رد: خليك بالبيت/ تحاصرنا منزلياً
معتادة أنا على البقاء بالمنزل طالما بقيت في بيتنا شهر رمضان كاملا أيام العطلة الصيفية لا أخرج للشارع أبدا .. أراه من نافذة بيتنا أو من سطح البيت وأكون سعيدة إذ أفتح عيني على وجه أمي وقبلة أبي صباحا على جبيني وصدى أصوات أخواتي ... لكني الآن أحس بأن هذا البقاء جبرت عليه وأنا أكره أن أجبر على شيء.. هنا بالعمارة حيث أنا مع حبيبتي الصغيرتين وزوجي لم أعتد الصعود إلى السطح لآخذ متنفسي.. الشرفة تجعلني أمام أنظار سكان العمارة المجاورين، بل وأسمع أحاديثهم وكأني معهم في البيت خاصة ذلك الجار بالعمارة المجاورة الذي يظل يتحدث بالهاتف كل صباح عرفت اسم ابنته الكبرى التي تدرس بمستوى الرابع ابتدائي وما تفعله يوميا وابنته الصغرى التي لم تتجاوز بعد سن الخامسة وزوج أخته المريض......
جارتي الطيبة التي يلتصق باب بيتها بباب بيتي تعيش بمفردها في البيت فبعد ستين سنة من زواجها توفي زوجها قبل سنة وشهر تقريبا ولم تكن قد أنجبت منه ومع ذلك ترك لها أملاكا كثيرة إذ كان يحبها.. تحكي لي عنه كثيرا وعن إخوانها وعن أخيها الذي أصر أن يتزوج بالتطوانية وله معها ولد وبنت .. تركهما مع أمهما ورحل عن الدنيا.. وعدتني أن تكمل لي قصة التطوانية ولكن أختها قدمت لتأخذها مرغمة إلى بيتها حتى لا تظل وحيدة طيلة الحجر الصحي.. ولم تدرك أنها تركتني وحدي لولا وجود أسماء وآلاء
|