الموضوع: معايدة و ذكرى
عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 05 / 2020, 35 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

معايدة و ذكرى

الأحد 24 ماي2020/1 شوال 1441
بمناسبة العيد اليوم فاجأني رقم غريب أراه هو ما جعل هاتفي يرن ويدندن:
"_ ألو السلام عليكم
_ ألو أستاذة خولة
وييييي؛
_ ألم تعرفيني؟
صمت، أحاول أن أكتشف الصوت، أن يتحدث صاحبه أكثر علني أعرفه..
_ أستاذة... !؟
_ نعم؛ أعتذر منك.. لم أعرفك
_ أنا أسامة ...... أعتذر إن كنت لا أتصل بك قبل اليوم ولا أسأل عنك..."
يااااه ! تلاميذ إعدادية بن تاشفين ما زالوا يذكرونني، هذا التلميذ لم أره منذ 26 أبريل 2017..
أحسست بفرحة كبيرة حينها، خاصة بعدما أخبرني أنه تابع دراسته وأنه موفق في دراسته، كثيرا ما كنت أفكر في هذا الصبي الذي صار شابا اليوم وأود معرفة أخباره... أذكر أنه كان قد مر بحدث ليس من الممكن أن يعيش بعده أي شخص هنيء البال، ولكن الله لطف..
و أذكر أني كنت قد مرضت مرة وأعطاني الطبيب رخصة مدتها عشرة أيام ، رغم أني حاولت إقناعه بأني لا أحتاجه ولو لم تكن أمي معي بالمستشفى لكنت مزقت الورقة وعدت لعملي..
بعد انتهاء المدة كان تلاميذي في استقبالي صباح خميس.. تأخرت بضع دقائق عن القسم لكثرة السلامات التي تلقيتها من زملائي ومن التلاميذ أيضا، والمفاجأة أن بعض التلاميذ سواء ممن أدرسهم وهم حينها بمادة أخرى أو ممن لا أدرسهم كانوا بقسمهم فرأوني من النافذة، أو سمعوا أصواتا تردد: " الأستاذة خولة جات ..." استأذنوا أساتذتهم ليسمحوا لهم بالخروج من أجل السلام علي...
وبذلك كنت آخر مدرسة تدخل قسمها ذاك الصباح، ولكن المفاجآت لم تنته بعد؛ فحين اقتربت من باب القسم انتبهت إلى تلامذتي كلهم حاضرون، لا أحد غائب، منضبطون وملتزمون بالصف، حتى الحارس العام كان يقف لجانبهم دون حاجة لتحذير أو تهديد ليتفاجأ كما كل الأساتذة الذين وقفوا فجأة أمام أبواب قاعاتهم بعد سماع التصفيقات، لحظات مؤثرة حقا؛ جعلتني أستشعر الحب بطريقة أقوى.. هكذا كان استقبال أسامة المتصل اليوم وزملائه بالقسم...
دخلنا القاعة ولم تنته المفاجآت !
يا إلهي متى و كيف تم الاتفاق؟ لقد نظفوا القاعة وزينوها نوعا ما، وما كتب على السبورة من عبارات الحب تمنيت لو أنه لم يمح؛ و إن كانت الإسفنجة قد محته فبقلبي وذاكرتي هو عالق..
شكرا لك أسامة.. وشكرا لزملائك ..و شكرا لكل صغاري

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس