن يعظم حرمات الله ) أي*[*ص:383 ]*معاصي الله وما نهى عنه ، وتعظيمها ترك ملابستها . قال*الليث*:*حرمات الله ما لا يحل انتهاكها . وقال*الزجاج*:*الحرمة ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه ، وذهب قوم إلى أن معنى الحرمات : المناسك ، بدلالة ما يتصل بها من الآيات . وقال*ابن زيد*:الحرمات هاهنا : البيت الحرام ،*والبلد الحراموالشهر الحرام ،*والمسجد الحرام*، والإحرام . (فهو خير له عند ربه*)*أي : تعظيم الحرمات خير له عند الله في الآخرة .*
*قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) ﴾
( سورة الحج )
العلماء قالوا: أداء الشعيرة شيء، وتعظيمها شيء آخر، فأيّ إنسان وقف في عرفات فقد أدى الشعيرة، ومَن بات في مزدلفة قد أدى الشعيرة، ومَن طاف طواف القدوم قد أدى الشعيرة، لكن الله عز وجل ينتظر منا فضلاً عن تأدية الشعائر تعظيم هذه الشعائر، من تعظيمها أن يؤديها الحاج كما فعلها النبي عليه الصلاة والسلام، من تعظيمها أن يؤديها الحاج على شوق وطيب نفس، لا على تأفف وتململ، ومن تعظيم الشعائر أن يؤديها الحاج، ويتمنى أن يؤديها مرات ومرات، ومن وقف في عرفات ولم يغلب على ظنه أن الله قد غفر له فلا حج له، لبيت ربك جل وعلا، وآثرت أن تزوره في بيته حاجاً على كل ما في بلدتك من بيت وعمل، وزوجة وأولاد، ومكانة ورتبة، وقلت: لبيك اللهم لبيك، و معنى: لبيك اللهم لبيك، لذلك من علامة قبول الحاج عند الله عز وجل أن يؤدي هذه المناسك معظِّماً لها، متمنياً أن يعيدها مرات ومرات، ولسان كل حاج وهو يودّع بيت الله يقول: يا رب، لا تجعل هذه الحجة آخر عهدي في البيت.
إن المشاعر التي يشعر بها الحاج وهو في المشاعر المقدسة هي بوتقة ينصهر فيها قلب المؤمن حتى يتخلص من أدرانها، عوداً به إلى يوم ولدته أمه، فَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:*
(( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ))
[ متفق عليه ]
|