22 / 04 / 2009, 29 : 11 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
|
رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح
يوم الأم... ظل ثقيل يخيم على والدة الأسيرة دعاء الجيوسي
[ 21/03/2009 - ] طولكرم - وكالة وفا
مر يوم عيد الأم ثقيلاً على أم جميل، والدة الأسيرة دعاء زياد الجيوسي، القابعة في سجون الاحتلال منذ سبع سنوات، تقضي حكماً بالسجن ثلاثة مؤبدات و32 عاماً مع وقف التنفيذ.
وفي الوقت الذي يحتفل العالم بهذه المناسبة، لم تشأ والدة دعاء تذكر هذا اليوم، فهو بالنسبة لها ذكرى أليمة ومرارة تسكن فؤادها منذ اعتقلت ابنتها عام 2002، تحاول نسيانه ولكن هيهات أن يمحى من ذاكرتها، ومن حولها يبذلون جهداً من أجل إدخال ولو جزء بسيط من السعادة إلى قلبها المتيم بحب وحيدتها دعاء.
وتقول أم جميل: 'غابت الفرحة عن قلبي الذي أدماه الحزن، لا أحب معرفة أن اليوم هو عيد الأم، فيه تتفتح الجراح، وتنهمر الدموع، لكن الأهل يحاولون التخفيف عني بزيارتي وتقديم الهدايا لي في محاولة منهم لتعويضي عن دعاء الغالية'.
وعادت أم جميل (47 عاما)، بذاكرتها سبع سنوات إلى الوراء وقد أعياها الفراق حتى باتت كما لو أن عمرها تعدى العقد السابع، مستذكرة ما كانت تقدمه دعاء لها في هذه المناسبة، وقالت: 'إن يوم الأم كان على اختلاف الأيام العادية، كانت دعاء تعد نفسها له قبل عدة أيام، وتطلب مني زيادة مصروفها من أجل شراء أجمل هدية لي'.
وأضافت أم جميل أن هناك علاقة خاصة تربطها مع ابنتها، فهي الابنة الوحيدة لعائلة صغيرة، وحرمها الاحتلال من فرحة التخرج من الجامعة، وقالت: 'دعاء كانت تقف إلى جانبي في كل المواقف والتحديات، تشاركني الأفراح والأحزان، حتى أنها لا تنسى أن توصيني دائماً وبعد كل زيارة لها إلى السجن بأن لا أبكي، وتقول لي ' الفرج قريب'.
وتفتقد أم جميل ابنتها في كل لحظة، تبكي بحرقة، وتتلهف على رؤيتها، فكل ركن في المنزل يذكرها بها، واصفة إياها بالفتاة الرائعة على قدر عال من الأخلاق، وأنها تركت فراغاً لا يمكن أن يشغله أحد، وكانت تضفي على المنزل أجواء مرحة.
واعتبرت الحكم الإسرائيلي على ابنتها جائرا، وجزءا من سياسة العقاب الجماعي الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، خاصة الشباب في مقتبل العمر، الذين لا ذنب لهم سوى مطالبتهم بحقهم العادل في الحرية والعيش بكرامة، فهي تقضي بأحكامها التعسفية على آمالهم وتطلعاتهم نحو مستقبل مشرق لبناء وطنهم فلسطين.
وأوضحت أن قوات الاحتلال اعتقلت دعاء قبل تخرجها بشهرين من جامعة النجاح الوطنية تخصص علم اجتماع، حيث كانت متفوقة في دراستها منذ أيام المدرسة، وتنال كل عام شهادة تقدير من مديرية التربية والتعليم لتفوقها وذكائها، إضافة إلى أنها شاعرة تجيد كتابة الشعر والخطابة، وتلقيه كما لو أنها شاعرة مخضرمة.
وتتفاقم معاناة أم جميل، عندما تزور ابنتها في سجن الدامون، وهي ترى مدى المعاملة اللاإنسانية التي تمارسها إدارة السجن بحق الأسيرات، المتمثلة بانتهاج سياسة القمع والعقاب الجماعي بحقهن تحت ذرائع واهية، إضافة إلى المكان السيئ الذي لا يصلح للسكن الآدمي.
ورغم الألم والحزن الذي يعتصر قلب أم جميل، إلا أن ذلك لم يثنها عن متابعة الأخبار أولاً بأول عبر الفضائيات والانترنت، باحثة عن بصيص أمل يعيد إليها دعاء.
وناشدت أم جميل كافة الضمائر الحية عدم السكوت عن الظلم الذي تعاني منه الأسيرات اللواتي هن بأمس الحاجة إلى وقوف الجميع بجانبهن، والعمل للإفراج عنهن وعن كافة الأسرى، معربة عن أملها في احتضان ابنتها المدللة بين ذراعيها، لتستعيد بذلك ذكريات دعاء الصغيرة، التي تشتاق إلى حنان وحضن والدتها.
***************************************
تحياتي للجميع ولكل من يترك لي كلمة طيبة هنا أو في أي ركن آخر.
سلمتم ومتمنياتي لكم بالتوفيق
|
التعديل الأخير تم بواسطة نصيرة تختوخ ; 05 / 09 / 2010 الساعة 35 : 12 PM.
|
|
|