[align=justify]
غالب احمد الغول;230099]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
بخالص المودة والاحترام والامتنان أشكر الأستاذ الأديب الغالي , عبدالحافظ بخيت , لاستضافته قامة أدبية عالية الجودة , عربية أصيلة بامتياز , ومثقفة واعية , بل موسوعة بمفردات ومصطلحات متعددة , وثقافات عربية وأجنبية وإنسانية , :
أديبتنا الرائعة الدكتورة الغالية هدى نور الدين الخطيب بما تكتنزة من علم ومعرفة لا يحملها إلا من يمتلك عقلاً واسعاً وموهبة كبيرة , هذه الأديبة الحيفاوية ( ابنة حيفاي ) وابنة وطني الغالي , فهي قريبة مني قرب الروح للروح وكقرب الكفرين لحيفا ,
أشترك معها بروح الوطن ومكنون الهجرة وكآبة الاغتراب وألم البعد عن الأهل وعن حيفا والقدس .
أهلاً وسهلاً ومرحبا بالأخ الغالي وصاحب المقام العالي الشامخ ابن حيفاي الشاعر والباحث العروضي الأستاذ غالب أحمد الغول ..
أنا التي أتشرف وأزداد فخراً بأن ألتقي مع قامة مثلك ويجمعني بك الانتماء لتراب الوطن الغالي في فلسطين وحيفا الحبيبة وقضاء حيفا ومآذن القدس .. يا بن أم وجذور تمتد آلاف السنين منذ بداية تشكل المجتمعات البشرية .. يا ابن كفرين حيفا الشامخ المناضل وشاعر الضاد المبدع أنا التي أعتز بك ويحق لي أن أعتز ...
أشكرك أخي الأستاذ عبدالحافظ , وأطال الله عمرك لخدمة هذا الجيل , وكم أنا متأسف لحضوري المتأخر , وخشية من عدم الإزعاج من كثرة الأسئلة أحببت الاختصار بسؤالي الوحيد وهو :
#_ أين ولدت والدتك وأين دفنت , رحمها الله , وهل تمتلك ذاكرتك شيئاً مما كتبته أو حدثته , وكذلك والدك رحمه الله
, وأسكنه فسيح جناته .
أخي الغالي وابن حيفاي أستاذ غالب .. والدتي عربية النسب فلسطينية الهوى والروح والقضية .. وزوجة فلسطيني وأم فلسطينيات وكانت تعتز بالانتماء إلى فلسطين .. بالنسبة لوالدها وجنسيتها وفق التقسيمات التي فرضها علينا السيدان سايكس وبيكو ، فهي لبنانية من مدينة طرابلس.. تلك المدينة العربية الوطنية العريقة المسلمة..
والدتي من آل الرافعي الفاروقي ، جدهم الأكبر هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر ، ابن سيدنا عمر بن الخطّاب .. وهذه العائلة الوحيدة التي تنتسب إلى زين الدين عمر المكي بن عبد الله بن عمر ومصدّق نسبها عبر المراحل التاريخية وموثق بالتسلسل ، لقبوا بالرافعي لكثرة العلماء والأدباء في هذه العائلة الفاضلة : ووفق البيانات والمراجع لدينا ورد الآتي: " رافعي لواء العلم والأدب " .
استوطنت سلالة زين الدين عمر المكي بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب مدينة طرابلس الشام ، هاجر بعض من هذه الأسرة الكريمة بين نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين إلى مصر ، منهم على سبيل المثال الأديب الإسلامي المعروف: " مصطفى صادق الرافعي " وهو ابن عم جدي الثاني ، كذلك هاجر قسم أقل إلى الأردن ، وعائلة واحدة إلى دمشق كان منهم وزير في حقبة حكم سابقة: " الدكتور عبد الغني الرافعي" ، ووردنا في السنوات الأخيرة من خلال نشرات "الرابطة الرافعية" عن عائلة هاجرت إلى المغرب العربي، لكن ليس لدينا حتى الآن تواصل معهم أو معلومات كافية عنهم بعكس رافعية مصر والأردن حيث نحن على تواصل دائم.
