عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 07 / 2017, 30 : 06 PM   رقم المشاركة : [108]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد

[align=justify]لم العجب صديقتي ؟ ولم الاستغراب ؟
قد كان لكل منا عالمه ومرآته .. وكانت هناك مسافة تفصلنا زمانا ومكانا .. ووجدانا .
كنت متقوقعة في عالمك ليس لك من سلوى سوى مرآتك تنظرين إليها وتبوحين بل وتناجينها ، وربما لتستفسريها عن الآتي .. وكنت مثلي تنظرين إلى ذلك الغد المبهم المغلف أفقه بضباب ينقشع شيئا فشيئا بأشعة شمس الأمل والرجاء .
وكنت أنا هناك أحلم في عالمي الخاص وأشكل أحلاما أخرى من نسج خيالي الذي لا حد له . وكانت لي مرآتي الخاصة .. أي والله .. أخفيها عن الأعين حتى لا يطلع أحد ما تخفيه من أسرار .. ولم يكن ذلك السر سوى أنت .. بكل ما وهبك الله من بهاء وبساطة .
لا تتعجبي صيقتي ولا تستغربي ..
فقراءتي لمشاعرك عبر الأثير لم تكن اعتباطية .. واطلاعي على أسرار مرآتك لم يكن صدفة .. فقد سبق ذلك التحام عالمي بعالمك وانصهار مرآتي بمرآتك فلم أعد أرى فيها سوى وجهك الذي تعلوه نفس قسمات حزني .. فكان ذلك عزائي الوحيد ..
لتعلمي أنني حين أنتقي هداياي إليك ، فإني لا أفعل ذلك ارتجالا .. فأنت لست ممن يهدى إليهم أي شيء وكيفما كان .. هداياي تخضع لمقاييس خاصة وصارمة .. يمتزج فيها الحلم بالواقع .. والحاضر بالماضي مع قليل من الآتي .. فالأمل يجعلني أبث تلك الهدايا كل ما يعتلج في صدري مما لا أقوى على الإفصاح به إليك .. رغم أن كل ما في ذاتي وفي حروفي يصيح ويتردد صداه فتلتقطه كل الآذان وتحس به كل القلوب .
لا تتعجبي صديقتي ..
فمرورك عبر صفحات أيامي واحتلالك لكل جزء منها جعلتها تنتفض وتحملني قسرا إلى عالم الكتابة الذي فكرت يوما في طلاقه طلاقا بائنا لا رجعة فيه ..
وإذا كنت أفلحت في قراءة مشاعرك فليس معنى هذا أنني سأقنع بالنزر اليسير مما منحتني إياه .. فمن طبعي العناد والتحدي .. ومن طبيعتي ألا أتردد في السعي حثيثا وراء ما أحلم به .. وها أنذا احلم باقتحام مشاعرك والانصهار فيها كما اقتحمت عالمك وانصهرت في مرآتك .. وها أنذا أفتح أبواب عالمي على مصراعيها وأترك لك مرآتي تتأملينها كما تحبين .. فلم يعد هناك سر أخشى إفشاءه .
لن أتحدث بعد اليوم عن الحزن .. ليس لأنه عشش فينا حتى النخاع ولكن مجرد ذكره على اللسان أو كتابة أحرفه يجعلنا نكرسه كواقع لا يمكن الهروب منه .. ربما نساهم بتجاهل ذكره في اجتثاثه نهائيا من أعماقنا ما دام الأمل موجودا وبشائره تغمر الأفق البهيج أمامنا .
فلندفن الحزن .. إلى الأبد ، ما دمنا معا .
وما دام اختياري لجو داسان قد راقك فسأختم ملحمتي هذه بمطلع ترنيمة أخرى من ترنيماته العذبة وأتركك لك تفكيك شفرتها السهلة جدا :
Et si tu n’existais pas
? Dis moi pourquoi j’existerais
Pour traîner dans un monde sans toi
Sans espoir et sans regret

[/align]

https://www.youtube.com/watch?v=0fYr5vh3wXI
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس