الركن الهادىء
يافا أنتِ لغز
يافا أنت ِ لغز ..
هذا ما توصلت إليه أخيراً .. يافا أنت لغز .. أنت لغز الألغاز يا يافا .
في كل يوم أنوي فيه اغلاق هذه المساحة الخريفية المضطربة على اعتبار أن الخريف قد ولى .. وأن الشتاء سيولي أيضاً وعما قريب .. وجدائل الربيع تطل خلف الأبواب والشبابيك ..
لكنني أعود إلى هذه المساحة أكثر اشتياقاً وأكثر حنيناً ورغم أنف الربيع .
في الماضي عندما كنت طفلة صغيرة كنت مولعة بقراءة قصص الألغاز ..كانت هي عالمي الخاص الذي ألجه في ذلك الوقت وأبقى فيه أطول زمن ممكن ..
عندما كبرت أخذت أتحرر شيئاً فشيئاً من هوايتي المفضلة في قراءة الألغاز وولوج عالم الألغاز والتعايش مع كل شخوصه وأبطاله .. لكنني
ودون أن أشعر انغمست في مواجهته .
كنت أقف أمام أي لغز مبهورة جداً .. كان يستفزني بشكل كبير ولا أتركه حتى أحلّه .. واللغز الذي لم أكن استطيع حلّه أسجله نقطة مستديرة في نقاط فشلي !
قررت دراسة الحقوق كي أعمل وأكرس كل وقتي للتحري .. كنت أشعر أنني أمتلك قدرة وطاقات رهيبة في مجال التحري ولكن بعد أن درست الحقوق وتكبدت عناء الدراسة وجدت نفسي محامية ومحامية فقط ولا تسألوني كيف .. ولماذا ؟
أنا لا أملك جواباً.. لكن بالتأكيد هناك أموراً كثيرة تتغير عندما نكبر ويفرضها علينا واقع الحياة التي نعيشها وليست الحياة التي نحلم أن نعيشها ..
ومع أني لم اكن أعدم الحجة الواهية والقدرة
الهائلة على الاقناع والاستفادة من مرونة بعض النصوص القانونية ألا أنني بعد مرور كل العمر
اكتشفت أنني كان من المفروض أن أعمل بسلك التحري وأن أكون هناك وسلك المحاماة لم يكن لي فتوقفت أدراجي أعيد النظر !
كنت أرى الأمور تسير بطريق محددة حتى تأتي إلي باسطة ذراعيها لأقوم انا بالكشف السريع عن كافة ملابساتها وتقديم الحل فيها وكنت دائماً أبرع في هذا .. لا أعلم إن كان اعتراني بعض الغرور أم أن هناك من الألغاز من استعصت عليّ ولم أفهمها في يوم.
لغاية هذه اللحظة كنت أظن نفسي أقبض على الوقت بين يدي وأحرك الرياح كيفما اشتهي
فإذ بيافا تطل عليّ من قلب البحر المتوسط وتهدد أمني واستقراري .
من أين أتيت يا يافا ؟
من أي الألغاز أنت ؟ ولماذا هبطت في مطارات قلبي ؟
من أين أتتني يافا .. لا أعلم ؟
كل ما أعلمه أن يافا عروس البحر .. يافا بلد جميل جداً لكنه يقع تحت نير الاحتلال البغيض .. وهذا ليس لغزاً يحتاج حلا ً ..إنه احتلال وأنا لا أفكك رموز الاحتلال ولا أحلل شيفرات الحروب ..
فماذا أفعل بيافا .. ووماذا أفعل بوجه يافا الصبوحي حين يطل عليّ من قلب المتوسط ويلقي عليّ تحية الصباح ؟
يافا يا عروس البحر لا أعلم هل أنت من انتزع مني اللقب أم أنا من تشبهت بك ؟
اسمحي لي يا يافا أن أقدم لك باقة من اعتذاري لأنني أهملتك سنوات وسنوات .. لم أعطك فيها يافا حقك من الحب والاهتمام كما أعطيت قدسي وغزة هاشم وعكا التي تئن بين حروفي .
نعم أنت أتيت لي بأقدامك الطاهرة فأهلاً وسهلاً بك في قلبي .. يافا منذ الآن ستحطين أنت في قلبي وليس في مطاراته فقط وستكونين ضيفة معززة مكرمة على حروفي المتواضعة .. وسألقي عليك تحية الصباح والمساء يا عروس البحر .
يافا لك مني كل الحب والوفاء والدعوات الخالصة لك بالتحرير ولتعذريني يافا فبعد قدومك سأحطم كل الألغاز ولن أدعي أنني في يوم حللت لغزاً ..
أهلا بك يافا أجمل لغز في هذه الحياة .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|