جدي هو ابراهيم الرافعي - أديب وشاعر وصحفي، ذهب للدراسة الجامعية في القاهرة وعمل في الصحافة المصرية وتزوج مصرية اسكندرانية ( جدتي ) .. أبصرت والدتي النور في القاهرة وحين كان عمرها ستة أشهر توفي والدها وهو في التاسعة والعشرين من عمره ، ودفن في القاهرة .. في الثانية من عمرها كفلها جدها والذي اعتبرته أباً لا جداً ، فضيلة الشيخ عمر الرافعي مفتي طرابلس الأسبق ، كان شاعراً لقّب: " مجدد الأدب الروحي في دنيا العرب " وكان أديباً ومفكراً .. وهذا أدناه النص الذي كتبت فيه عنه ملخصة سيرته الذاتية ، أُخذ عني في مراجع الأعلام - سيرة أعلام طرابلس - توثيق سيرة أعلام طرابلس - وصفحات مشرقة من سيرة أعلام طرابلس لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق الأستاذ نجيب الميقاتي - ومختلف المواقع والأرشيف الذي يوثق أعلام طرابلس، وحفظ على الشكل التالي: " فضيلة الشيخ المفتي الشاعر عمر الرافعي بقلم حفيدته هدى نور الدين الخطيب " أرجو الاطلاع ، يهمني جداً أستاذ غالب أن تطلع عليها:
الشـيخ عـمر الرافعي
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=78
والدتي السيدة بهية الرافعي، لبنانية الأب مصرية الأم، ولدت في القاهرة ونشأت وعاشت معظم حياتها في طرابلس - لبنان ، حاصلة على إجازة في الأدب الفرنسي من جامعة " بو " جنوب فرنسا، دخلت سلك التعليم مدرّسة للغة الفرنسية ، وتميزت بلغة وقواعد عربية قوية جداً (تتلمذت فيها على يد الشيخ عمر) ، كما تعلمت منه واكتسبت خطاً جميلاً جداً في الكتابة .. توفيت في مونتريال - كندا بتاريخ 13 / 01 2015 ودفنت فيها بمدافن لافال للمسلمين السنّة.
وبالعودة إلى أبي ، فجديّ الشيخ عمر الرافعي وجدي الشيخ يونس الخطيب ربطت بينهما زمالة دراسة الحقوق في اسطنبول ثم في الأزهر الشريف تتلمذا معاً في العلوم الشرعية في مصر على يد كل من الشـيخ محمد عبده و الشـيخ بخيت و الشـيخ حسـين المرصفي و غيرهم..
كنت كتبت عن أبي وجدي وأسرة أبي في مدينة حيفا - فلسطين في صفحة سابقة بالرد على أسئلة الأديب العزيز الأستاذ خيري حمدان ووضعت رابط النسب ورابط سيرة أبي كما كتبتها له وعنه ، أرجو منك الاطلاع بالعودة إلى الصفحة السابقة وستجد في الموقع المزيد مما كتبه عنه ابن شقيقته الأديب والشاعر طلعت سقيرق وكذلك كتب في نور الأدب عنه الأديب هشام طالب .. جدي الشيخ يونس تزوج ابنة الشيخ يوسف النبهاني ( العالم الديني المعروف) أم أعمامي، أما جدتي " نجلاء سقيرق " فهي زوجته الثانية ، وقمت منذ سنوات بالبحث عن مراجع وتوثيق نسب آل سقيرق في مدينة حيفا - نسب جدتي والدة أبي - وتمت الحمد لله ، وهي أسرة كنعانية عاشت في أرض حيفا منذ كانت قرية صغيرة مع بدء تشكل التجمعات السكنية منذ آلاف السنين ومعنى " سُقَيْرِقْ " خازن النار أو الكاهن الأكبر في الديانة الكنعانية ، ويوجد عدد من المعابد الكنعانية الفينيقية المنقوش عليها سقيرق / خازن النار في عدد مختلف من أجزاء بلاد الشام ، وآل سقيرق فرع حيفا - فلسطين مسلمون وفرع لبنان يتبع الطائفة المسيحية.
ملاحظة: الفينيقيون والكنعان شعب واحد وليس كما يتم تزوير شجرة ما يسمى بالشعوب السامية..!
من مارسوا الملاحة والتجارة عرفوا باسم "الفينيقيون" ومن مارسوا الزراعة والبناء عرفوا باسم "الكنعانيون" ، واللغة العبرية هي كنعانية سكان جنوب فلسطين ( لهجة) تم السطو عليها ووضع قواعد لها استند كثير منها إلى قواعد اللغة العربية ( حتى تستقيم) أما التوراة الذي بين أيديهم معظمه مقتبس من أساطير أجدادنا ومروياتهم الشعبية ..!
يهود سيدنا موسى معظمهم دخل في المسيحية والإسلام وامتزجوا ببقية السكان.. وللحديث بقية..
يسعدني ويثلج قلبي الإجابة على أي أسئلة شاعرنا الغالي أستاذ غالب ، خصوصاً لو كان في مجال تخصصي ، ويشرفني ويسعدني الآن وفي أي وقت الحوار في تاريخ بلادنا وما تعرضت وتتعرض له من تزوير .
وإليك هذه القصيدة مهداة إلى أمك الحنون . تحياتي .
@@@@@@@@@
للشاعر غالب الغول
أمّاه إنك عزتي ووقاري ........ بل أنت روحي حيث كان مساري
وكساكِ ربّي الطهر منقوشاً على ...... كفيك رسم القدس والأسوارِ
ما كنت يا أمّاه إلا قصّة ............. تروي حكاية ما جنت أسفاري
ظلمٌ وتشريد ودمعة لاجئ ................ طافت فيافي عالم الأمصارِ
ولقد فقدنا ما يتوق تراثنا ...................... الثوبُ والمنديل والزنّارِ
وفقدتُ همسك مثل دفئك بلسماً ........ كانت تسامرني وتؤنس داري
كم كنتِ تشتاقين تقبيل الورى .............. كالبنتِ والأبناء والشطّارِ
أمّاه هاتي ما لديك من الرضا ....... ليضيء ليلي مثل ضوء نهاري
هل كان غيرك شافياً لمصائبي ....... أم كان غيرك من يشدّ إزاري
من كان يحمي غصن جسمي من لظى .. حرّ النهار وقرّة الإعصارِ
مدّي يديك لكي أقبِّل عِطرها ........ من عسجد الكفين كان فخاري
ما كنت يا أماه إلا نغمةً ................... تشدو إليَّ بأحسن الأشعارِ
أين الطريق لنبع عطفك قد سجا ......... لأكون عندك أول الأطيارِ
هل أنت في سفر يطول إلى المدى ... أم أنت بين الرمس والأزهارِ
يا ربّ إن ترني بشاشة وجهها ..... أرجو بفضلك أن تكون جواري
أنا بضعة منها وإنّ حنانها .................. يلجُ الفؤاد برقَّةِ الأنوار
أبكيك يا أمّاه حسرة عاشقٍ ............ فقد الحبيب وتاه في الأقطارِ
يا ربِّ أكرمْ دارها ومقرَّها ............. واجعلْ ثراها باهر الأنوار
يا بسمة في القلب يا أمل اللقا ...........في الخلد أنت بجنة الأبرار
قصيدة بديعة عزفت على أوتار القلب وفتحت مآقي العيون .. أبدعت شاعرنا الغالي .. أنت فعلاً ما شاء الله عليك تتنفس شعراً وإنسانية .. سأحتفظ بهذه القصيدة هدية ثمينة من شاعر وإنسان شاء الله سبحانه أن يمنحني شرف التعرف إليه والتزود من إبداعه ووطنيته وإنسانيته ..
شكراً لك فقد أسعدتني بهذه النفحات الشعرية .. الأم أجمل ما في الدنيا.. الأم وطن والوطن أم ..
قليلة كلمة شكراً .. تفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
[/align]