[عادل سلطاني]

(((واذل أمة عبرة للناس.)))
---------------------
واذلاه واجبناه واموتاه واموت الضمير الموقف المر الأمر يطيف بي ويعيدني للحزن مرفوع المرارة أسه ومرارة غَزِّيَّةٌ وبسالة غَزِّيَّةُ رفعت جبيني عاليا رفعت كياني عاليا نحو السماء وهامتي مرفوعة للشمس في الفعل المقاوم تستحي عيني التي تبكي الهوان وأمة خانت وهانت أمة ذلت وها خنعت وضلت طبعت وتصهينت وتشتت مزعا هنا احتضرت هنا انتثرت هنا ذهبت هباء((( في هباء الموت ها بلغ الزبى سيلي وها بلغ التراقي لم يزل غضبي فتيا مثل حزني في خراب خرابهم دمدمت في عرض الخراب وطوله ريح العذاب تذرني للرمل في ربع الخراب تذرني ذرا تناسل في دمي ذرا يعيد الموت في هذا الموات يذرني الليل الطويل لليله وتذرني إن الرياح مبشرات بالعذاب مبشرات بالنزوح وبالحصار مبشرات بالدموع صبية في ليل محنتها مشت ألم السرى تمشي وتمشي في الحفا عينان داميتان حافيتان عاريتان من نزف الطريق وقدمت مشي الوعود الصادقات وقدمت بالوعد نزفا ماشيا حتى الطريق ولاطريق يقلها إن الطريق مفخخ بالموت تمشي موتها تمشي لموت مقبل نسغ الزهور يمصه الموت الشديد يمصه العدم الأبيد وضعف خافية الجناح يشد قادمة هوت كوفية طارت هوت للأرض طارت مرة أخرى هوت والموت يبسط بالوصيد ذراعه لا الكهف أنقذها ولا الشمس التي تزَّاورت عنها تقلبها تقلب قلبها الغزِّيَّ لا ذات اليمين ولا ولا ذات الشمال وقلبها من قاب خافيتين أو أدنى أقلب قلبها الحافي أقلب قلبها العاري هنا في الحزن ماتت طفلة تمشي الحصار وذلَّ أمتها التي خانت وما فتئت تخون هناك عند الرمل ذاكرة الأصابع في صقيع الموت تنقش دفئها وتقيم موقدها القديم وموعدا للحب منثورا على طول الطريق وخيمة تحكي الشتات تلمه يا أمة زاغت وما فتئت تزيغ تضخ غزة في الموات دماءها وتضخ في قلب الموات حياتها وتسير بالأطفال بالأبطال نحو النصر في ليل الحصار الجوع يعمل نابه الضاري وخاصرة الحياة تقاوم الألم العتي ونهشة مسعورة سالت على أشداق سفاح البراءة تقطر الأشداق ملء الناب من دمها البريء تصهين الأعراب في ربع الخراب وثروة الأعراب من ريع الخراب تشد من أزر العدو وتحكم الطوق الخبيث بقبضة طولى بأيد حين يشتد الحصار وتذبل الأجساد من جوع الحصار أمر بالصور الفظيعة مزقت عينيَّ لا عقلي يطيق فظاعة الإجرام في وحشية دموية الأركان كاملة الشهود الكون يشهد أنها حمراء أرهبت الصغار وأرهبت حلم الصغار
***
الزردومي يوم الخميس الثاني من شهر أكتوبر سنة ألفين وخمسة وعشرين.