رد: البوصلة الأخلاقية كيف نعرفها ونحدد اتجاهها؟
تحية طيبة أديبتنا الغالية هدى
هل يمكن الحديث عن البوصلة في زمن التيه ، ولكن لاضير مادام الموضوع يحتم علينا ذلك ، ولكن لكي نجد البوصلة الأخلاقية علينا أن نوقظ إذاً ذاك الضمير من سباته العميق ، أليس كذلك ؟
لا أتحدث عن ذاك الصوت الخافت في أروقة الروح، بل عن تلك المحكمة الداخلية التي لا تغلق أبوابها، وذاك القاضي الذي لا ينام، والذي يصدر أحكامه في صمت مهيب . إنها بوصلة القوة السرية التي تدفعنا نحو الخير، حتى حين تتهاوى كل الأعمدة، وتتساقط كل الأقنعة في أحلك الظروف.
هي معركة لا تخاض على أسوار المدن، بل في أروقة النفس، ضد ذلك الفساد الداخلي الذي يتسلل خلسة إلى الروح كعشبة سامة... وبقدر ما نقاوم هذا الفساد الخفي، بقدر ما تضيء بوصلتنا، وتصبح نورا يهدي من ضل في عتمة هذا الزمن.
|