هذا هو أخي الغالي الصالح - اسم على مسمّى - كما أعرفه جيداً وأحفظه بوفاءه وحزنه المقدس ..
مثلك أنا أنتظر عودة من قيل لي أنهم ماتوا.. أطير إليهم وأبحث عنهم خلف السحاب .. أتواصل معهم في مسارب الروح ..!
ذكرتني بغيبوبة طلعت الطويلة وكيف كنت أنتظره حين يستيقظ منها ليحكي لي ما شاهده هناك بين عالمين ..
لكنه لم يعد جسداً وتسرب كما يتسرب الماء ..!
حين استفقت من صدمة رحيله احتفظت له بسؤالي وسألته ماذا هناك؛ وهل هناك - هناك - أم هنا ولا ترصده عيون رؤوسنا؟!
من الأحياء حقاً ؟!
هل الجسد الترابي هو الحياة وهل نحن من لم نزل نرتدي الثوب الترابي أحياء لولا أحزاننا المقدسة؟؟!!..
قال ..
أذكر أنه حدثني .......
والدي أشعل لفافة تبغه الجيتان وأخذ منها نفساً واحدا ومات وبقيت اللفافة خلفه مشتعلة تدخن ذاتها وتحترق حزناً علينا من بعده.. وأنا واظبت رغم حداثة سني الطفولي حينها على انتظار عودته كل يوم .. وربما لم أزل..!